بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || طوفان الهجرة.. أوروبا والحصاد المر
::: عرض المقالة : طوفان الهجرة.. أوروبا والحصاد المر :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: طوفان الهجرة.. أوروبا والحصاد المر
كاتب المقالة: مجدي داود
تاريخ الاضافة: 15/09/2015
الزوار: 531

استيقظت أوروبا على الخبر المفجع، الذي قلب كيان ساستها وقادتها ومفكريها، حيث توالى لجوء عشرات بل مئات الآلاف من المهاجرين المضطهدين إلى السواحل الأوروبية، هذا بخلاف من يلتهمهم البحر الهائج وتلتقطهم الأسماك الجائعة، وأدرك ساسة أوروبا وقادتها أن الأمر جد خطير، وليس كما كان سابقا، عبارة عن محاولات خجولة هنا وهناك لأجل البحث عن العمل ولقمة العيش في أرض الله الواسعة، بل هو سكن ولجوء وتوطين غير محدد الأجل.

إن الهجرة إلى أوروبا ليست وليدة اليوم، بل هي أمنية الملايين في دول العالم الثالث، الذين ينتظرون أدنى فرصة للحاق بالعالم الأوروبي، لكن الجديد في الأمر، أن موجة الهجرة الحالية أكبر من أي محاولات سابقة للهجرة، وأن المهاجرون اليوم ليسوا مجرد شباب باحث عن الرزق، بل هي أسر كاملة من نساء وأطفال وعجائز، مرضى وأصحاء، هي حالة جديدة لم يشهدها العالم من قبل، لها أسباب عديدة، وسيكون لها تأثير حقيقي كبير على مستقبل أوروبا بالكامل، ومن ثم على العالم كله.

 
أسباب الهجرة إلى أوروبا:

تختلف أسباب الهجرة إلى أوروبا من وقت إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، ولكن الموجة الجديدة التي تشهدها أوروبا الآن، والتي يعد السوريون أكبر نسبة فيها، تأتي للعديد من الأسباب نوجزها باختصار فيما يلي:

1.                الحرب الشديدة الدائرة في سوريا: حيث إن استمرار الأزمة السورية للعام الخامس على التوالي دون إيجاد حل عملي حقيقي، جعل سوريا بلدا لا تطاق الحياة فيها، حيث القتل والدمار على مدار الساعة، وهو ما دفع السوريين إلى الفرار إلى الدول المجاورة كتركيا ولبنان والأردن، وهي دول استضافت ملايين السوريين، الأمر الذي يفوق طاقاتهم الحقيقة، فباتت ظروف اللاجئين أكثر صعوبة ممن لا يزالون في الأراضي السورية، وهنا تتضاعف المأساة، ويبدأ البحث عن بلاد جديدة لديها من الإمكانيات والقدرات ما يجعلها تستوعب هؤلاء اللاجئين، وهؤلاء لا يفكرون كثيرا في المخاطر التي تنتظرهم إن هم أقدموا على تلك الخطوة، حيث أنهم يقارنون بين موت محقق على أيدي عصابات الأسد وموت محتمل في عرض البحر.

2.                الظروف الاقتصادية: إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها دول العالم الثالث خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، تجعل مواطني هذه الدول يسعون للهروب من واقعهم الصعب إلى دول متقدمة لديها رفاهية اقتصادية، يستطيعوا فيها تأمين حياة أفضل لهم ولأسرهم، وليس هناك أقرب من الدول الأوروبية لتحقيق هذه الغاية، خاصة أنها دول متقدمة في جميع المجالات، وأن تجارب السابقين الذي قضوا سنوات من عمرهم في تلك البلاد تشير إلى أنهم صاروا من أهل الغنى والثراء، بينما يرزح نظرائهم وأقرانهم في الفقر المدقع.

