بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تفجيرات النرويج.. صعود اليمين الأوروبي المتطرف
::: عرض المقالة : تفجيرات النرويج.. صعود اليمين الأوروبي المتطرف :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: تفجيرات النرويج.. صعود اليمين الأوروبي المتطرف
كاتب المقالة:
تاريخ الاضافة: 26/07/2011
الزوار: 803

شهدت النرويج أمس الجمعة حادثتين مروعتين عندما أطلق مسلح يرتدي زي الشرطة النار على معسكر شبابي للحزب الحاكم في النرويج مما أدى الى مقتل 84 شخصا على الاقل وذلك بعد ساعات من مقتل سبعة في انفجار قنبلة في منطقة مبان حكومية في العاصمة النرويجية اوسلو.

وقال شهود: ان المسلح الذي قالت الشرطة انه نرويجي يبلغ من العمر 32 عاما اطلق النار بشكل عشوائي على شبان تجمعوا لعقد اجتماع للجناح الشبابي بحزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ينس شتولتنبرج في جزيرة اوتويا السياحية.

واوضحت محطة (تي في 2) التلفزيونية النرويجية ان المسلح الذي وصف بانه طويل القامة واشقر له صلة بجماعات يمينية متطرفة.

وقالت الشرطة في وقت لاحق: ان الرجل وجهت له تهمة تفجير القنبلة واطلاق الرصاص.

وذكرت مصادر إعلامية نرويجية نقلا عن مصادر أمنية قولها إن الموقع الإلكتروني الخاص بالشاب النرويجي يدل على انتمائه لتيار يميني متطرف يكره الإسلام.

 ولفتت المصادر الأمنية نفسها إلى أن أشخاصا شاهدوا الشاب وسط أوسلو قبل فترة من تفجير مجمع حكومي بالقرب من مقر رئاسة الوزراء خلف سبعة قتلى وعددا غير محدد من الجرحى، في إشارة إلى احتمال وقوفه وراء هجومي الجمعة معا ولا سيما أنهما وقعا بفاصل زمني كبير. 

وفي السياق قالت الصحفية العربية المقيمة في أوسلو سناء خديش إن استهداف مقر حكومي ومعسكر صيفي لشباب حزب العمال الحاكم -كان رئيس الوزراء يستعد لزيارته- يدل على أن الهجومين رسالة إلى حزب العمال الحاكم بسبب مواقف باتت معروفة في الشارع النرويجي وتحديدا مسألة الأجانب وسياسات الهجرة.

 وأضافت الصحفية إن كل الترجيحات تشير إلى تورط جهة سياسية يمينية متشددة معروفة بموافقها المناهضة لرئيس الوزراء شتولتنبرغ الذي تميز بمواقفه الإيجابية من هجرة الأجانب واللاجئين.

وعن ملابسات الحادث, ذكر شهود عيان ان الشبان في المعسكر المقام على شاطئ بحيرة فروا يصرخون في فزع وقفز كثير منهم في المياه لانقاذ انفسهم عندما بدأ المهاجم يمطرهم بوابل من الرصاص.

واوضحت انيتا لين (42 عاما) التي تعيش بجوار بحيرة تيريفيورد الواقعة على بعد بضع مئات من الامتار من جزيرة اوتويا الواقعة شمال غربي اوسلو "لم ار سوى اشخاص يقفزون الى الماء. .نحو 50 شخصا يسبحون في اتجاه الشاطيء.الناس كانوا يصرخون ويرتعدون لقد كانوا مرعوبين. "كانوا صغارا جدا ما بين 14 و19 سنة."

وقال يورجين بينون وهو احد الناجين وكان في الجزيرة في ذلك الوقت "رأيت اشخاصا يتعرضون لاطلاق النار. حاولت ان اجلس هادئا بقدر الامكان. اختبأت وراء بعض الاحجار. رأيته مرة على بعد ما بين 20 و30 مترا مني. فكرت في انني خائف على حياتي وفكرت في كل الناس الذين احبهم."
ومعروف عن تلك المعسكرات الشبابية في النرويج أنها تدعم القضية الفلسطينية وتعلن تضامنها مع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتطالب برفع الحصار عنه.

