بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     حكم تخصيص النصف من شعبان بصيام او قيام ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يا أهل غزة لا تحزنوا إن الله معكم ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الردود الجلية على شبهات الطائفة القاديانية ( 1 )
::: عرض المقالة : الردود الجلية على شبهات الطائفة القاديانية ( 1 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الرد على المبتدعه والفرق الضالة

اسم المقالة: الردود الجلية على شبهات الطائفة القاديانية ( 1 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 03/10/2010
الزوار: 2966

الردود الجلية
على شبهات الطائفة القاديانية
( 1 )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين النبي الأمين الذي لا نبي ولا رسول ولا رسالة ولا وحي ولا دين بعده فهو خاتم الأنبياء والمرسلين ومتم الرسالة والدين وسيد الأولين والأخرين رغم أنف الكافرين والمشركين
والمرتدين
 وبعـــــد


لقد أطلت علينا منذ زمن بعيد الفرق الضالة ؛ وهكذا في كل زمان ومكان تخرج بعض الطوائف المارقة عن الإسلام ؛ الخارجة عن مله إبراهيم عليه السلام وشريعة خير الأنام ودين الرحيم الرحمن . وفي هذه السلسلة الجلية سوف أناقش شبهات الطائفة المردية المارقة من دين الإسلام ؛ الكافرة بخير البرية والتي تسمي نفسها القاديانية الأحمدية .


الشبهه الأولى : وهي بأن باب النبوة لم يغلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم
الــــــــــــــــــــــرد

يعترف مدعوا النبوة أمثال الميرزا علي محمد الباب وخليفته الميرزا حسين علي وابنه عبد البهاء ، وميرزا غلام أحمد القادياني بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام ، وبالقرآن العظيم المنزل عليه من الله جل جلاله ومع ذلك يدعون ان نبوتهم نسخت نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن الواجب إذن أن أذكر الأدلة القاطعة على أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين من الكتاب والسنة واللغة العربية والإجماع .
اللغـــــة العربيــة
1- قال ابن منظور : ختم فلان القرآن إذا قرأه إلى آخره ، قال ابن سيده: ختم الشيء، يختمه ختمًا بلغ آخره، وخاتم كل شيء وخاتمته عاقبته وآخره واختتمت الشيء ، نقيض افتتحته، وخاتمة السورة آخرها، وختام القوم وخاتمتهم ، وخاتمتهم آخرهم ، ومحمد خاتم الأنبياء، والخاتم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي التنزيل العزيز :
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }
الأحزاب40، أي آخرهم . قال : وقد قرأ وخاتم ، وقول العجّاج : (مبارك للأنبياء خاتم) ، إنما حمله على القراءة المشهورة فكسر، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلمالعاقب، ومعناه : آخر الأنبياء ([4]).
2- قال السيد مرتضى الزبيدي: الخاتم من كل شيء عاقبته وآخرته، كخاتمته، والخاتم آخر القوم كالخاتم، ومنه قوله تعالى: " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أي آخره، إلى أن قال: وختام كل مشروب آخره، وقوله تعالى: " خِتَامُهُ مِسْكٌ " ، أي: آخر ما يجدونه رائحة المسك، وختام الوادي: أقصاه ، وختام القوم آخرهم، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: الخاتَم والخاتِم، وهو الذي ختم النبوة بمجيئه ([5]).
3- قال أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا : (خَتَمَ) هو بلوغ آخر الشيء ، يقال: ختمتُ العمل وختم القارئ السورة ، فأما الختم ، بسكون التاء ، وهو الطبع على الشيء فذلك من الباب أيضًا ؛ لأن الطبع على الشيء لا يكون إلا بعد بلوغ آخره في الأحراز ، والخاتم مشتق منه، لأن به يختم ويقال: الخاتِم (بكسر التاء) والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، لأنه آخرهم، وختام كل مشروب آخره ، قال الله تعالى :
" خِتَامُهُ مِسْكٌ " ، أي: أن آخرما يجدونه منه عند شربهم إياه رائحة المسك .4- قال العلامة محمود بن أحمد الزنجاني: (فصل الخاء) «ختم الخاتِم والخاتَم والخيتام، كلمة بمعنى واحد والجمع الخواتيم ، وختام الشيء آخره» ([7]).
5- قال سعيد الخوري الشرتوني اللبناني: ختمه ختمًا وختامًا، طبعه ووضع عليه الخاتَم، ويتعدى أيضًا بعلى ، يقال: ختم الكتاب، وعلى الكتاب، والشيء ختمًا بلغ آخره والكتاب قرأه كله وأتمه، وختم العمل فرغ منه، والخاتِم والخاتَم ، الخاتام، وآخر القوم ، وعاقبة كل شيء ([8]).