3.                سهولة الكسب والرزق: بينما يعمل خريج الجامعات في الدول النامية كعمال وموظفين في وظائف دنيا لا تليق أبدا بمؤهلاتهم العلمية، ولا بالجهد الذي بذلوه لسنوات طويلة في الدراسة والتحصيل العلمي، أو قد لا يجد عملا من الأساس، علاوة على تدني الرواتب بشكل غير مسبوق لا يكفي لكفالة حياة كريمة.

4.                قرب أوروبا من مناطق النزاع: تعتبر الدول الأوروبية هي الأقرب لمناطق النزاع بالنسبة للأمريكتين وأستراليا، علاوة على سهولة الوصول إليها مقارنة بالقارات الثلاث الأخرى، فهي تجاور القارة الأسيوية التي يفر منها مئات الآلاف باتجاه أوروبا، كما أنها تقابل القارة الأفريقية التي يحاول الآلاف منها عبور البحر الهائج إليها.

 
أوروبا تجني ثمار زرعها:

لقد زرعت أوروبا الكثير من الشر والفقر في كل من آسيا وأفريقيا خلال فترة الاستعمار والحروب الاستعمارية التي راح ضحتها الملايين من البشر بلا ذنب ولا جريرة، سوى أنهم كانوا رعايا الدول الضعيفة، وقامت الدول الأوروبية الكبرى وخاصة فرنسا وبريطانيا بتقسيم العالم وفق سياسة خاصة لزرع النزاعات وضمان ولاء الدول لها، وهو ما يعرف بحدود سايكس بيكو، وعندما بدأت مرحلة التحرر من الاستعمار أصرت الدول الأوروبية المستعمرة على إبقاء نوع من السيطرة على الدول المستعمرة، وذلك من خلال تمكين فئات معينة موالية لها من الحكم، ودعمها سياسيا وعسكريا وثقافيا وماليا ضد أي قوى وطنية حقيقية أو ضد أي صحوة ثقافية ودينية، حتى استتب الأمر لهم، واستبدوا بالحكم فقتلوا ونهبوا وسرقوا، حتى اضطرت الشعوب الضعيفة إلى البحث عن ملجأ من ذلك الواقع البائس.

وعندما قامت بعض الشعوب المستضعفة بالثورة على حكامها، وقفت أوروبا كعادتها مع الاستبداد، حفاظا على مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولم تحرك ساكنا تجاه المجازر التي يرتكبها هؤلاء الحكام، وذلك كله تحت شعارات واهية كالخوف من انتشار الإرهاب وغيره، بل إنها تخاذلت حتى عن تقديم المساعدات الإنسانية للضحايا اللاجئين في الداخل والخارج.

ولهذا عندما اضطر مئات الآلاف من البشر إلى الهجرة من بلادهم، قرروا الذهاب إلى ذلك العالم الذي أفقر بلادهم وسيطر على مقدراتها ونهبها خلال عقود الاستعمار الكريهة، ودعم الأنظمة الحاكمة الفاسدة التي لطالما قتلت وسرقت ونهبت مقدرات البلاد أيضا، وصار أهلها يفتقرون إلى قوت يومهم ومعاش أولادهم ودواء مرضاهم، فبات أملهم للخروج من هذا الضيق هو السفر إلى أوروبا بطريقة شرعية أو غير شرعية، حتى لو كان الأمر من الخطورة التي تصل إلى حد الموت غرقا في عرض البحر.

 
مخاوف الغرب من الهجرة وأسبابها:

لقد استقبل قادة أوروبا موجة الهجرة الجديدة بالرعب والفزع والعنصرية، ولولا ذلك الطوفان البشري والتغطية الإعلامية الواسعة لأغلقت الدول الأوربية حدودها في وجه هؤلاء المهاجرين، بل لقتلت منهم من استطاعت حتى يرتدع الباقون ولا يفكرون في الهجرة إليها، ولكن الأمر فاق توقعاتهم وكذلك قدرتهم على السيطرة عليهم.