من جهته, قال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي "تحولت جزيرة كانت تمثل الفردوس الى جحيم."

وأضاف انه لا يريد التكهن بشأن دوافع الهجمات لكنه أضاف "مقارنة بدول اخرى لن اقول انه ليس لدينا مشكلة كبرى مع المتطرفين اليمينيين في النرويج. لكن لدينا بعض الجماعات وقد لاحقناهم من قبل وشرطتنا تعلم بوجود بعض الجماعات اليمينية."

وقال عن الجزيرة الصغيرة التي تستضيف المعسكر السنوي لجناح الشباب بحزب العمال "ما حدث في اوتويا هو مأساة وطنية. لم تشهد بلادنا جريمة اكبر منذ الحرب العالمية الثانية."

وتابع: "كثير من الذين فقدوا حياتهم اشخاص اعرفهم. اعرف الشبان واعرف اباءهم".

وقد اهتمت الصحف الدولية، بما أسمتها "مذبحة النرويج"، ورجحت وقوف "اليمين المتطرف" وراء الحادث.

وذكرت صحيفة التليجراف البريطانية أن تصريحات رئيس الوزراء، ينز ستولتنبرغ، تلمح إلى أن المنفذ لم يعمل بمفرده، في الوقت الذي لم يستبعد فيه خبراء إمكانية وقوف المتطرفين اليمينيين، وليس جماعة إسلامية، وراء الهجمات.

وأفادت الصحيفة بأن الهجمات تبدو كأنها موجهة إلى "حزب العمال" الحاكم، والمنفذ نرويجي الأصل، رغم أن تقنيات الهجمات المزدوجة والمنسقة تحمل في العادة بصمة تنظيم القاعدة، الذي اشتهر بتجنيده لعناصر محلية، بيد أن الخبراء لم يستبعدوا لجوء جماعات "إرهابية" أخرى إلى "نسخ" الإستراتيجية التي أثبتت نجاعتها. وكان تقرير أعدته الاستخبارات النرويجية، مطلع العام الحالي، قد كشف بأن هناك تهديدات "إرهابية" محلية محتملة.

ياتي ذلك في وقت اعتقلت الشرطة النرويجية رجلا أمام الفندق الذي يزور فيه رئيس الوزراء ينس شتولتنبرج شبانا من حزب العمال نجوا من اطلاق للنيران في الحادث.

وقال الرجل الذي كان مقيدا للصحفيين انه اعتقل لانه يحمل سكينا في جيبه.

وكان رئيس الوزراء داخل مبنى الفندق في هذا الوقت. ووصل شتولتنبرج يوم السبت بطائرة هليكوبتر الى الفندق القريب من جزيرة اوتويا التي شهدت حادث اطلاق النار يوم الجمعة.

صعود اليمين المتطرف الأوروبي

بعد تقارير إعلامية أولية نسبت هجومي النرويج إلى جماعة مجهولة غير معروفة من قبلُ يبدو من اسمها أنها إسلامية، جاءت التأكيدات الرسمية من سلطات أوسلو بأن منفذ الهجومين نرويجي ينتمي إلى تيار يميني متطرف يكره الإسلام، ويدعى بيهرينغ بريفيك (32 عاما).

ويعد هذا الهجوم اليميني المتطرف في أوروبا وبصفة خاصة في الدول الاسكندنافية غير مسبوق ومفاجئًا أيضًا، خاصةً إذا نظرنا إلى ما جاء في تقرير للشرطة الأوروبية (يوروبول) عن الأمن في عام 2010 من أنه لا يوجد إرهاب يميني في القارة في تلك الفترة.

