بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || فزاعة الأمن القومي
::: عرض المقالة : فزاعة الأمن القومي :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: فزاعة الأمن القومي
كاتب المقالة: المفكرة
تاريخ الاضافة: 26/01/2014
الزوار: 573

في محيط إقليمي قدّر الله عز وجل أن يكون مسرحا لكل المتناقضات والعجائب والمكائد الدائرة على تقاسيمه وأراضيه ــ في منطقة الشرق الأوسط ـــ ، وحيث عالم اللا معقول ، أصبحت المفاهيم والمصطلحات الثابتة والمتعارف عليها في العلوم السياسية والإستراتيجة ، ألعوبة تلعب به الأنظمة والسلطات بحثا عن مليء عقول فارغة لشعوب تم تجهيلها وسلب إرادتها لعقود ، وتحشيدا لاكتساب شرعية مفتقدة ، أو تطويلا في أمد أنظمة شائخة على وشك الانهيار .

ومن أبرز المصطلحات التي يتم العبث بها ، وتوظيفها حسب الأهواء ، واستخدامها كفزّاعة لخلق تابوهات مقدسة لا يجرؤ أحد أن يقترب منها أو التفكير في انتقادها ؛ مصطلح " الأمن القومي " الذي أصبح مثل مسمار حجا الذي يحمل عليه كل الاجراءات الاستثنائية ، والقوانين القمعية ، وتبرير الاعتداء على أبسط حقوق الإنسان ، وانتهاك كل الحريات العامة والخاصة ، إلى آخر لائحة ممنوعات الأنظمة الشمولية الاستبدادية التي تعلق كل طغيانها وفسادها واستبدادها على شماعة جحا أو الأمن القومي . حتى رأينا طفلا يقبض عليه يتهمة حيازة مسطرة تحمل شارة رابعة بدعوى أنه ينتهك الأمن القومي ، وفتيات صغارا يحكم عليهن بإحدى عشرة سنة بدعوى الحفاظ على الأمن القومي . حتى أصبح هذا المصطلح الإستراتيجي بالغ الأهمية مبتذلا للغاية ، لا يعرف معناه الحقيقي معظم ساسة المنطقة وقادتها .

مصطلح الأمن القومي يعتبر من المصطلحات الحديثة في العلوم السياسية ، حيث لم يصبح مصطلحا مؤسسيا إلا في عام 1974 وهو تاريخ إنشاء مجلس الأمن القومي الأمريكي ، ومن يومها شاع استخدام هذا المصطلح في الحياة السياسية . ومفهوم الأمن القومي من المفاهيم الشاملة المتسعة التي تندرج تحتها العديد من التعريفات بسبب اتساع دوائر التهديدات الداخلية والإقليمية والدولية ، بحيث لم يعد الأمن القومي مقصورا على التعريفات العسكرية وحدها ، بل تشعب لتسع نطاقاته كل ما يخدم أمن الوطن والمواطن ورفاهيته واستقراره .

الأصل في قضية الأمن القومي تهيئة الظروف المناسبة والمناخ المناسب للانطلاق بالإستراتيجية المخططة للتنمية الشاملة، بهدف تأمين الدولة من الداخل والخارج، بما يدفع التهديدات باختلاف أبعادها، بالقدر الذي يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له أقصى طاقة للنهوض والتقدم . وبالتالي فشمولية الأمن تعني أن له أبعادًا متعددة منها :  البُعْد السياسيويتمثل في الحفاظ على الكيان السياسي للدولة .والبُعْد الاقتصاديالذي يرمي إلى توفير المناخ المناسب للوفاء باحتياجات الشعب وتوفير سبل التقدم والرفاهية له. والبُعد الاجتماعيالذي يرمي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يزيد من تنمية الشعور بالانتماء والولاء. والبُعْد الأيديولوجيالذي يؤمِّن الفكر والمعتقدات ويحافظ على العادات والتقاليد والقيم. والبعد الإنساني والذي يؤمَّن مقومات عيش الإنسان من مسكن ومأكل وتأمين حرمات وأعراض وغير ذلك من الحاجات الإنسانية الأساسية . وعلى هذا فإن أساس الأمن القومي لأي دولة يقوم تحقيق الإجماع القومي أو السلام المجتمعي ، وهذا لا يتأتى إلا بالاعتماد على فكرة الدمج والاحتواء ، وليس الاستبعاد والاقصاء .

فأهم ركائز الأمن القومي تحقيق السلام المجتمعي ، حتى يشعر المواطنون جميعا أنهم شركاء في هذا الوطن ، يتقاسمون خيراته ، وينالون تقديرهم واحترامهم ومكانتهم في هذا الوطن ، ويجدون فيه الملاذ الآمن ، والمسكن الدافيء ، يشعرون فيه باحترام معتقداتهم وأفكارهم وما يؤمنون به ، كما يشعرون بالأمن على ممتلكاتهم وحرماتهم .