الكتـــــــــــاب
فحيث أن المتنبئين يعترفون به كما يعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته العامة فنقول لهم: إذا كنتم تعترفون ، بل وتحتجون على بعض مطالبكم بالقرآن وببعض الأحاديث ، فالقرآن يقول:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } الأحزاب40 .
فهذه الآية صريحة بختم البنوة به صلى الله عليه وسلم، لا تحتاج لتفسير ولا زيادة إيضاح وبيان ، يعرف معناها كل من ملك مسكة من العقل وشم رائحة من اللغة العربية ولم يخالف في هذا المرام أحد من العرب، ولا من غيرهم ممن دخل في دين الإسلام ولم يسترب أحد في هذه الحقيقة طيلة اثني عشر قرنًا حتى أتى هؤلاء الدجاجلة المتنبئون الأعاجم الكذابون في القرن الثالث عشر، علي محمد الباب الإيراني وخليفته عبدالبهاء ، وميرزا غلام أحمد القادياني الهندي، فزعموا ما زعموا من ادعاء النبوة ، وأتوا بتفسير جديد لآية " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " ، ولا ندري متى كان الأعاجم أعلم بتفسير كتاب الله تعالى من العلماء العرب، ومن علماء الإسلام قاطبة ، والذين مارسوا كتاب الله وتفسيره وأحاديث النبي وسيرته واللغة العربية ومفرداتها وعلومها من نحو وصرف وبلاغة ، وعروض وما إلى ذلك من علومها المعروفة، وفقهها واسرارها ، وعرفوا الشريعة الغسلامية أصولها وفروعها ومقاصدها وأسرارها . ومن الصحابة الذين شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلوا عنه القرآن وسنته القولية والفعلية ، وسيرته العطرة بكل دقة وإخلاص، فإن هؤلاء كلهم مطبقون على أنه لا نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا كتاب سماوي بعد القرآن، ومن ادعى النبوة بعد الرسول والقرآن فقد باء بالضلال والكفران ، ووجب قتله إن لم يتب من دعوى النبوة أو الرسالة.
وها أنا أورد للقارئ ما قاله بعض أئمة التفسير على هذه الآية الكريمة وأبتدئ بشيخ المفسرين:
1- المتفق على جلالته الإمام الحافظ محمد بن جرير الطبري ، قال في تفسير قوله تعالى:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } الأحزاب40 يقول تعالى ذكره، ما كان أيها الناس محمد أبا زيد بن حارثة، ولا أبا أحد من رجالكم الذين لم يلده محمد ، فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها، ولكنه رسول الله خاتم النبيين الذي ختم النبوة ، فطبع عليها فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة، وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علم ، لا يخفى عليه شيء، وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل (ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر قالك ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله : " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ " قال: نزلت في زيد أنه لم يكن بابنه ، ولعمري ولقد ولد له ذكور إنه لأبو القاسم وإبراهيم والطيب :
" وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أي آخرهم " وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً "
2- قال الحافظ ابن كثير في تفسير آية : " وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ "
كقوله عز وجل: " اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ "، فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأاحرى ؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس. ثم أورد الحافظ ابن كثير رحمه الله عدة أحاديث في ختم النبوة، ثم قال بعد ذلك ما نصه: والأحاديث في هذا كثيرة، فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به وإكمال الدين الحنيف له وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه، ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل، ولو تخرق وشعبذ وأتى بأنواعغ السحر والطلاسم والنيرنجيات فكلها محال وضلال عند أولي الألباب، كما أجرى سبحانه وتعالى على يد الأسود العنسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما علم كل ذي لب وفهم وحجى أنهما كاذبان ضالان لعنهما الله وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال ، فكل واحد من هؤلاء الكذابين يخلق الله تعالى معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب من جاء بها، وهذا من تمام لطف الله تعالى بخلقه، فإنهم بضرورة الواقع لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر إلا على سبيل الاتفاق أو لما لهم فيه من المقاصد إلى غيره، ويكونون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم ، كما قال تعالى :
" هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ " الآية .
وهذا بخلاف حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فإنهم في غاية البر والصدق، والرشد والاستقامة والعدل فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيدون به من الخوارق للعادات والأدلة الواضحات والبراهين الباهرات ، فصلوات الله وسلامه عليهم دائمًا مستمرًا ما دامت الأرض والسماوات.
3- قال العلامة الآلوسي: في تفسير الآية المذكورة : والخاتم اسم آلة لما يختم به كالطابع لما يطبع به ، فمعنى خاتم النبيين : الذي ختم النبيون به ومآله آخر النبيين،
وقال المبرد : خاتم فعل ماض على فاعل وهو في معنى ختم النبيين فالنبيين منصوب على أنه مفعول به وليس بذاك ، وقرأ الجمهور : خاتم بكسر التاء على أنه اسم فاعل ، أي الذي ختم النبيين ، والمراد به آخرهم أيضًا،