لكن يبدو أن جهود أوروبا كلها انصبت في السنوات الأخيرة على تنظيم القاعدة وأفرعه، خشية أن تتعرض لما تعرضت له العاصمة البريطانية لندن في عام 2005 من هجمات تفجيرية خلفت 52 شخصا. لكن الضربة التي تلقتها أوروبا هذه المرة جاءت من حيث لم تتوقع، من اليمين المتطرف، فأوقعت أكثر من 90 قتيلاً في هجمات وصفت بأنها الأسوأ في أوروبا الغربية منذ هجمات لندن 2005. بل ذهب بعض المحللين إلى وصف هجومي النرويج بأنهما النظير الأوروبي لحادثة "أوكلاهوما سيتي" في إشارة إلى تفجير الأمريكي اليميني المتطرف تيموثي مكفاي شاحنة ملغومة عند مبنى اتحادي في أوكلاهوما سيتي في عام 1995؛ مما أسفر عن مقتل 168 شخصًا.

ألقت أوربا إذن بثقلها في تعقب القاعدة وما قد يرتبط بها من جماعات، وأغفلت اليمين المتطرف، رغم أن تقرير الشرطة الأوروبية (2010) حذر من أن اليمين المتطرف أضحى أكثر حرفية في إنتاج دعاية ذات طبيعة معادية للسامية والأجانب على الإنترنت وأكثر نشاطا على شبكات التواصل الاجتماعي.

وجاء في التقرير أيضًا أن "الجماعات اليمينية المتطرفة لديها الرغبة في التوسع ونشر أيديولوجيتها وما زالت تمثل تهديدا للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

ووضع التقرير يده على أحد أبرز أسباب صعود اليمين المتطرف في أوروبا ألا وهو هجرة المسلمين إلى أوروبا. وذكر التقرير أنه إذا كانت الاضطرابات في العالم العربي وبصفة خاصة في شمال أفريقيا ستقود لتدفق عدد كبير من المهاجرين لأوروبا "فربما يكسب التطرف اليميني والإرهاب متنفسا جديدا من خلال توضيح نظرته الأوسع انتشارا عن الهجرة من الدول الإسلامية لأوروبا".

ويؤجج المشاعر اليمينية المتطرفة في أوروبا خليط قاتل من معاداة الإسلام والهجرة إلى جانب تصاعد المشاكل الاقتصادية. لكن أعمال العنف الناجمة عن تلك المشاعر المعادية للإسلام نادرا ما تجاوزت العنف الجماعي واستخدام السكاكين، كما رأينا في هجومي النرويج، وهو ما يعد تحولاً لافتًا يكشف تنامي تلك المشاعر المعادية للإسلام في أوروبا.

ويتصاعد التطرف اليميني ضد الإسلام في أوروبا ليأخذ منحى بالغ الخطورة وأشكالاً متنوعة؛ ففي هولندا، دأب البرلماني المتطرف "جيرت فليدرز" على الإساءة للإسلام والتحريض ضده في تصريحات عديدة بالإضافة إلى فيلمه المسيء "فتنة". وفي فرنسا، استغل الساسة قضية النقاب وعملوا على إصدار القوانين التي تحظر ارتداءه وذلك لطمأنة الناخبين من اليمين المتشدد وسعيًا إلى اجتذاب أصواتهم في الانتخابات.

وإذا عرجنا على النمسا، نجد اليمين المتطرف يطلق الحملات الداعية إلى منع بناء المساجد، بل كان اليمين المشدد صاحب مبادرة منع بناء المآذن حتى تحقق له ذلك. وبلغ الحال باليمين المتشدد في النمسا إلى إطلاق لعبة إلكترونية تحرض على تدمير المآذن وقتل أئمة المساجد.

وفي غير ما دولة أوروبية، نجد المنظمات اليمينية المتطرفة تنظيم المسيرات المناهضة للإسلام، دون أن تُقابَل تلك التحركات بأدنى ردود حاسمة من قبل الحكومات في تلك الدول.

وتزداد قوة اليمين المتطرف في أوروبا إذا علمنا أن أنشطة اليمين المتطرف باتت تتجاوز حدود الدول، حيث جرى رصد اتصالات بين يمينيين متطرفيين في عدد من الدول الأوروبية. ففي تقرير عن الأمن القومي لعام 2011 نشره جهاز الشرطة النرويجية في فبراير من العام الجاري ذكر أن "اليمينيين المتطرفين في النرويج على اتصال بيمينيين متطرفين في السويد ويمينيين متطرفين في دول أوروبية أخرى. كما أن ثمة اتصالا بين نرويجيين ويمينيين متطرفين في روسيا".