ولكن لماذا هذا الخوف والرعب من المهاجرين واللاجئين؟

إن أوروبا المسيحية صاحبة التاريخ الاستعماري الطويل تدرك جيدا حقائق التاريخ، وتعلم أن هذا العدد الضخم من المهاجرين إذا اندمج مع المجتمع الأوروبي المسيحية فإنه سيكون عاملا مؤثرا في ثقافة هذا المجتمع، ومع مرور الزمن سيصبح هؤلاء المهاجرون جزءا لا يتجزأ من المجتمع الأوروبي، ويساهم في صناعة مستقبل أوروبا واختيار قادتها.

كما أن تدفق مئات الآلاف من البشر إلى أوروبا، يمثل عبئا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كبيرا على الدول الأوروبية، لأن هؤلاء اللاجئين سيكونون في حاجة إلى حد أدنى من متطلبات الحياة، وخاصة في هذه الأزمة الاقتصادية التي تمر بها العديد من الدول الأوروبية، دون أن يكون لهؤلاء اللاجئين أي دور أو مساهمة في الناتج القومي لهذه الدول.

ولكن على الرغم من ذلك، فإن هناك جانبا إيجابيا بالنسبة للدول الأوربية بخصوص هؤلاء اللاجئين، وهو توافر أيدي عاملة رخيصة يمكنها المساهمة –بعد تجاوز مراحل التدريب والتأهيل المختلفة- في صناعة وتحسين الاقتصاد الأوروبي، ولكن هذا لا يقارن بالجوانب السلبية الأخرى من وجهة نظر الأوروبيين.

إلا أن السبب الأقوى يتمثل في أن أكثر هؤلاء المهاجرين هم من المسلمين، وهو ما صرح به فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر حيث قال "إن تدفق المسلمين يهدد الجذور المسيحية للدول الأوربية ويحول المسيحيين إلى أقلية، وأن تدفق اللاجئين المسلمين لن ينتهي، بل إن الملايين من المسلمين يمكن أن يتسللوا إلى أوروبا، إذا لم يبادر الاتحاد الأوربي إلى حماية حدود الدول الأعضاء، وأن اللاجئين المسلمين ينتمون إلى دين آخر ويحملون قيما ثقافية مغايرة، وهو ما يتطلب المزيد من التوجس من جانب الدول الأوروبية...".

كما أعلنت 6 دول أوروبية رفضها الصريح لاستقبال اللاجئين المسلمين وترحيبها باستقبال اللاجئين المسيحيين، وهي التشيك، والنمسا، ومقدونيا، وصربيا، وبولونيا، وبلغاريا، وهو ما يعكس الخوف المسيحي من انتشار الإسلام في القارة الأوروبية.

المخاوف كثيرة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بشكل جاد، هو هل تحدث هذه الهجرة تغييرا حقيقيا في مستقبل أوروبا؟.

للإجابة على هذا السؤال ينبغي دراسة التاريخ بشكل جيد، ويمكن القول بإيجاز واختصار، إن الحقائق التاريخية تشير إلى أن هؤلاء اللاجئين سيكون لهم دور حقيقي في مستقبل أوروبا، فكما أن المسلمين الأوائل استطاعوا إدخال الإسلام إلى قلب أوروبا خلال الرحلات التجارية، وكما أن المبتعثين إلى الجامعات الأوروبية استطاعوا تغيير نظرة الملايين تجاه المسلمين، ودخل الملايين من الأوروبيين في الإسلام خلال العقود القليلة الأخيرة، فإن هؤلاء اللاجئين سيكون لهم دور كبير في خلخلة التركيبة السكانية في أوروبا وزيادة نسبة المسلمين بشكل كبير خلال العقود المقبلة، في ظل تناقص عدد سكان القارة الأوروبية، كما أنهم سيكون لهم تأثير في الثقافة الأوروبية، لأن هؤلاء اللاجئين منهم الطلاب وخريجي الكليات المرموقة بل ومنهم المهنيون والأكاديميين والحرفيين والتجار.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1012190

تفاصيل المتواجدين