بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مبادر ولكن!
::: عرض المقالة : مبادر ولكن! :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: مبادر ولكن!
كاتب المقالة:
تاريخ الاضافة: 09/12/2013
الزوار: 660

تحدثنا في المقال السابق عن المبادرة..

وهو جميل حقًا أن تشغل المبادرة ذهنك، ويدعوك التفكير فيها لتخطو أولى خطواتك على طريقها، ولكن انتبه! فهناك بعض العوائق التي ينبغي أن تتخطها وإلا تعسر عليك السير في طريقها..

فهناك عوائق تقف أمام البعض عندما يعزم على المبادرة لفعل شيء من الأشياء, وغالبًا ما يكون أصل هذه العوائق متمثل في إدراك الإنسان وعقله الباطن, وما عليك إلا أن تتعرف على هذه العوائق فتتجه نحو المبادرة بإدراك صحيح وهمة تتوقد:

الخوف من الفشل:

هذا هو العائق الأول والأخطر دائمًا، هل حدثت نفسك من قبل وقلت: (إذا فعلت هذا الأمر حتمًا سأفشل، لن أستطيع ستبوء محاولتي بالفشل) ومن ثم لا تقدم على الأعمال المختلفة؟

إذا كانت الإجابة نعم، فمن أين اكتبسنا هذا الخوف؟

(الفشل يكتسبه الإنسان من كثرة تجاربه السابقة التي من الممكن أن يكون جانبها الصواب, أو من تجارب الآخرين الذين قد ينصحوه ألا يقدم على بعض الأعمال لأنه حتمًا سيفشل.

فألق عن كاهلك عبء الخوف من الفشل، وامض قدمًا واقتحم ميدان العمل، فليس من سبيل للنجاح سوى ذلك، أما أن يكون الخوف من الفشل مانعًا لك من التحرك فتأكد أنك لن تصنع أي شئ في الحياة.

واعلم ـ عزيزي القارئ ـ أن هناك صنف من الناس لا يعرف الفشل طريقًا إليهم، هل تعلم من هم؟ هؤلاء الذين لا يتخذون المبادرة ولا يمتلكون القدرة على المحاولة، ولكن دعنى أخبرك بحقيقة أهم، وهي أن النجاح أيضًا لا يعرف طريقًا إليهم.

ولذا؛ فمن يدعي أنه لم يفشل في حياته قط، فهو إما يكذبك القول، أو أنه لم يحاول من الأساس، فالفشل من سنن الله في الكون، محاولة إما أن تنجح أو تفشل؛ فالفشل أول خطوة نحو النجاح) [قوة المبادرة، د.محمد العطار].

(وقد أجرى أحد الصحفيين مقابلة مع رجل أعمال ناجح، وسأله: (ما هو سر نجاحك؟)، فرَّد عليه رجل الأعمال وقال: (كلمتين: قرارات سليمة)، فسأله الصحفي: (ولكن كيف يمكننا أن نأخذ قرارات سليمة؟)، فرَّد عليه رجل الأعمال وقال: (كلمة واحدة، الخبرة)، فسأله الصحفي: (وكيف يمكننا أن نكتسب الخبرة؟)، قال: (كلمتان: قرارات سيئة) [المفاتيح العشرة للنجاح، د. إبراهيم الفقي، ص (95)].

وحتى لو سلمنا بأن هناك فشل في الحياة، وهب أنك فشلت في عمل ما، فما هو أسوأ شئ يمكن أن يحدث لك؟ هل ستنتهي الحياة؟ هل ستكون نهاية الكون؟ ماذا تعتقد أنك فاعل إذا فشلت في هذه التجربة؟ فما الذي يمنعك من الاستفادة من أخطاء التجربة، والتعلم من الأخطاء السابقة، والعمل والكفاح حتى تصل إلى ما تريد؟

 وهناك حكمة يابانية تقول: (إذا وقعت سبع مرات فقم في الثامنة؟) [المفاتيح العشرة للنجاح، د. إبراهيم الفقي، ص (95)].

