بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || أبناؤنا والإحساس القيمي
::: عرض المقالة : أبناؤنا والإحساس القيمي :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: أبناؤنا والإحساس القيمي
كاتب المقالة: عمر السبع
تاريخ الاضافة: 12/11/2013
الزوار: 614

ما زلنا مع حلمنا الجميل وأمنيتنا الرائعة..

أن نرى أبناءنا يفكرون بطريقة موافقة للقيم العليا، ونشعر بأحاسيسهم ومشاعرهم تنبض دائمًا بأهيمة وضرورة تلك القيم وأثرها على أنفسهم على الآخرين، ونرى ذلك كله يترجم في أرض الواقع على هيئة سلوك راق وأفعال رائعة متوافقة مع القيم.

والأجمل والأروع أن نغرس باستمرار الحافز الداخلي لديهم والذي يدفعهم دائمًا إلى تمثل القيم في حياتهم وسلوكهم.

ولكي يتم لنا ذلك إن شاء الله؛ لابد من بناء منظومة القيم داخل نفوس أبنائنا وأن نبذل الجهد والوقت في ذلك، وهذا البناء يتكون من عدة ركائز، تحدثنا في مقال سابق عن الركيزة الأولى وهي التفكير القيمي، وفي مقالنا هذا نتناول الركيزة الثانية، وهي:

الركيزة الثانية: الإحساس القيمي:

إن حيازة الطفل للتفكير القيمي فقط لا يجعل منه شخصية قيمية؛ لأن مجرد معرفة الصواب والخطأ لا يعني أنه سيلتزم بالقيم في كل مواقفه، خاصة إذا تعارضت هذه السلوكيات القيمية مع مصالحه الشخصية، أو مصالح من يهمه أمرهم.

والإنسان كما سبق وبينَّا هو وحدة متشابكة من المشاعر والأفكار والاعتقادات، تتفاعل فيما بينها؛ لتنتج السلوكيات الظاهرية، ولذلك؛ فإن المكون المشاعري أو الإحساس القيمي من المكونات المهمة للشخصية القيمية، وبالتالي فإن محاولة تهذيب هذه المشاعر وضبطها قيميًّا جزء لا يتجزأ من عملية التربية القيمية.

ماذا نقصد بالإحساس القيمي؟

ونقصد به المشاعر والانفعالات العاطفية التي تصاحب عملية التفاعل مع القيم، فكما ذكرنا أن عملية القيم تبدأ بتحديد الصواب والخطأ، لكن لكي يتحول ذلك إلى سلوك قيمي؛ لابد أن تصحبه مشاعر تدفع الإنسان لفعل الصواب ومشاعر تدفع الإنسان للكف عن الخطأ.

وقد اتضح لنا أنه لا يكفي الإنسان ملاحظة وجهات النظر المختلفة، دون أن يستطيع أن يشعر بمشاعر الآخرين.

وقد ثبت علميًّا أن أهم ثلاثة مشاعر انفعالية تختص بتطور القيم؛ هي: التعاطف (التراحم)، والإحساس بالذنب، والخجل.

فالحياء (الخجل) يبدأ في الظهور في منتصف التعليم الابتدائي؛ حيث يبدأ الأطفال في الشعور بالإحراج عندما لا يستطيعون استيفاء المعايير القيمية التي وضعها الوالدان والمدرسون.

أما الشعور بالذنب؛ فإنه ينشأ عندما يبدأ الأطفال في وضع معاييرهم الخاصة للسلوك، وهو شعور بعدم الارتياح عندما يكتشف الطفل بأنه سبب معاناة لإنسان آخر، أو تسبب في إحداث ألم له.

إن هذين الشعورين ـ الحياء والإحساس بالذنب ـ بالرغم من كونهما سلوكين سلبيين، إلا أنهما علامة على أن إحساس الصواب والخطأ يتكون، وهو ما يتنبأ بتحسن سلوكياتهم المستقبلية، ويدفعان الأطفال إلى عدم ارتكاب السلوكيات التي تخالف القيم التي تربوا عليها.

على أن التعاطف يعد "أبو المشاعر" القيمية كلها، وعامل رئيسي في بروز الإحساس القيمي.

التعاطف أهم المشاعر القيمية:

يعد التعاطف كما قال علماء النفس هو "أبو المشاعر" القيمية، فالإنسان ما لم يتعاطف مع الطرف الآخر؛ فلن يستطيع أن يأخذ في حسبانه وجهة نظره، وإن أخذها بصورة معرفية؛ فإن انطباع ذلك على السلوك سيكون غير ظاهر بالمرة [دليل التنمية الاجتماعية: فترة منظور الحياة (وجهات نظر في علم النفس التنموي)، فنسنت فان لوفين، ميشال Hersen].

