بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || سقوط غرناطة... وغويتسولو
::: عرض المقالة : سقوط غرناطة... وغويتسولو :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: سقوط غرناطة... وغويتسولو
كاتب المقالة: معن البياري
تاريخ الاضافة: 05/01/2015
الزوار: 521

هناك، في دارته في زنقةٍ في مراكش، قبل أزيد من عشرين عاماً، حدّثني الكاتب، الكبير حقاً، خوان غويتسولو (84 عاماً)، عن موطنه، إسبانيا، بلداً أوروبياً وغربياً، لكن "غربيّته هجينة"، بالنظر إلى ماضيه الذي يختلف عن ماضي فرنسا أو إيطاليا أو إنكلترا، فقد عرف، في عدة قرون، حضارةً عربيةً إسلامية، تركت أثرها في التاريخ الثقافي الإسلامي. كما أن إسبانيا تأثرت بوضعها التاريخي الخاص، وبوضع تاريخيٍّ نتج من سياسة الملوك الكاثوليكيين وطردهم مسلمين ويهوداً كثيرين. وحدّثني غويتسولو، في حوار نشرتُ أجزاء منه في صحيفتين عربيتين، أن الإسبان، نتيجة تلك الظروف، يلاحظون أن الأوروبيين ينظرون إليهم هامشاً، ما أحدث لديهم عقدةً، فصاروا يطلبون أن يصبحوا أوروبيين حقاً، ما جعلهم يُؤثرون نسيان الماضي المشترك مع العرب، و"هذا غير معقول إطلاقاً". أستدعي غويتسولو، هنا، بمناسبة احتفالات مدينة غرناطة، أول من أمس الجمعة، بعيدها الوطني، في ذكرى "استعادة" المدينة بقيادة الملكة إيزابيل وزوجها، قبل 523 عاماً، وهي الواقعة الكبرى في تاريخ الأمة الإسلامية، لمّا سلم آخر ملوك الأندلس، أبو عبد الله الصغير، مفاتيح المدينة، وغادرها، فأنهى ثمانية قرون من الحكم الإسلامي لتلك البلاد. أستدعي غويتسولو، والفرح في احتفال الإسبان في غرناطة عريض، في العيد الذي تقرر قبل خمسة عشر عاماً، مع اتساع حضور اليمين العنصري، في مناهضته الأجانب، في أوروبا. في هذه الأثناء، أستدعي "خوان"، كما يخاطبه ساكنة مراكش، وهو الذي انشغل كثيراً بما سمّاه صديقنا كاظم جهاد، "تصدع الهوية الإسبانية". أستدعيه، وفي البال، أنه دعا "رمزياً" إلى غزوٍ عربيٍّ إسلامي جديد لإسبانيا، لإطاحة دعائمها الفرانكوية، بحسب قراءة كاظم رواية "الكونت دي خوليان"، والتي نشرها غويتسولو في 1970، (أظنها لم تترجم إلى العربية). أحسبه استطاب تلك القراءة، كما في قوله لي إن ما فعله في تلك الرواية، "هدم الأساطير التي ابتدعتها إسبانيا الكاثوليكية ضد العرب والإسلام، فقام بغزوٍ ضد هذا الواقع يقضي على تلك الأساطير". لم يصن أبو عبد الله الصغير مُلكاً أضاعه في غرناطة، على ما قالت له والدته، عند خروجه باكياً من مملكته التي كانت، ثم صار الأسى إياه، عن الأندلس التي راحت، ثم صار ذلك الأسى نافلاً، أزاحت مطرحه من ذاكرة الأمة أكثر من أندلسٍ توالت ضياعاً، وصار زمن ملوك الطوائف هناك استعارةً تقليديةً في النص الأدبي العربي الحديث، وموضوعاً في الدراما التلفزيونية العربية، كان وليد سيف الأكثر إبداعاً فيه، في ثنائيةٍ مهمة مع المخرج حاتم علي. لم يكن غويتسولو معنياً بأسانا هذا وذاك، بل التفت إلى فلسطين وناسِها ومخيماتها، وإلى الجزائر المريضة، وإلى البوسنة والشيشان، وإلى جروح عديدة في راهن الأمتين، العربية والإسلامية، وأنجز عن هذه المطارح كتبا وريبورتاجات مهمة. وكان فريد الرؤية في جهره بموقف واضح من جرائم بشار الأسد في سورية. إنه غويتسولو الذي اعتزَّ بنيله جائزة محمود درويش، والذي رفض جائزة معمر القذافي، لأنه لا يليق به أن يقبل اقتران اسمه باسم ديكتاتور سخيف، رضي جابر عصفور بأن يكون الدوبلير فأخذ الجائزة، وقال، بعد سقوط القذافي، إنه سيعيد قيمتها إلى الشعب الليبي، ولا نظنّه فعل. طيّب من الإسبان منحهم مواطنهم، خوان غويتسولو، أخيراً، جائزة سرفانتيس الأدبية، "لعمق تفكيره وابتكاراته اللغوية، ولجهوده في التقريب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ودعوته للحوار بين الثقافات". وطيّب أن نطالع، نحن العرب، هذا المثقف العالمي الكبير، ليس فقط لأنه يناصر قضايانا، بل أيضاً لأنه داعية شجاع، في الراهن الفكري الأوروبي، إلى الانفتاح على ثقافات الآخرين، ومنها ثقافتنا وحضارتنا العربية والإسلامية، ومنجزها في ثمانية قرون في الأندلس باهرٌ وكبير، وإنْ يحتفي أهل غرناطة، الآن، بوداعها.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 998139

تفاصيل المتواجدين