وفي حرف ابن مسعود : ولكن نبيًا ختم النبيين، والمراد بالنبي ما هو أعم من الرسول فيلزم من كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين كونه خاتم المرسلين،
والمراد بكونه عليه الصلاة والسلام خاتمهم انقطاع حدوث وصف النبوة في أحد من الثقلين بعد تحليه عليه الصلاة والسلام بها في هذه النشأة ولا يقدح في ذلك ما اجمعت الأمة عليه واشتهرت فيه الأخبار ولعلها بلغت مبلغ التواتر المعنوى ونطق به الكتاب على قول ووجب الإيمان به وأكفر منكره كالفلاسفة من نزول عيسى غ آخر الزمان لأنه كان نبيًّا قبل تحلي نبينا صلى الله عليه وسلم بالنبوة في هذه النشأة ، ثم إنه عليه السلام حين ينزل باق على نبوته السابق لم يعزل عنها بحال، لكنه لا يتعبد بها لنسخها في حقه وحق غيره وتتكليفه بأحكام هذه الشريعة أصلًا وفرعًا ، فلا يكون إليه عليه السلام وحي ولا نصب أحكام ، بل يكون خليفة لرسول الله وحاكمًا من حكام ملته بين أمته بما علمه في السماء قبل نزوله من شريعته عليه الصلاة والسلام كما في بعض الآثار ، اهـ ، من روح المعاني.
4- قال محمد عزة دروزة في تعليقه على جملة : " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " : ولقد علق المفسرون على هذه الجملة فقالوا: إنه ينطوي فيها أن يكون خاتم الرسل أيضًا، لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، فما دام أنه خاتم النبيين فهو خاتم الرسل، ثم رووا في سياقها أحاديث نبوية عديدة، ونقل جملة منها من تفسير ابن كثير . ثم قال: «ولقد رشح القرآن الدين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في آيات عديدة ليكون دين البشرية جميعًا في كل زمن ومكان مثل آية الفتح هذه:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
التوبة33 ، وآية سورة النور هذه:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } النور55.
ولقد احتوى القرآن من الأسس والمبادئ والتشريعات والتلقينات والنظم والمعالجات في صدد العقائد والمعاملة والحياة الدنيوية والأخروية ما يكفل جميع الإشكالات والتمشي مع كل طور وزمن ومكان وصلاح البشرية وسعادتها على أتم وجه وأفضله ، وجاءت السنن النبوية متممة موضحة مفسرة فلم يعد هناك حاجة إلى أنبياء ورسل بعده، ([1])»، اهـ.
5- وقال الشيخ عبدالكريم الخطيب في قوله: " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " إشارة إلى أنه صلوات الله وسلامه عليه وارث النبيين جميعًا، والمهيمن برسالته على رسالات الرسل كلهم ، فلا رسول بعده إلى يوم الدين ، لقد ختمت به ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ رسالات السماء ، وأضيفت شعاعاتها كلها إلى شمس شريعته فأصبحت تلك الشعاعات مضمونًا من مضامينها ، وقبسًا من أقباسها ، فلا هدى بعد هذا إلا من هداها ، ولا نورًا إلا من نورها ، ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» ، اهـ ([2]).
وإذا ذكرت كلام بعض مفسري أهل السنة والجماعة سلفًا وخلفًان فمن المستحسن أن أذكر كلام بعض مفسري الشيعة ليعلم القراء أن المسلمين وإن تفرقت مذاهبهم لكنهم اتفقوا وأجمعوا على ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم .
6- فإلى القارئ ما قاله الشيخ أبو علي الطبرسي من أكابر علماء الإمامية في القرن السادس فيتفسير قوله تعالى: " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ " الآية بعد كلام سبق، ولما تزو ج النبي زينب بنت جحش قال الناس: إن محمدًا تزوج امرأة ابنه، فقال سبحانه: " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ " ، الذين لم يلدهم ، وفيهذا بيان أنه ليس بأبي لزيد فتحرم عليه زوجته ، فإن تحريم زوجة الابن معلق بثبوت النسب ، فمن لا نسب له لا حرمة لامرأته، ولهذا أشار إليهم فقال : من رجالكم ، وقد ولد له صلى الله عليه وسلم أولاد ذكور ، إبراهيم والقاسم والطيب والمطهر ،فكان أباهم ، وقد صح أنه قال للحسن : إن ابني هذا سيد، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن كل بني بنت ينتسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم»، وقيل: أراد بقوله رجالكم البالغين من رجال ذلك الوقت ولم يكن أحد من أبنائه رجلًا في ذلك الوقت " وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ " أي، ولكن كان رسول الله لا يترك ما أباحه الله تعالى لقول الجهال. وقيل: إن الوجه في اتصاله بما قبله أنه أراد سبحانه ليس يلزم طاعته وتعظيمه، لمكان النسب بينه وبينكم ولمكان الأبوة ، بل إنما يجب ذلك عليكم لمكان النبوة " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أي: وآخر النبيين ختمت النبوة به فشريعته باقية إلى يوم الدين، وهذا فضيلة له صلوات الله عليه وآله اختص بها من بين سائر المرسلين، فإن قيل: إن اليهود يدعون في موسى مثل ذلك، فالجواب : أن بعض اليهود يدعون أن شريعته لا تنسخ وهم على ذلك يجوزون أن يكون بعده أنبياء ، ونحن إذا أصبتنا نبوة نبينا بالمعجزات الاهرة وجب نسخ شريعة موسى وعيسى بذلك .
" وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " ، لا يخفى عليه شيء من مصالح العباد، وصح الحديث عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارًا فأكملها وحسنها إلا موضع لبنة ، فكان من دخل فيها فنظر إليها قال: ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة» قال صلى الله عليه وسلم:
«فأنا موضع اللبنة ختم بي الأنبياء». وأورده البخاري ومسلم في صحيحهما ، اهـ ([3]).

