|
اسم الكتاب : لسان العرب لابن منظور |
المؤلف: العلامة جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور
|
تعليق الكتاب:
لسان العرب هو أشمل معاجم اللغة العربية وأكبرها، قام ابن منظور بجمع مادته من خمسة مصادر وهي:
تهذيب اللغة للأزهري
المحكم لابن سيده
الصحاح للجوهري
حواشي ابن بري
النهاية في غريب الحديث لعز الدين ابن الأثير.
أراد ابن منظور بكتابه أن يجمع بين صفتين: الاستقصاء والترتيب؛ إذ كانت المعاجم السابقة –كما يقول هو– تعنى بأحد هذين الأمرين دون الآخر، و أخذ على نفسه أن يأخذ ما في مصادره الخمسة بنصه دون خروج عليه، واعتبر هذا جهده الوحيد في الكتاب، وتبرأ من تبعة أية أخطاء محتملة بأن ما قد يقع في الكتاب من خطأ هو من الأصول، وإن تصرف قليلا في النهاية فغير شيئا من ترتيبها.
و قد بلغ عدد المواد اللغوية التي ضمنها لسان العرب 80.000 مادة ، و هو ضعف ما في الصحيح، و أكثر ب 20.000 مادة من المعجم الذي جاء بعده و هو القاموس المحيط للفيروزابادي .
و اللسان مصدر بمقدمة غير قصيرة بلغت صفحتين و نصفا من المطبوعة ، افتتحها المؤلف بتحميد و صلاة بلغا ستة أسطر و نصفا، ثم ذكر شرف اللغة العربية و ارتباطها بالقرآن الكريم ، ثم نقد التهذيب والمحكم والصحاح، ثم وصف منهجه الدافع الى تأليف معجمه .
ووضع ابن منظور بين المقدمة و المعجم بابين : الأول في تفسير الحروف المقطعة في أول سور القرآن الكريم ، و ثانيهما في ألقاب حروف المعجم و طبائعها و خواصّها .
و لا تختلف صورة الأبواب و الفصول في اللسان عن الصحاح الا في ضخامتها
حتى أبواب الألف اللينة باقية على حالها في المعجمين ، لكن ابن منظور صدر بعض أبوابه بكلمة عن الحرف المعقود له الباب ،ذكر فيه مخرجه و أنواعه و خلاف النحويين فيه و ما الى ذلك .
و لقد كان ابن منظور ميالا الى اختصار نصوص التهذيب والتصرف فيها أكثر من غيرها ،بل آثر نصوصا لصحاح والمحكم عليها حين تشترك في التفسير، و لعل سبب ذلك أن ابن سيده و الجوهري كانا أدق في نقل النصوص..
غير أنه يؤخذ على اللسان تلك الفوضى الضاربة أطنابها في داخل مواده، فهو لم يستفد من منهج ابن سيده الذي شرحه في مقدمته كما لم يستفد ابن سيده نفسه ، فسار سيرته و اضطرب اضطرابه ،بل ازداد اضطرابا لازدياد مواده و مراجعه .
و يؤخذ على اللسان-ايضا- تركه بعض الصيغ و المعاني التي أوردهاأحد مراجعه ولاسيما التهذيبكما يؤخذ عليه اقتصاره في المراجع على الكتب الخمسة و اهمال غيرها من المراجع الكبيرة المهمة ك الجمهرةلابن دريد و البارعللقالي و المقاييسلابن فارس ...و غيرها؛ ففاته كثير من الصيغ و المعاني و الشواهد الواردة فيها .
و قد طبع الكتاب بالطابعة الأميرية ببولاق (القاهرة) في عشرين جزءا كبيرا ينيف كل منها على (300) صفحة، حظيت باعجاب العلماء ، و استدرك عليها العلامة أحمد تيمور بعض الأخطاء المطبعية التى نشرها في جزء صغير باسم تصحيح لسان العرب ، كما استدرك عليها الأستاذ عبد السلام هارون أخطاء أخر نشرها في مجلة مجتمع اللغة العربية (المصري) .