وحذر التقرير من أن تنامي مستوى النشاط بين جماعات معادية للإسلام "قد يقود لزيادة الاستقطاب وعدم الارتياح بصفة خاصة أثناء احتفالات ومظاهرات تتصل بهما".

تصاعد اليمين المتطرف المعادي للإسلام على هذا النحو في أوروبا، أثار مخاوف جمة لدى المسلمين في تلك الدول، وهو ولا شك الذي يقف وراء مثل هذه الهجمات التي شهدتها النرويج، والتي جاءت مفاجئة وصادمة لأوروبا كلها.

نماذج لجرائم اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا:

كان من أبرز حوادث اليمين المتطرف في الدول الغربية وأمريكا هو حادث تفجير مبنى أوكلاهوما سيتي في 19 إبريل لعام 1995 ،حيث قام جندي من المارينز الأمريكي يدعى تيموثي ماكفيج  بتفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات أمام أحد المباني الفيدرالية التابعة للحكومة الأمريكية في وسط المدينة وصف أنه أكبر عمل إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة مما أودى بحياة 168 شخصاً منهم 19 طفلا دون الست سنوات، وإصابة 680 شخصاً آخرين، وألحقت الخسائر ب 324 مبنى، وحطم زجاج 258 مبنى آخرين، وأحرقت 86 سيارة، وقدرت الخسائر آنذاك 652 مليون دولار,

وتعتبر قضية أوكلاهوما سيتي من أكبر قضايا اليمين المتطرف التي شهدتها الولايات المتحدة قبل حادث 11 سبتمبر ،فقد تم استدعاء نحو 28000 مواطن ما بين شاهد ومتهم ،حتى بلغ وزن ورق القضية 3.2 طن ورق من الأدلة ،وجمعت ما يقرب من مليار قطعة من المعلومات.

وإن كان أكبر عمل إجرامي لليمين المتطرف ضد الحكومات هو ما وقع في حادث تفجير أوكلاهوما سيتي، فإنه يخوض حروبا سياسية في أوروبا ضد المسلمين.

فقد شهدت فرنسا خلال العام الماضي موجة عنيفة من العداء للإسلام.

وقالت مارين لوبان، في تجمّع نظّمه حزبها اليميني المتطرّف "الجبهة الوطنية" في سبتمبر من العام الماضي، محذّرة مما اعتبرته وضعا يوازي الاستعمار النازي لفرنسا "جاء الحجاب منذ خمسة عشر عاما، وأصبح يتكاثر شيئا فشيئا. ثم جاء النّقاب، وكثر شيئا فشيئا. ثم أصبحت الصلاة تؤدى في الشارع العام. هناك حاليا ما بين عشرة وخمسة عشر مكانا عاما، يحتكره المسلمون لأداء الصلاة بصورة منتظمة. أنا آسفة، ولكن بالنسبة للذين يفضّلون الحديث عن الحرب العالمية الثانية، فإننا إزاء حالة احتلال. إنه احتلال أرض، واحتلال أحياء تطبّق فيها القوانين الدينية. إنّه احتلال. بالتأكيد لا توجد دروع، ولا يوجد جنود، ولكنه احتلال يؤثّر على السكان".

حتى تم منع ارتداء النقاب قانونيا، بل تم تجريم ارتدائه في الأماكن العامة.

كما قام متطرفون في عام 2010 بانتهاك مقابر المسلمين في مدينة " الألزاس الفرنسية ،وتعرضت نحو 30 مقبرة لعمليات تخريب وتحطيم دون أي احترام لحرمة الموتى".

ثم تلت فرنسا بلجيكا في منع النقاب هذه الأيام، حيث وافق مجلس النواب البلجيكي على  مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة بحجة صعوبة التعرف على هوية من يرتدي مثل هذا الحجاب.

أما في ألمانيا فحدث ولا حرج عن الفظائع التي يرتكبها اليمين المتطرف والنازيين الجدد هناك فقد بلغ عدد المخالفات 15361 جنحة في عام 2005. وكان بينها استخدام العنف ووقوع إصابات.