ختم النبوة
في الأحاديث الصحاح والحسنة

1- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين»، رواه البخاري، كتاب المناقب باب ختم النبيين، ورواه مسلم وأحمد والترمذي وابن أبي حاتم.
2- أخرج الإمام مسلم حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ط : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
«فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون»،
رواه الترمذي وابن ماجه من حديث إسماعيل بن جعفر، وقال الترمذي : حسن صحيح.
3- قال الزهري: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ط قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي»، أخرجاه في الصحيحين.
4- قال صلى الله عليه وسلم : «إني آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد» أخرجه مسلم.
5- قال عليه الصلاة والسلام : «أنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم»، رواه ابن ماجه والحاكم.
6- لما أراد الرسول غزوة تبوك ترك علي بن أبي طالب يخلفه في المدينة ، قال علي : أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال صلى الله عليه وسلم : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، أخرجه الشيخان.
7- قال صلى الله عليه وسلم : «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون الخلفاء فيكثرون»، أخرجه البخاري وابن ماجه وأحمد.
8- قال صلى الله عليه وسلم : «سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي الله، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي»، وفي رواية : «لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله ، فأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي»، رواه أبو داود والترمذي.
9- عن عبدالرحمن بن جبير قال: سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلميومًا كالمودع، فقال: «أنا محمد النبي الأمي ثلاثًا، ولا نبي بعدي»
(رواه الإمام أحمد في مسنده في مرويات عبدالله بن عمرو بن العاص).
10- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا نبوة بعدي إلا المبشرات»، قيل: وما المبشرات يا رسول الله ؟ قال: «الرؤيا الحسنة» أو قال: «الرؤيا الصالحة»، (رواه أبو داود والنسائي والإمام أحمد في مرويات أبي الطفيل).
11- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب»
(رواه الترمذي في سننه ، كتاب المناقب).
12- قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي أحد فعمر»، أخرجه البخاري في كتاب المناقب، وقد أخرجه مسلم أيضًا في صحيحه وفيه : «محدثون» بدلًا من : «رجال يكلمون»، ولكن لا فرق بين المكلم والمحدث من حيث المعنى والمراد بهما : المشرف بالمكالمة الإلهية أو المكلم من وراء حجاب ، ويدل هذا على أنه لو كان في هذه الأمة رجل مشرف بالمخاطبة الإلهية بغير نبوة لكان عمر ط.
13- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي». رواه الطبراني والبيهقي ، كتاب الرؤيا.
14- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي»،
(رواه الترمذي في سننه : كتاب الرؤيا ، باب ذهاب النبوة وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مرويات أنس بن مالك).

