الحمد
لله خلق الخلق وبالعدل حكم، مرتجى العفو ومألوهُ الأمم، كل شيء شاءه رب الورى، نافذ الأمر به جف
القلم، لك الحمد ربي، من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير، تبدي صنع خافيه، إليك يا رب كل الكون خاشعة، ترجو
نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من
في السماوات والأرض طوعا وكَرْها وإليه يرجعون، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم
بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما
بعــــد
إنً التاريخ إنَ لم يُزور
أو يُطمس، فهو شاهد على مذابح اليهود للمسلمين، وإن طُمس وبُدل، فالله عز وجل هو خير
الشاهدين، ويكفي أن يروي لنا القرآن الكريم، صفات اليهود وأفعالهم ليس مع المسلمين
فقط، بل مع الله عز وجل الذي خلقهم، والأنبياء الذي أرسلهم. وهذا المقال لنذكر به
الذين بدلوا دينهم وركنوا للحياة الدنيا، ويتقربون لليهود بالمحبة والولاء ، بعقد
الصفقات، والتنازل عن الثوابت والمقدسات، لعلهم يفيقون وإلى ربهم يرجعون، وعن النفاق
يتوبون، قبل أن يغلق الباب في هذه الحياة ويقبلون على الممات والحساب.
وتعد مذبحة صبرا وشاتيلا إحدى أكثر الفصول الدموية
فى تاريخ الشعب الفلسطينى المسلم، والتى راح ضحيتها العشرات بين أطفال ونساء
وشيوخ، على يد المليشيات المارونية واليهودية فى جنوب لبنان.. وفى ذكرى وقوع المذبحة
نوضح بعد المعلومات عنها فى السطور التالية.
مذبحة صبرا
وشاتيلا
هي مذبحة نفذت في
مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام عدد القتلى في المذبحة
لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء
والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين
أيضاً. في ذلك الوقت كان المخيم مطوَّقًا بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش
اليهودي الذي كان تحت قيادة (ارئيل شارون ورفائيل إيتان) أما قيادة القوات المحتلة فكانت تحت إمرة المدعو
إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ. وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم
وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام
وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم
العُزَّل، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل
المضيئة، ومنع هرب أي شخص وعزل المخيَّمَيْن عن العالم، و بهذا تسهل إسرائيل
المهمة على القوّات (اللبنانية المسيحية)، و
تقتل الأبرياء الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة، و بوحشية لم يشهد العالم نظيرًا
منذ مئات السنين.
الأحداث
في عام 1982 بدأت مذبحة صبرا وشاتيلا في مخيمين للاجئين
الفلسطينيين في لبنان على يد الجيش اليهودي الأرهابي بالتعاون مع حزب الكتائب
اللبناني. صدر قرار المذبحة برئاسة (رفائيل ايتان)
رئيس أركان الحرب اليهودي (وآرييل شارون) وزير
الدفاع آنذاك.
دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلح إلى
المخيم بحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم وقامت المجموعات المارونية
اللبنانية بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة،
أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء
تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل
مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
أحكمت الآليات اليهودية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم
فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق
العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا
يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ
المدنيين العزل من السلاح.
عدد الشهداء
هناك عدة تقارير تشير إلى عدد الشهداء في المذبحة، ولكنه لا يوجد تلاؤم بين
التقارير حيث يكون الفرق بين المعطيات الواردة في كل منها كبيرا. في رسالة من
ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال أن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن
لجنة التحقيق اليهودية برئاسة (إسحاق كاهان) تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460
جثة في موقع المذبحة. في تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق من مصادر لبنانية ويهودية
أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و 800 نسمة. وفي تقرير إخباري لهية الإذاعة
البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة.
قدرت بيان نويهض الحوت ، في كتابها "صبرا وشتيلا – سبتمبر 1882"، عدد
القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر
أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني (روبرت فيسك) أن
أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا
2000 فلسطيني. أما الصحافي اليهودي الفرنسي (أمنون
كابليوك) فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة بينما
جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على
الأقل.
لجنة كاهات
في الأول من نوفمبر من عام 1982م أمرت الحكومة
الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة من اجل التحقيق في هذه المجزرة، وقد قرر
رئيس المحكمة العليا، (إسحاق كاهان)، أن يرأس
برئاسة اللجنة بنفسه، وهذا ما يفسّر تسميتها بلجنة كاهانن وفي السابع من فبراير من
عام 1983 أعلنت هذه اللجنة نتائج البحث، وقد تم الإقرار أنّ وزير الدفاع
الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن هذه المذبحة بالإضافة إلى ذلك فقد
انتقدت اللجنة رئيس الوزراء (مناحيم بيغن)،
وكذلك وزير الخارجية إسحاق شامير، ورئيس أركان الجيش رفائيل إيتان وقادة
المخابرات، من خلال القول بإنّهم لم يعملوا ما يمكن أن يؤدي إلى الحيلولة دون حدوث
هذه المذبحة أو حتى إيقافها، وقد رفض أريئيل شارون قرار هذه اللجنة، مما دفعه للاستقالة
من منصب وزير الدفاع بسبب الضغوط الواقعة عليه. فيما بعد وتحديداً بعد استقالة
وزير الدفاع عُيِّن (أرئيل شارون) وزيراً بلا
حقيبة وزاريّة، حيث إنّه كان عضواً في مجلس الوزراء دون وزارة معينة لإسرائيل،
وأيضاً تم انتخابه فيما بعد ليشغل مصب رئيس للحكومة الاسرائيلية، وقد قام بالعديد
من المجازر الأخرى في الأراضي الفلسطينية ولم يتم محاكمته على أي من هذه المجازر
على الرغم من ثبوت التهم الموجهة إليه.
ما بعد المذبحة
36 سنة على المذبحة وإلى يومنا هذا لم يحاكم
هؤلاء السفاحين، الذين استحلوا الدماء في هذا اليوم ، ولو كان هناك على هذه الأرض قليل
من العدل، وخاصة من المجتمع الدولي الذي يتغنى بحقوق الإنسان والحيوان، لتحول من
قام بهذه المذبحة إلى محكمة العدل الدولية ، ولكن لا حرج فإنها دماء المسلمين
ودمائهم مباحة لا جرم فيها، ولكن هناك محكمة العدل الإلهية القاضي فيها هو ملك
الملوك والشهود الملائكة والجوارح، محكمة ليس فيها دفاع ولا نقض ولا استئناف ولا
رشوة ولا شهود زور، إنها محكمة الملك الجبار الذي لا يغفل ولا ينام، عما يفعله
المجرمون.
ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم
الوكيل