وفي عام 2007 تم اعتداء نحو 50 شبابا من اليمين المتطرف على ثمانية مواطنين هنود.

كما احتج عشرات الألمان من المتطرفين اليمينيين على بناء أكبر مسجد بألمانيا وذلك بمدينة كولونيا ،

وفي روسيا يقوم حليقي الرؤوس المحسوبين على اليمين المتطرف بالاعتداء على الأجانب والأقليات ،فقتلوا أحد الأشخاص من جمهوريات آسيا الوسطى طعنا بالسكين ،كما اعتدت مجموعة من الشباب الروسي على بعض الأشخاص من القوقاز بالضرب وتوعدتهم بالطرد من موسكو.

وفي هولندا برأت محكمة أمستردام الخميس الماضي زعيم اليمين المتطرف في هولندا جيرت فيلدرز من تهمة التحريض على الكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين، بالرغم من تحريضه الدائم ضد الإسلام واحتقاره القرآن الكريم الكتاب المقدس للمسلمين

أما بريطانيا فقد نظم نحو 200 من عناصر الجماعات اليمينية العنصرية من أجل ما سموه "يوم من أجل بريطانيا".وهتفوا: "أيها المسلمون أخرجوا من شوارعنا"، وسط إجراءات أمنية وحراسة مشددة من قبل الشرطة التي انتشر مئات من أفرادها في الشوارع بدعم من فرق الخيالة وشكلوا دروعا بشرية لحماية عناصر اليمين المتطرف.

وفي اليونان حاول أنصار اليمين المتطرف حرق مسجد تابع للجالية البنغالية فى منطقة آتيكي وسط العاصمة اليونانية أثينا، بعد أن قاموا بحبس المصلين بداخله.

وأخيرا في النرويج شنّ إرهابيو اليمين الأوروبي هجمات إرهابية متزامنة حين أطلق مسلح كان يرتدي زي الشرطة النار على معسكر شبابي للحزب الحاكم في النرويج، يوم الجمعة، ما أدّى إلى قتل 80 شخصاً على الأقل وذلك بعد ساعات من مقتل سبعة في انفجار قنبلة في منطقة مبان حكومية في العاصمة النرويجية أوسلو.

هل تمثل الواقعة علامة فارقة للمستقبل؟

لا خلاف فى اى محاولة لاستنتاج تطور اى ظاهرة اجتماعية، لابد وان يسبقه تحليل واع  للاصول الفكرية والتاريخية لهذة الظاهرة.

واليمين المتطرف داخل المجتمعات الغربية، ظاهرة اجتماعية ككل الظواهر الاجتماعية لها جذور فكرية وحركية، وعند قراءة التاريخ نجد ان تحول الفكر اليمني المتطرف من مجرد ظاهرة فكرية الى ظاهرة حركية اجتماعية يبدو واضحا مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وصعود الولايات المتحدة الامريكية ذات الاصول المسيحية البروتسانتية كقوة عالمية خرجت منتصرة فى الحرب وتريد ان تصبح سيدة العالم، ومع مرور الوقت تنامت الظاهرة في الغرب بشقيه الاوروبي والامريكي، حتى وصلت الى ذروتها في السبعينات من القرن الماضي، ممثلة في جماعات الايفانجليين في الغرب، ثم تحولت الظاهرة من كونها ظاهرة اجتماعية محضة الى ظاهرة سياسية مع بدايات ثمانينات القرن الماضي، ويبدو ذلك واضحا في وصول اليمني المتطرف رونالد ريجان الى الرئاسة فى الولايات المتحدة الامريكية، حيث كانت تلك البداية لوصول اليمين المتطرف الى سدة الحكم في الغرب ، وعلى درب ريجان سار العديد من الزعماء الغربيين ، وان كان كل من هؤلاء الزعماء يختلف تاثرهم باليمين  حسب الظروف الشخصية والمجتمعية  لكل منهم ، ولعل اوضح الامثلة على ذلك في عصرنا المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التى  تحدثت عن الاتحاد الوروبي بصفته نادى مسيحي، لايقبل اعضاءا لهم دين مخالف.