والآن هل ما زل الخوف يتردد بين جنبيك، إذًا فتلقى هذا الحديث بقلبك فأنى للخوف أن يتسلل إليه وأنت تسمع قوله صلى الله عليه وسلم وهو يوصي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ويوصيك كذلك من بعده: (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك) [رواه أبو داود وصححه الألباني]، ويقول لك: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا) [رواه الترمذي وصححه الألباني].

إنه الإيمان بالقدر والثقة بموعود الله تعالى يزيل ما تبقى من خوف داخل النفس، ويحفزها على أن تنطلق في طريق المبادرة بأعلى سرعة وأقوى عزم .

الخوف من المواجهة:

وهو النوع الثاني من الخوف، فقد تترك المبادرة في أشياء كثيرة خوفًا من مواجهة الآخرين (يحكى أن قرية بها ملك ولد له طفل بأذن واحدة, وكان من المعلوم أنه سيعهد إليه من بعده بتولي شئون هذه القرية, إلا أن والده تساءل كيف يكون الملك له أذن واحدة وكل أفراد الشعب يملكون أذنين, فأشار عليه أحد مستشاريه أن تقطع أذن كل أفراد القرية وأن تقطع أذن كل مولود جديد يولد, وبعد مرور السنين  اعتاد الناس على هذا الأمر وأصبح من العجيب أن يكون هناك أحد بأذنين, وهنا أود منك أن تتخيل نفسك وأنت تدخل هذه القرية بأذنيك الجميلتين والناس ينظرون إليك في دهشة وتعجب ويشيرون إليك ويضحكون, فهل ستخضع لضغوطهم وتقطع أذنك لتصبح مثلهم أم ستواجه الأمر بكل ما تملك؟) [قوة المبادرة، د.محمد العطار].

وكمثال على ذلك يقول الدكتور إبراهيم الفقي: (طلبت منى إحدى السيدات مرة أن أساعدها على التوقف عن التدخين ونجحت فعلًا في ذلك، وكانت مسرورة لأنها أقلعت عن هذه العادة السيئة، وبعد ستة أشهر اتصلت بي وطلبت مقابلتي مرة أخرى.

وفي خلال المقابلة ذكرت لي أنها بعد ما توقفت عن التدخين، واجهت مشكلة أخرى كبيرة وهي أن معظم أصدقائها كانوا من المدخنين وقد بدأوا في تفاديها والبعد عنها فشعرت أنها غير مرغوب فيها معهم، فقررت أن تعود للتدخين مرة أخرى حتى تظل متقبلة بين أصدقائها, فأخذت في علاجها من هذا النوع من الخوف فزادت ثقتها بنفسها وبدأت تقتنع أنه من الممكن أن تقلع عن التدخين وتظل في نفس الوقت بين أصدقائها، واقتنعت أنهم لو رفضوا قبولها بينهم فهم ليسوا أصدقاء حقيقيين، وبمجرد أن زال عنها هذا النوع من الخوف أقلعت عن التدخين تمامًا) [المفاتيح العشرة للنجاح, د. إبراهيم الفقي, ص(92)].

الخوف من المجهول:

إن هذا الخوف من المجهول يمنعننا غالبًا من التصرف، وعن هذا يحكي الدكتور إبراهيم الفقي فيقول: (جاءني رجل يشكو من مشكلة كانت تسبب له ارتباكًا وألمًا شديدًا فقد عرض عليه عقد للعمل في فرنسا لمدة سنتين، ولكنه في ذلك الوقت لم يكن قد عاش في أي مكان آخر خارج مونتريال بكندا، فسألته: ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو أنك عشت هناك؟ فكان رده: أنه ربما ألغي العقد بعد ستة أشهر، فسألته: ما هي أفضل النتائج التي من الممكن أن تحدث لو قبلت هذا العرض؟ وكان رده: أنه سيتمكن من أن يزور كثيرًا من الدول في أوربا بخلاف تجوله في فرنسا نفسها بالإضافة إلى العائد المادي المغري، ثم بعد إنتهاء مدة العقد يعود إلى مونتريال ويبدأ عمله الخاص، وبعد العلاج اقتنع وقرر أن يقبل العقد وسافر فعلًا إلى فرنسا، والذي حدث في حالة هذا الرجل هو أننا أوجدنا نموذجًا إيجابيًا للمستقبل كان التركيز فيه على المزايا وكانت عوامل القبول أكثر بكثير من عوامل الرفض وقضى مدة العقد مع أسرته وتمتع بكل لحظة فيها، وعاد وبدأ عمله الخاص في مونتريال) [المفاتيح العشرة للنجاح, د. إبراهيم الفقي, ص(93)].

