صراعات الطامحين
يقول رئيس حزب جيل جديد المعارض سفيان جيلالي إن تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم جمال ولد عباس "سياسية" وهدفها تهدئة الصراعات بين الطامحين في تولي منصب رئيس الجمهورية مثل أحمد أويحيى وعبد المالك سلال وبقية الذين لديهم رغبة مماثلة.
ولا يستبعد جيلالي في حديث مع الجزيرة نت احتمال ترشح بوتفليقة لولاية خامسة "حتى ولو كان ذلك يبدو خياليا لأن الرئيس غائب وغير قادر على الكلام"، فضلا عن أن ترشحه وفوزه بولاية رابعة كان فضيحة.
ويضيف أن "بوتفليقة معروف عنه رغبته في البقاء في الرئاسة مدى الحياة حتى ولو كان الثمن انقسام الجزائر".
لكن جيلالي يشير إلى صعوبة تقبل ترشح بوتفليقة لولاية خامسة بالنظر إلى مناقضة الأمر للدستور الحالي بعد تعديله حيث بات ينص على ولايتين فقط "بينما هو قضى أربع فترات رئاسية حتى الآن".
وبشأن ما ورد في افتتاحية مجلة الجيش الناطقة باسم وزارة الدفاع، فيرى أنها محاولة لوضع حد للتناقضات القائمة بين شقيق الرئيس ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة ورئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، وإن كان يعتقد أن النظام الجزائري متحد في الأساس رغم وجود تنافس بين أفراده الطامعين في الرئاسة.
مريض ولا يتحدث
من جانبه، يعتقد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي أنه لا يمكن الحديث عن ولاية خامسة في هذا الوقت المبكر قبل أكثر من سنتين عن موعدها "خصوصا وأن الرئيس مريض ولا يتحدث إلى الجزائريين"، فضلا عن كون تعديلات الدستور حددت الرئاسة بولايتين فقط وأعطت ضمانات بنزاهة الانتخابات المقبلة.
وبرأيه فإن هناك مشكلة أخرى يجب معالجتها قبل الكلام عن ولاية خامسة، "وهي فقدان الشعب الثقة في العملية الانتخابية برمتها"، وعليه يتساءل عن الذي يمكن أن يقدمه الرئيس الحالي بوضعه الصحي أو أي شخص آخر إذا لم يتم أولا استرداد ثقة الشعب.
انتخابات مبكرة
بالمقابل يرى القيادي في حركة النهضة والنائب في البرلمان يوسف خبابة أن المروجين للولاية الخامسة لا يهمهم بقاء بوتفليقة في الحكم، "بل تهمهم مصالحهم وبقاؤهم أطول ما يمكن في مناصبهم".
ويؤكد خبابة للجزيرة نت أن حسابات الرئيس تختلف عن حسابات هؤلاء، مضيفا أنه من المنظور العقلاني فإن بوتفليقة لا يفكر بالبقاء والاستمرار في الحكم بقدر ما يفكر في خليفته ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه.
ويتوقع خبابة أن تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة بعد الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في 2017، "فالرئيس بوتفليقة يرغب في تسليم الحكم بسلاسة كما تسلمه بالطريقة نفسها إثر انتخابات مبكرة مطلع 1999".