|
اسم الكتاب : جمهرة الأمثال |
المؤلف: أبو هلال العسكري
|
تعليق الكتاب:
موسوعة علمية أدبية تحتوي على مجموعة كبيرة من الأمثال العربية وقد جمع المصنف كتابه على حروف الأبجدية، يأتي بالمثل ويبين اصله وقائله إن عرف وعلى أي شيء يصدق ويشرح معانيه شرحا وافيا وهذه طبعة مضبوطة ومنسقة ومحققة ومقارنة مع كتب أمثال أخرى.
لما عرفت العرب أن الأمثال تتصرف في أكثر وجوه الكلام، وتدخل في جُلِّ أساليب القول، أخرجوها في أقواهما من الألفاظ، ليخفّ استعمالها، ويسهل تداولها؛ فهي من أجلّ الكلام وأنبله، وأشرفه وأفضله؛ لقلة ألفاظها، وكثرة معانيها، ويسير مؤونتها على المتكلم، مع كبير عنايتها، وجسيم عائدتها. ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل على الإطناب، ولها روعة إذا برزت في أثناء الخطاب، والحفز موكّل بما راع من اللفظ، وندر من المعنى. والأمثال أيضاً نوعاً من العلم منفرد بنفسه، لا يقدر على التصرف فيه إلا من اجتهد في طلبه حتى أحكمه، وبالغ في التماسه حتى أتقنه، وليس من حفظ صدراً من الغريب فقام بتفسير قصيدة، وكشف أغراض رسالة أو خطبة، قادراً على أن يقوم بشرح الأمثال والإبانة عن معانيها، والإخبار عن المقاصد فيها؛ وإنما يحتاج الرجل في معرفتها مع العلم بالغريب إلى الوقوف على أصولها، والإحاطة بأحاديثها، ويكمل لذلك من اجتهد في الرواية، وتقدم في الدراية. وقد علم أن كل من لم يعن بها من الأدباء عناية تبلغه أقصى غاياتها، وأبعد نهاياتها، كان منقوص الأدب، غير تام الآلة فيه ولا موفور الحظ منه.
ويقول المؤلف ابن سهل العسكري بأنه ولما رأى الحاجة إليها هذه الحاجة، عزم على تقريب سبلها وتلخيص مشكلها، وذكر أصولها وأخبارها، ليفهمهما الجميع. فألف كتابه هذا مشتملاً منها على ما لم يشتمل عليه كتاب يعرفه، وضمنه مختصراً من الأمثال لا يشينه الإهذار، ولا يزري به الإكثار، ولا يعيبه التقصير والإقلال، منظوماً على نسق حروف المعجم، تسهيلاً للاطلاع عليها صورة شاملة، مميزاً ما أورده حمزة الأصبهاني من الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة، وهي الأمثال على "أفضل من كذا"، مورداً منها ما كان عربياً صحيحاً، نافياً المولد السقيم. هذا وقد قام المؤلف بشرح تلك الأمثال وبيان معانيها، وكان يجري في خلال ما فسر منها ومن غيرها، حكايات وأشعار تصلح أن تكون أمثالاً.
كتاب جمهرة الامثال من اصول كتب الادب، بما حوى من امثال عربية اصيلة، واخبار عن العرب في جاهليتهم واسلامهم، وبما اشتمل عليه من لغويات وشواهد، من القرآن الكريم، والحديث الشريف، وكلام العرب الاوائل شعرا ونثرا، ثم هو كذلك اطول كتب الامثال نفسا، واوفاها شرحا.
وقد ساق ابو هلال امثاله منسوقة على حروف المعجم، ولعله اول من نهج هذا المنهج من مدوني الامثال، اذا استثنينا حمزة بن الحسن الاصبهاني، المتوفى حوالي سنة 350هـ، والذي ساق امثاله التي على وزن "افعل" على نسق حروف المعجم كذلك، وقد اراد ابو هلال بهذا ان يسهل على الباحثين سبيل الوصول الى ما يحتاجون اليه من امثال. |
الزوار: 2567 |
تاريخ الاضافة: 23/01/2011 |
|
|