بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

Duplicate entry '1714780868' for key 'PRIMARY'
موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الكفاح السلمي وآليات التغيير
::: عرض المقالة : الكفاح السلمي وآليات التغيير :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: الكفاح السلمي وآليات التغيير
كاتب المقالة: المفكرة
تاريخ الاضافة: 30/11/2013
الزوار: 537

أربعة شهور مضت منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر وأطاح بأول رئيس مدني منتخب ، والاحتجاجات والمظاهرات المناوئة لهذا الانقلاب لم تعرف التوقف أو الانقطاع . أربعة شهور مضت وزيادة والحراك الثوري ما زال متقدا مستمرا لا يعرف الكلل ولا الملل ، ومع استمرار الحراك الثوري ضد الانقلاب أخذت وتيرة القمع في الارتفاع حتى وصلت لدرجة جنونية من الوحشية والدموية تجسدت في أجلى صورها ، في فض اعتصامي رابعة والنهضة بمنتهى القسوة مما خلّف آلاف القتلى والجرحى في مجزرة وصفتها منظمات حقوق الإنسان الدولية بأنها مجزرة القرن ، وأبشع مجزرة في التاريخ الحديث ، ومع ذلك استمر معارضو الانقلاب في الخروج والتظاهر والاعتراض على هذا الانقلاب الدموي الوحشي ، ومع العزم الأكيد لدى الطرفين في استمرار نفس النهج في إدارة الصراع ؛ هذا بالبطش والقمع الوحشي الذي لا يعرف سقفا أو حدا ، وذاك بالصمود والتحدي واستمرار التظاهر وتعويق المسار السياسي . تساءل الكثيرون : ما جدوى هذه المظاهرات السلمية ؟ والمتظاهرون ما هم إلا مجموعة من السذج الحمقى المغرر بهم  ـ من وجهة نظر المتسائل ـ  ، والسلمية المتبعة لا تحسم أي مواجهة ، ولا تنهي أي مواجهة ، وأن القوة لابد أن تقابل بالقوة ، والإرهاب بالإرهاب وهكذا . والحقيقة أن الفهم الخاطئ لفكرة فعالية المظاهرات السلمية يقوم هو في ذاته على الجهل بطبيعة ومكامن وأدوات القوة في الكفاح السلمي أو اللا عنيف ، ودورها الحاسم في الصراعات السياسية .

الكفاح السلمي هو أسلوب سياسي يستخدم كل الأدوات غير العنيفة ؛ الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية ، من أجل الوصول إلى أهدافه ، فهو يهدف لحشد القوى الشعبية بكل أدواتها في مواجهة نظام مستبد ظالم خرج عن القواعد المتعارف عليها في الحكم وتداول السلطة ، مستغلا امتلاكه لقدرات إدارية واقتصادية وسياسية وبوليسية وعسكرية . ولفهم دور القوة في الكفاح السلمي ينبغي معرفة طبيعة وآليات القوة المتاحة لدى النظام ومعارضيه .

فمن الحقائق ذات الأهمية النظرية والعملية الكبرى أن القوة التي يمتلكها الحكام ليست نابعة منهم ، إنما تأتي من خارجهم ، فالقوة السياسية لدى الحكام تأتي من المجتمعات والشعوب التي يحكمونها ، فالحكام ليس مطلقي السلطة ولا يمتلكون قوة ذاتية ، فهم يعتمدون على مدى تعاون الشعب ومؤسسات المجتمع معهم في إنفاذ إرادتهم وقراراتهم . ويعد رفض التعاون مع الحكام أمرا خطيرا جدا ، فالنظام يفقد فعاليته واستمراريته وينهار اقتصاده وتنشطر مؤسساته حال رفض التعاون مع الحكام ، وهو ما جرى مع الرئيس مرسي بصورة جزئية ، فمرسي فلم يعص عليه الشعب ، إنما عصت عليه المؤسسات القديمة منها والموروثة من عهد مبارك ، أو ما أطلق عليها مصطلح الدولة العميقة ، مما أوجد فراغا خطيرا في السلطة وهو ما أدى لخلق أزمات عاتية بصورة مستمرة ، حتى انتهى العصيان إلى مشهد 30 يونيه ، ثم الانقلاب العسكري في 3 يوليو .  

ثمة بعدين أساسيين لتطبيق هذه فكرة الكفاح السلمي ، أولهما : أن رفض المواطنين للنظام المستبد ينبغي أن يترجم إلى رفض التعاون مع هذا النظام وذلك بأشكال متعددة من الرفض والتي لها ثلاثة مستويات ؛ اجتماعي ، واقتصادي ، وسياسي ، وكلها تقوم على فكرة المقاطعة الفاعلة . وثانيهما : أن العمل ينبغي أن يكون جماعيا أو جماهيريا ، فلو كان النظام منظما حتى ولو كان يمثل الأقلية ، فإنه يصمد أمام المعارضة العشوائية ولو كانت كبيرة وجماهيرية  ، وهو ما يعني بعبارة أخرى : أن نظرية القوة في الكفاح السلمي تحتاج إلى مقاومة موحدة ومنظمة ومستمرة لتحقق آثارها المرجوة .

