بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || حيونة الإنسان: وقائع ومشاهدات
::: عرض المقالة : حيونة الإنسان: وقائع ومشاهدات :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: حيونة الإنسان: وقائع ومشاهدات
كاتب المقالة: ميشيل كيلو
تاريخ الاضافة: 11/09/2015
الزوار: 491
كنت، أواسط خمسينات القرن الماضي، طالباً في قسم الصحافة في جامعة القاهرة، جئت إليها من مدينة اللاذقية السورية. وكنت مؤمناً، مثل معظم جيلي، بحركة التحرر الوطني التي ملأتنا اعتزازاً بأنفسنا وشعوبنا، وبما غرسته فينا من اقتناع بالتفوق على عالم الإمبريالية البائس، الغارق في الفقر والشقاء، والمرشح، حسب أدبيات سوفييتية كوّنت وعينا، لانهيار وشيك، يحتّمه دخوله في المرحلة الثالثة من أزمة مصيرية، لا مخرج له منها، غير أن اقتناعي بأفكاري هزّته أرقام قرأتها في كتاب حول ميزانية الكلاب السنوية في بريطانيا، واكتشافي أنها تفوق ميزانية الدولة السورية، على الرغم من أن عدد الكلاب هناك أقل من عدد الشعب هنا. يومها، منعتني تقدميتي من مقارنة الإنسان بالكلب، لكنها لم تحل دون شعوري بالمهانة، لكون الثاني يحظى برعايةٍ تفوق ما يناله الأول، وأقلقتني، في الوقت نفسه، أرقامها التي لا تشي بقرب انهيار المجتمع الامبريالي، بل تكشف بؤس بلدان وشعوب حركة التحرر الوطني. 

بعد حين، أخرجت هذه الأفكار اللعينة من رأسي، واستعدت توازني، بفضل أدبيات "الرفاق السوفييت" التي كانت تثبت بأدلة قاطعة أن بلدان التحرر الوطني، ومنها سورية، متقدمة بطور تاريخي كامل على بلدان المعسكر الرأسمالي، الآيل للسقوط والاحتضار.
تركت تلك الواقعة في نفسي سؤالاً لازمني دوماً حول العدالة في مجتمع بشري، يهتم بالكلاب أكثر من اهتمامه بأطفال ونساء وشيوخ وشبان، باطلين وفقراء ومرضى، في دول كثيرة، وجعلتني ألقي، فيما بعد، نظرة على نفسي والعالم، مغايرة للتي علمني إياها السوفييت عن حركة التحرر الوطني، اعتمدت فيها معيار القيم المتصلة بالعدالة، وغلبتها على معايير النظم وصراعاتها، وما يقال عن انهيارها وصعودها. وقد تذكّرت نظرتي تلك، عندما رأيت فيلماً عن جهود فريق من العلماء لإنقاذ سمكة قرش مفترسة، يصور بالتفصيل ما حقنوها به من أدوية وأمصال، وما لفوه حولها من قماش يقيها برودة الماء، ويبيّن ما واجهوه من مصاعب، وهم يقيسون دقات قلبها وضغط دمها، وكيف استدعوا طائرة هيلوكوبتر وزورقاً سريعاً ليقلبوا القرش على بطنه برفق، لكي لا يختنق، إن ظل مستلقياً على ظهره.
انتقلت إلى الأخبار، فإذا بي أمام أشخاص يستلقون بالمئات على بطونهم وظهورهم في غابة تقع على الحدود بين اليونان ومقدونيا، في حين شكل رجال شرطة، مزودون بالطائرات والسيارات، حواجز تمنعهم من اختراقها، يدفعهم شرطتها إلى الخلف، ويطلقون قنابل مسيلة للدموع باتجاههم، ويرشوهم بالمياه الباردة، ويحولون بينهم وبين سياج حديدي، يحكم الحصار المضروب حولهم، ويمنعهم من الرجوع إلى اليونان، أو التقدم إلى مقدونيا، وقد بانت بين أرجل بالغي الحشد أعداد كبيرة من الأطفال الذين كانوا قد اجتازوا، قبل أيام تجربة مروعة في البحر، وهم يقطعون بقوارب مطاطية متهالكة آلاف الكيلومترات، من دون طعام أو ماء أو دواء، ينهش أبدانهم برد قاتل، وينتظرهم الموت غرقاً.
في الخمسينيات، كان الكلب البريطاني يعيش أفضل من المواطن السوري. واليوم، بعد ستين عاماً من حركة التحرر الوطني، تستحيل مقارنة أوضاع الأخير بأوضاع أي حيوان في إفريقيا: أفعى كان أم تمساحاً أم ضبعاً، لأن العالم الذي يوافق على قتل السوريين بالجملة يخشى اختناق قرش مفترس، وينفق لإنقاذه ما يكفي لإنقاذ مئات البشر، ويسخر له الطائرات وزوارق الإسعاف والأطباء، بينما يموتون هم كالذباب أمام ناظريه، غرقاً وجوعاً ومرضاً، وقد أغلقت حدود جميع البلدان بلا استثناء في وجوههم.
هذا زمن حيونة الإنسان. دمتم بخير.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1007519

تفاصيل المتواجدين