ومن هنا يتضح لنا حجم العدوان السافر على مفهوم الأمن القومي في محيطنا الإقليمي عامة ، وفي مصر بعد 3 يوليو خاصة . فأجواء الاستقطاب السياسي قد انتقلت عدواها للنسيج المجتمعي ، محدثة تمزق اجتماعي غير مسبوق في تاريخ مصر ، وبصورة ليس لها نظير في العالم الحديث سوى في البلاد ذات الاثنية العرقية أو الطائفية . فالعبث بمصطلح الأمن القومي ، واتكاءا على شماعته التي لا يدري أحد من الساسة الموجودين حاليا مدى خطورة الموقف ، قد دفع البلاد دفعا نحو الهاوية . فأكبر خطر يتهدد أي دولة هو حدوث الفتن الداخلية بين مكونات الشعب ، والتي عادة ما تنتهى إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، تخرج بالوطن أرضا وشعبا وحضارة واقتصادا من ذمة التاريخ ، فتصبح الدولة دويلات ، والوطن مقاطعات وهكذا .

سلطة الانقلاب في مصر اليوم تستخدم كل أدواتها من أجل تكريس هذا المفهوم البغيض ؛ مفهوم التقسيم الاجتماعي والنفسي والمعنوي ، مفهوم الشعبين . فهي تحارب بكل ما أوتيت من قوة معارضي الانقلاب الذي هم فقط أنصار التيار الإسلامي ، مستخدمة كل موارد الدولة وأجهزتها الرسمية وغير الرسمية في سحق المعارضة الإسلامية ، ولو على حساب الأمن القومي . فالإعلام يشيطن ، والداخلية تقمع ، والقضاء يقصي ، والجيش يحاصر ، والنخب تسفه الدين وأهله ، والشارع يستهجن ويلمز ويسخر ، حتى صارت البلاد أشبه بلوحة من الفن السريالي للفنان الإسباني الشهير سلفادور دالي ، من كثرة ما فيه من تناقضات ، وصلت لذروتها يوم 6 أكتوبر الماضي عندما كانت سلطة الانقلاب تحتفل بذكري الانتصار ، في الوقت الذي كان ذراعها الأمني يقتل خمسين مصريا ، ويجرح المئات ، لا لشيء إلا لأنهم يعارضون الانقلاب ، ثم يتكرر المشهد بصورة أشد بشاعة في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير ، أهازيج وأغاني ورقص في ميدان التحرير المؤمن برا وجوا من قوات الجيش ، في الوقت الذي سقط فيه العشرات من القتلى والمئات من الجرحى ، والمئات من المعتقلين ، على بعد عدة كيلو مترات من ميدان التحرير .

هذا الشقاق الاجتماعي هو أكبر وأخطر تحدى للأمن القومي المصري ، فإذا تمزقت قواعد الوطن الثابتة ، فكيف سيجيب الوطن على تساؤلات النهوض وتحقيق الرفاهية للمصريين ؟ وكيف سيؤمن الوطن حدوده المشغولة بأعدى أعداء الأمة ـ الصهاينة ـ ؟ وكيف سينهض من كبوته الاقتصادية ، ويتجاوز ملفاته الثقيلة ، وأزماته المزمنة ؟ وكيف سيواجه الوطن أزمة المياه وسد النهضة ؟ بل كيف سيواجه ويتجاوز المشاكل والأزمات الدولية التي نشأت من توصيف كثير من دول العالم لما حدث في مصر يوم 3 يوليو بأنه انقلاب عسكري ؟

صراحة لا أحد من قادة الانقلاب يستطيع أن يجيب على هذه التساؤلات ، لأنهم بمنتهى البساطة مشغولين بالحفاظ على الأمن القومي من أخطار الأطفال الارهابيين حملة المساطر ، والركض وراء المتظاهرين السلميين من بنات وبنين في عمر الزهور ، و قصف الأقلام الشريفة الذين يرفضون السكوت على الظلم والفساد ، و تشويه حركة حماس العدو الأوحد للصهاينة ، والتضييق على سكان غزة لتركيعهم لصالح الصهاينة وزمرة عباس . كل ذلك هو الذي يشغل بال صانعي القرار اليوم ، فلا عجب إذا لو استيقظنا يوما فلم نجد وطنا نعيش فيه بعد أن ضاعت كل ملامحه على يد هؤلاء !

 

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1009664

تفاصيل المتواجدين