غير أن إرادة المقاومة والإصرار الشعبي عليها لا يكفيان وحدهما لامتلاك القوة الفعالة واستخدامها ضد الأنظمة المستبدة ، فالمعارضة العامة لابد أن تترجم إلى إستراتيجية للعمل ، وهذه الاستراتيجية تبدأ بفهم أدوات وأسلحة الكفاح السلمي ، وآلياته للتغير ، بحيث يمكن الاستمرار في الكفاح بالرغم من وحشية القمع وضراوته . فإن من شأن استمرار الكفاح السلمي أن يعزز من موقع القوة الذي تتمتع به الحركة السلمية ، فكلما ازداد القمع والوحشية كلما اتسعت قاعدة المعارضين والرافضين للإنقلاب العسكري ، مع إقرارنا بتفاوت هذه النسبة نظرا لسيطرة الانقلاب على وسائل التأثير ، وممارسته للخداع الإعلامي لشرائح واسعة من الشعب ، إلا إن المنضمين لقاعدة الرفض أكثر انضباطا وفهما واستعدادا ووعيا بحقيقة الانقلاب العسكري ، فهم وإن كانوا أقلية ، إلا أنهم أقلية راشدة .

وثمة أربعة آليات عامة للتغيير عبر الكفاح السلمي للانقلاب العسكري ، هذه الآليات هي : التحول ، والتكيف ، والإرغام ، والتحلل . فالتحول يعني أن مطالب المعارضين مع الاستمرار والصمود والبسالة في مواجهة القمع تتحول لمطالب مقبولة شعبية وتزداد شريحة الموافقين عليها يوم بعد يوم ، بل إن جزء من النظام الحاكم نفسه قد يتبنى وجهة نظر المعارضة في بعض زواياها . أما في حالة التكيف فإن النظام يقرر تقديم بعض تنازلات لحركة المعارضة ، وهي عادة ما تكون تنازلات محدودة ، وغالبا ما تكون مجرد تخفيف من وتيرة التضييق والقمع ، ولا تمتد هذه التنازلات إلى حدوث تغيير جذري في موقف النظام ، وهذه التنازلات يقدم عليها النظام عندما يدرك أن مصلحته في ذلك ، ولقطع الطريق على احتمالية حدوث انشقاق في بنيته السياسية الداخلية ، بسبب تصاعد وتيرة المعارضة ، وهذا النمط من التغيير من الكفاح السلمي هو الأكثر شيوعا . أما الإرغام فهو المرحلة التالية للتكيف ، وفيها تستطيع المعارضة إرغام النظام على تقديم تنازلات رغم إرادته ، وهذا لا يكون إلا إذا نجحت المعارضة في قطع مصادر قوة النظام ، وذلك عبر اتساع نطاق المعارضة الجماهيرية وخروجه عن السيطرة ، وعندما تتقلص قدرات النظام على رفع وتيرة القمع بسبب صلابة وبسالة المعارضة ، واستعدادها الدائم لتقديم تضحيات جديدة . أما التحلل فهو المرحلة الأخيرة في الكفاح السلمي ضد الأنظمة المستبدة ، وفيها لا يبقى للنظام جهاز متماسك بسبب قطع مصادر القوة عنه بالكامل ، بتحييد أدوات القوة لديه من جيش وشرطة وجهاز إداري بيروقراطي ، أي ببساطة تحللت قوة النظام تماما ، ومن ثم كان السقوط أكيدا . وهذه النقطة تحديدا هي المحك الحقيقي لنجاح الكفاح السلمي ، وهو ما نجح فيه الخوميني في ثورته ضد شاه إيران ، عندما نجح في تحييد قوة الجيش والشرطة والعديد من أدوات قوة الشاه .

إن الكفاح السلمي ممكن وقادر على امتلاك قوة عظمى ، واستخدامها ضد الانقلاب العسكري والأنظمة الاستبدادية مهما كانت وحشيتها وقسوتها ، ذلك أنه يستهدف ضرب أكثر الجوانب هشاشة في كل الأنظمة وهي اعتمادها على المحكومين من أجل اكتساب سلطتها وقوتها ، وإذا استطاعت حركة الكفاح السلمي رغم القمع الدموي أن تقيد مصادر القوة أو تقطعها لفترة كافية من الوقت ، فإن النظام السياسي يصاب بالشلل التام والعجز ومن ثم السقوط .

لذلك نجد أن الأنظمة الاستبدادية تحاول بشتى الوسائل أن تدفع المعارضة السلمية إلى طريق آخر ، إلى طريق العنف وحمل السلاح لتجرها إلى معركة غير متكافئة ، بين طرف يحتكر كل أدوات القوة والبطش والتنكيل من جيش ، وشرطة ، وقضاء ، وإعلام ، وقوة إسناد إقليمي ودولي من الدول الداعمة لهذا النظام الاستبدادي ، وطرف لا يمتلك من ذلك كله شيئا ، ومن ثم تكون النتيجة معروفة وحتمية . هذا الاستدراج يتم اليوم في مصر من قبل سلطة الانقلاب على قدم وساق ، فتصاعد وتيرة القمع البوليسي والعسكري والقضائي والقانوني يهدف لخروج المعارضة القائمة حاليا في كل مكان ضد الانقلاب العسكري عن حدود السلمية ، واللجوء إلى العنف ، ونموذج الجزائر خير دليل على عواقب هذا الاستدراج الدموي ، فالجميع في الجزائر قد دفع الفاتورة غاليا جدا ، وبعد عشرية دموية حمراء ، ومئات الالآلف من القتلى والجرحى ، كانت المحصلة قبض الريح ، فالنظام بقى كما هو ، والعسكر في الجزائر ما زالوا في سدة الحكم ، فلينتبه قادة المعارضة السلمية ضد الانقلاب ،لأن الأمر قد أصبح على وشك الانفجار . ربنا يستر .  

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1009427

تفاصيل المتواجدين