الإجمـــــــــــــاع

قال العلامة أبو الحسن الندوي: «أجمع الصحابة ن وإجماعهم أكبر دليل من دلائل الثبوت الشرعي على انقطاع النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا نبي بعده في كل مفهوم من مفاهيم الكلمة العربية التي كانوا يحسنون فهمها، ولذلك اتفقت كلمتهم عن آخرهم على قتال مسيلمة الكذاب والحكم بكفره وردته، لم يشذ منهم في ذلك شاذ ، مع أن مسيلمة كان مقرًا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان يؤذن للنبي صص ويشهد في الأذان أن محمدًا رسول الله ، وكان مؤمنًا بالقرآن يرى العمل به فرضًا، وإنما كان يفسر القرآن حسب أهوائه ويدعي الإلهام ، وكان يدعي أنه أشرك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فكان أول فاتح لباب نبوة تابعة للشريعة المحمدية ، وكل من ادعى ذلك في العصور الأخيرة كان تابعًا له، وقد قتل في حرب اليمامة ألف ومائتا رجلًا من خيار المسلمين ، كما جاء في كتاب كتبه أبو بكر إلى خالد بن الوليد ، وقتل الأسود العنسي الذي ادعى النبوة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم أجمع المسلمون في كل عصر على انقطاع النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم ،وأن كل من يدعيها مارق من الدين، متبع غير سبيل المؤمنين.
واستفاضت هذه العقيدة في العالم الإسلامي كله، وأصبحت جزءًا من عقائد المسلمين التي يدينون بها ويعضون عليها بالنواجذ وتتوارثها الأجيال بعد الأجيال، حتى أصبحت عقول المسلمين وطبيعتهم لا تسيغ ادعاء النبوة ولا تحتمله، ولذلك قل عدد المتنبئين في المجتمع الإسلامي بالنسبة إلى اتساع العالم الإسلامي، وتفاوته في فهم الدين والتمسك به، وبالنسبة إلى عدد المسلمين الضخم ، واضطراب الأمور فيهم، وبالقياس إلى كثرة الدواعي إلى هذه الادعاءات ، بالعكس من الأمم السابقة التي كثر فيها عدد المتنبئين مع ضيق رقعة الأرض التي كانت تسكنها، وقلة عدد المتدينين الذين كانوا يتدينون بهذه الديانات» ([9]).
تبقى الروح المعنوية الوثابة في نفوس المسلمين الذين يرون أن مقاومة المستعمرين الكافرين ، وإعلان الجهاد عليهم من فروض الأعيان تارة ومن فروض الكفاية تارة أخرى، فمن أجل هذا قام الميرزا بهذه الدعوة الكافرة الفاجرة، وألف في ذلك كتبًا ورسائل خدمة لأسياده المستعمرين وهدمًا لدين المسلمين ، وجعلهم كالعبيد المسخرين للكافرين الذين كل همهم في استعمار البلدان الإسلامية ، ونهب خيراتهم والقضاء على دينهم، وإيجاد التفرقة بينهم بشتى الطرق، كالنفخ في الروح العنصرية القومية، وكإنشاء مذاهب وديانات ما أنزل الله بها من سلطان.
ويقال للميرزا لو كان حيًّا وأتباعه الآن : إن كنتم تؤمنون بالله ورسوله كما تزعمون وتدعون وتؤمنون بالقرآن ككتاب من عند الله أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن القرآن يأمر بجهاد الأعداء في آيات كثيرة، كما أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بكثرة وفيرة، منها ما تحتم الجهاد ، ومنها ما ترغب فيه وتبين فرضه، ومنها ما تبين منازل الشهداء، ومنها ما ترغب في الرباط في سبيل الله.
والقرآن والسنة طافحان بذكر الجهاد وأحكام السلم والحرب والغنائم وأخذ الجزية من أهل الكتاب، والجهاد مستمر إلى يوم القيامة، والناسخ لابد أن يكون في كتاب الله أو في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  الصحيحة ، ولا توجد آية كما لا يوجد حديث يصرح أو يلوح بنسخ الجهاد، ولو كان هناك نسخ لكانت الحابة رضوان الله عليهم الذين جالسوا الرسول صلى الله عليه وسلم واستمعوا إلى وحيه المبين ، عارفين بذلك ممتثلين.
والدليل على كذب هذه الدعاية وكفر مدعيها، أن الصحابة رضي الله عنهم قاموا بالجهاد في سبيل الله وفتحوا الأمصار ، وقضوا على الأكاسرة والقياصرة ورؤساء الكفر، كما قام التابعون وتابعوهم في خلافة بني أمية وأوائل العباسيين بجهاد الأعداء وإدخالهم في دين الله، بعد أن يدعوهم إلى الدين أو تسليم الجزية للمسلمين إن كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى أو لهم شبهة كتاب كالمجوس.
فإن زعم أن النسخ وارد في بعض الآيات القرنية أو الأحاديث النبوية ، فعليه البيان، والله لو استعان بالإنس والجان، فلا يستطيع أن يأتي ولو بحرف من القرآن.
وإن زعم أن نبوته المبنية على وحيها الكاذب، وأنه صدر إليه أمر من الله، فالمسلمون لا يؤمنون بنبوته ولا برسالته لأنها كذب وبهتان، وقد فند العلماء شبهه المظلمة على دعوى رسالته وقد سبق بيان الكثير منها.
هذا والله أعلم