وإذا كنت تخوض تجربة جديدة وتريد أن تزيل الخوف من التجربة، فعليك أن تسأل نفسك سؤالين:

ما هو أسوأ شيء قد يحدث لي إذا خضت هذه التجربة أو فعلت هذا الشيء؟

وما أحسن شيء قد يحدث لي إذا خضت هذه التجربة؟

وعليك أن تنظر فإذا وجدت من نفسك تقبلًا لأسوأ الاحتمالات التي قد تحدث وشوقًا وتلهفًا لأحسن الاحتمالات التي قد تحدث فما عليك إلا أن تخوض التجربة وتسأل الله سبحانه التوفيق والسداد.

السقف المنخفض:

وهذا هو العائق الأخير، السقف المنخفض لطموحك ونجاحك، هناك طالب ظل حياته كلها يجتهد ويذاكر حتى يدخل كلية من كليات القمة، فلما تمكن من دخولها إذا به يصاب بحالة من الاكتئاب، ومع تتبع حالته، وجد أن مشكلته في سقف طموحه ونجاحه، فمن قبل قد وضع سقفًا لنجاحه وطموحه وهو دخول الكلية الفلانية، فلما وصل إلى سقف النجاح، لم يجد شيئًا جديدًا فكان الإحباط.

إن كثيرًا من الناس يرسمون لأنفسهم أحلامًا بسيطة أو يضعون حدًا معينًا من النجاح يريدون الوصول إليه ولا يعبرون إلى غيره, أما الإنسان المبادر فإنه يستطيع بسهوله أن يحطم هذا السقف حتى يصبح سقفه صحفات السماء أو قطع السحاب.

استمع لهذا الخطاب من نيلسون مانديلا، حينما تولى الرئاسة بعد عمر طويل من الكفاح قضى خلاله ستة وعشرين عاما في السجن، يقول: (إن خوفنا الأعمق ليس من أننا غير أكفاء، ولكن من أننا أقوياء إلى أبعد الحدود، إن ما نخشاه هو ما بداخلنا من نور لا ما بداخلنا من ظلمة، كلنا يسأل نفسه: (من أنا حتى أصلح لأكون متميزًا أو لامعًا وموهوبًا وفذًا؟ والأجدر أن نسأل أنفسنا: ما الذي لا نصلح لأن نكونه؟ نحن نصلح لكل شيء).

إنك مستخلف من الله في الأرض.

وتقليلك من شأن نفسك لا يخدم العالم.

فنحن ولدنا لكي نظهر عظمة الله الكامنة في داخلنا.

ليست بداخل بعضنا فقط ولكن بداخلنا جميعًا.

وعندما نسمح لما بداخلنا من نور بأن يشـرق، فنحن نسمح للآخرين بالقيام بنفس الشيء.

وعندما نتحرر من مخاوفنا ، فإن وجودنا يحرر الآخرين تلقائيًا) [قوة التركيز, جاك كانفيلد، مارك فيكتور هانسن، ولس هيوت, ص(188)].

وفي الختام..

أيها الشاب، ما عليك الآن إلا أن تعبر إلى المبادرة متخطيًا كل العوائق والعقبات، تبادر ولا تخشى الفشل فهو محاولة على طريق النجاح، وتواجه الناس بثقة وتخوض التجربة بتفاؤل وطموحاتك ونجاحاتك كبيرة عالية كلما قطعت شوطًا إليها قادك الشوق إلى الذي يليه .. فهيا أيها الهمام افتح الباب وادخل بعزم وزاحم المبادرين ميدان المبادرة.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1009214

تفاصيل المتواجدين