و قد قامت دائرة المعارف (بالقاهرة) باعادة ترتيب مواد الكتاب على طريقة تهذيب اللغة للأزهري و ذلك حسب الحرف الأول فالثاني فالثالث الخ من جذر الكلمة ، بخلاف ترتيبه الأصلي الذي يلتزم طريقة الصحاح بالترتيب وفق الحرف الأخير فالأول فالثاني ... الخ، فخرج في ستة أجزاء من القطع الكبير المطبوع بحرف صغير ، أعقبته بثلاثة أجزاء هي الفهارس الفنية للكتاب .
ولا جدال في أن لسان العرب موسوعة علمية ثرية ، بما اشتمل عليه من مادة لغوية و أدبية ، و بما تضمنه من شواهد من الشعر و الحديث الشريف ، و بما قدم من شرح مسهب للمادة يعكس كثيرا من مظاهر حياة اللغة العربية و حياة المجتمع العربي ، على نحو يجعله مفيدا لا في المجال المعجمي المحدود بل في مجالات علمية كثيرة منوعة .
منظور كنز من كنوز اللغة العربية، وهو موسوعة فيها كثير من المعلومات التي تلقي ضوءاً على الحضارة الإسلامية وتوثق كثيراً من النصوص والأخبار، وتأتي أهمية هذا السفر من أن ابن منظور كان من رجال القرن الثامن للهجرة، أي أنه جاء بعد مرحلة طويلة من تدوين اللغة ووضع المعاجم فاغترف من أمهاتها ووضع معجمه بعد أن طاف فيها واستقر على اتخاذ خمسة منها أصولاً، ولذلك جاء “لسان العرب” حافلاً بكل نافع مفيد، وكانت الملابس من ذلك النافع المفيد الذي يعطي صورة واضحة للحياة الاجتماعية والاقتصادية مثل الإسلام وبعده.
صاحب المعجم هو محمد بن مكرم بن علي وقيل رضوان بن أحمد بن أبي القاسم بن حبقة بن منظور الأنصاري الأفريقى المصري جمال الدين أبو الفضل صاحب لسان العرب في اللغة الذي نقلب صفحاته والذي جمع فيه ابن منظور بين التهذيب والمحكم والصحاح حواشيه والجمهرة والنهاية.
جمعه وعمّر وحدّث واختصر كثيراً من كتب الأدب المطولة كالأغاني والعقد والذخيرة ومفردات ابن البيطار، ونقل أن مختصراته خمسمائة مجلد، وكان صدراً رئيساً فاضلاً في الأدب مليح الإنشاء روى عنه السبكي والذهبي وقال تفرد بالعوالي وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، واختصر تاريخ دمشق في نحو ربعه، وكان عنده تشيع بلا رفض.
وبالعودة إلى المعجم فيرى القارئ بأن جمع ابن منظور في معجمه هذا للصحاح الجوهري، وللحاشية لابن بري، وللتهذيب الأزهري، وللمحكم ابن سيده، وللجمهرة ابن دريد، وللنهاية لابن الأثير، وغير ذلك. إن جمعه لهذه الكتب اللغوية في هذا المعجم يغني عن سائر كتب اللغة، إذ هي بجملتها لم تبلغ منها ما بلغه. فهو عجيب قفي نقوله وتهذيبه، وتنقيحه وترتيبه. وهو كتابه لغة، ونحو، وصرف، وفقه، وأدب، وهو شرح للحديث الشريف، وتفسير للقرآن. وقد رتبه المصنف ترتيب الصحاح في الأبواب والفصول (الترتيب الألفبائي للمعاجم) وقصد توشيحه بجليل الأخبار، وجميل الآثار، مضافاً إلى ما فيه من آيات القرآن الكريم، والكلام على معجزات الذكر الحكيم، ليكون على مدار الآيات والأخبار والآثار والأمثال والأشعار حله وعقده.
إلى جانب ذلك فقد صدّر معجمه بفصل جمع فيه تفسير الحروف المقطعة، التي وردت في أوائل سور القرآن العزيز، لأنها ينطق بها مفرقة غير مألوفة ولا منتظمة، فترد كل كلمة في بابها، فجعل لها باباً بمفردها وغايته بهذا التصدير التبرك بتفسير كلام الله تعالى الخاص به، وثانياً بأن هذه الحروف إذا كانت في أول الكتاب كانت أقرب إلى كل مطالع من آخره، لأن العادة أن يطالع أول الكتاب ليكشف منه ترتيبه وغرض مصنفه.
|
الزوار: 2290 |
تاريخ الاضافة: 13/01/2011 |
|
|