([1]) من التفسير الحديث.
([2]) من التفسير القرآني للقرآن.
([3]) من تفسير مجمع البيان ج21.
([4]) اهـ ملخصًا من لسان العرب ِ، المجلد الثاني عشر.
([5]) اهـ من تاج العروس الجزء 8.
([6]) اهـ من معجم مقاييس اللغة ، الجزء الثاني.
([7]) اهـ من تهذيب الصحاح القسم الثاني.
([8]) اهـ ، من أقرب الموارد في مصح العربية والشوارد الجزء الأول.
([9]) اهـ من كتاب النبي الخاتم ، أبو الحسن الندوي.


طباعة


روابط ذات صلة

  الصوفيــــة في المــــــيزان  
  من هم الأحباش (1)  
  مـن أعلام أهـل الــردة / ميرزا غلام أحمد  
  ( من بدع الأذان )  
  تاريخ وأفكار الفرقة الجامية !!  
   (( البدعة حقائق وأحكام ))  
  (( الطريقة التيجــانيــة حقائق وأســـرار ))  
  القاديانية الأحمدية عقائد وأفكار  
  المهدي الموعود في عقيدة الشيعة واليهود  
  (( مناظرة الشيخ الأذرمي مع المعتزلي أحمد بن ابي دؤاد ))  
  (( سقوط الوسام عن معاداة سامية اليهود اللئام ))  
  من هم الأحباش (2)  
  تاريخ وعقيدة البهائية الأسود ( 1 )  
  تاريخ وعقيدة البهائية الأسود ( 2 )  
  ماهي الوهابية الرستمية ؟؟  
  (( الفرقة الباطنية العلوية النصيرية في سوريا ))  
  الأثيــــم في الإحتفـــال بشـــــم النسيــــم ( 2 )  
  الشهــاب الخـارق على الخـــوارج ( 1 )  
  واسطيـة الإسلام بين بدعة التكفـير والإرجـاء ( 1 )  
  الشهــاب الخـارق على الخـــوارج ( 2 )  
  (( أيهـا القمني الإسلام يصلح لكل زمان ومكان ))  
  (( سقوط الوسام عن معاداة سامية اليهود اللئام ))  
  الـرد على نقض عصمة الأنبياء وسب الصحابة الأتقياء ( 1 ) الأنبياء  
  (( الفرقة الباطنية اليزيدية المارقة من الإسلام ))  
  الـرد على نقض عصمة الأنبياء وسب الصحابة الأتقياء ( 2 ) الصحابة  
  الرد على مسيلمة العصر البحيري كذاب مصر ( 1 ) الأئمـة  
   الرد على مسيلمة العصر البحيري كذاب مصر (2) الأئـمة  
  الأثيــــم في الاحتفـــال بشـــــم النسيــــم ( 1 ـ 2 )  
  (( الصوفيـة في ميزان أهل السنة والجماعة ))  
  الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة (1)  
  الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة (2)  
  الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة (3)  
  الشهاب الثاقب على القرآنيين منكر السنة والثوابت ( 1 )  
  الشهاب الثاقب على القرآنيين منكر السنة والثوابت ( 2 )  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 908426

تفاصيل المتواجدين