اما الاصول الفكرية لظاهرة اليمين المتطرف فتعود الى الكتاب المقدس ، والى العهد القديم خاصة ، وتحديدا النبؤات التى تتحدث عن عودة المسيح مع نهاية العالم وتدمير الحضارة البشرية كعلامة على عودته.

وربما يفسر لنا هذا اعمال العنف التى يرتكبها المتطرفون اليمنيون ، فهى عندهم تحقيق لنبؤات دينية مقدسة، او فى احسن الاحوال استعجال لهذة النبؤات التى تخدم البشر بعودة ربهم المسيح مرة اخرى وعودة الامن والسلام .

ولان الفكر اليميني المتطرف محاط بهالة من القداسة الدينية، فهو قابل للانتشار بقوة فى المجتمعات الغربية التى تعانى الخواء الروحي والانهيار الاجتماعي، وتجعل لهؤلاء الضائعين فى الغرب هدفا مقدسا يحيون من اجله .

وعليه فنحن نتوقع انتشارا كبيرا لافكار اليمين المتطرف فى المجتمعات الغربية، وان هذا الانتشار سيكون مترابطا داخل المجتمعات الاوروبية، ويؤكد ذلك ما ورد فى تقرير الامن القومي الأوروبي لعام 2011، والذي نشره جهاز الشرطة النرويجى، حيث ذكر التقرير ان اليمنيين المتطرفين فى النرويج على اتصال بيمنيين متطرفين فى السويد وفي دول اوروربية خرى، كما ان هناك تواصلا مع مع يمنيين متطرفين في روسيا.

ولان افكار اليمين مستوحاة من العهد القديم فى الكتاب المقدس، لذا فاصحابها لاينظرون الى اليهود بأي نظرة عداء، لانهم فى اصحاب العهد القديم الاصليين قبل ظهور المسيحية ، لذا يجب اكرامهم . 

اما اصحاب الديانات الاخرى فيكن اليمن لهم كل عداء بغيض، لانهم لايؤمنون بالمسيح وعودته.

ويأتي المسلمون على رأس قائمة اعداء اليمين المتطرف ، وذلك لاسباب عديدة، لعل اهمها:

1- ان المسلمين اصحاب دين ينافس المسيحية بقوة فى شتى بقاع الارض، بل داخل المجتمعات الغربية نفسها، ومعدل اجتذابه للغربيين اضعاف معدلات جذب المسيحية للغربيين.

2- ان المهاجرين المسلمين داخل المجتمعات الغربية، يمثلون منافسا قويا لليمين المتطرف على المستوى الفكرى، ومزاحما شديدا فى سوق العمل الغربي خاصة مع انتشار البطالة، والازمات الاقتصادية التى تعترى الغرب من حين الى اخر.

 ويؤكد هذا الأمر ما ورد فى التقرير الامني الوروبي الذي اشرنا اليه سابقا، حيث ذكر التقرير " ان اليمين المتطرف يمتلك دعايه قوية ومنظمة تجاه الاجانب فى الغرب، وتظهر هذة الدعاية واضحة جلية على مواقع التواصل الجتماعي على شبكة الانترنت "

واضاف التقرير انه مما يزيد من الامر سوءا ان "  الاضطرابت السياسية فى العالم العربي، وخاصة في الشمال الافريقي، ستقود الى تدفق عدد كبير من المهاجرين المسلمين العرب الى اوروبا 

مما يعنى وجود عدو واضحا ينفس فيه اليمين المتطرف عن غضبه وعنفه "

ومن جميع ما سبق نستنتج ان العملية الارهابية التى وقعت مؤخرا فى النرويج، ماهى الا فصل من فصول رواية اسمها اليمين المتطرف يسيطر على الغرب، وان المستقبل القريب سيشهد مزيدا من فصول العنف اليمني المتطرف تجاه الجميع وبالأخص المسلمين، سواء داخل المجتمعات الغربية أو خارجها.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1008726

تفاصيل المتواجدين