فمثلًا؛ الطفل الذي سيمتنع عن الانتقام ممن ظلمه، لن يستطيع أن يكون بهذا التسامح ما لم يشعر بمعاناة الطرف الآخر، ويتأثر نفسيًّا بمعاناته، فهذا التعاطف هو الذي سيدفعه إلى التجاوز عن رغبة نفسه في الانتقام، والتصرف وفق القيم؛ كما قال:{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل: ١٢٦].

معنى التعاطف:

التعاطف هو نوع من الاستثارة الانفعالية التي تحدث في داخل الشخص، عند تعرضه لتجربة شخص آخر، وهي تعكس دافع داخلي للاهتمام بذلك الشخص ومساعدته، أو هي استجابة مشاعرية تجاه محنة طرف آخر أو معاناته.

وبما أن التعاطف هو نوع من الاستثارة الانفعالية؛ فإنه غالبًا ما تصحبه أعراض جسمية انفعالية؛ مثل: تعبيرات الوجه، وزيادة دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة سرعة التوصيل الجلدي، وكل هذا يعني أن التعاطف لا يقف عند مستوى التفكير، بل يتعداه إلى درجة الإثارة المشاعرية Affective Arousal.

ولذلك؛ لابد أن تحرص البرامج التربوية القيمية على مخاطبة العاطفة كما تخاطب العقل، فالشخصية القيمية لابد أن تشعر بالمشاعر التي تدفعها للسلوك القيمي.

فإذا أردنا تعليم الأبناء التصدق على الفقراء؛ فلابد للأم أن تحكي لولدها معاناة المتسول، وكيف جعلته الظروف يمد يده للناس؛ وبهذا سيتكون لدى الطفل مشاعر التعاطف مع الفقير، ممتزجة مع سلوكه بالتصدق عليه؛ مما سيرسخ هذه القيمة لديه، ويجعله طوال عمره متصدقًا معطاء للفقراء؛ لأنه وفي كل مرة يرى فقيرًا يسأل الناس، يتذكر ما حكته له والدته قديمًا؛ فيشعر بالمعاناة التي يعيشها هذا الفقير، فيندفع للسلوك القيمي كنوع من تخفيف هذه الاستثارة العاطفية داخله.

تحذير:

لكن نود التنويه على أمر في غاية الأهمية، وهو أن الإفراط في بث هذه الاستثارة التعاطفية في بداية تربيتنا لأطفالنا؛ يؤدي بهم إلى الحساسية الزائدة من الآخرين oversensitivity؛ مما يعرضهم للمشاكل العاطفية في مستقبلهم وخلال تكوين علاقاتهم مع أقرانهم ومجتمعهم بصفة عامة [دليل التنمية الاجتماعية: فترة منظور الحياة (وجهات نظر في علم النفس التنموي)، فنسنت فان لوفين، ميشال Hersen].

تطور الجزء المشاعري لدى الأطفال:

يبدأ الأطفال عن طريق الاحتكاك بالوالدين ـ خاصة الأم ـ في التعرف على المشاعر المختلفة التي تنتابهم؛ من فرح وحزن وخجل، ثم يتولد مع الوقت القدرة لدى الطفل للتفريق بين هذه المشاعر المختلفة.

يبدأ الجزء المشاعري المتعلق بالقيم في الظهور في صورة تأثر نفسي ببضعة أحداث تحدث للطفل؛ كأن يزجره والده، أو يصدم رأسه بشيء، أو يضحك الآخرون على سلوك قام به، ثم يتطور بعد ذلك ليخرج في صورة اهتمام تعاطفي بمصالح واحتياجات الآخرين.

ويبدأ الطفل في تفهم المشاعر المختلفة من حوله منذ المولد وحتى نهاية السنة الأولى، ثم مع بداية السنة الثانية وقدرته على استخدام الرموز؛ يبدأ الطفل في تفهم مشاعر الطرف الآخر، بل ويبدأ في التحدث عن ذلك، وخلال ربيعه الثاني أيضًا يبدأ في إظهار سلوكيات التعاون والمشاركة والمساعدة.

ومن ثَم؛ فإن السنة الثانية من عمر الطفل هي السنة الخطيرة في التطور القيمي لأي طفل، حيث يتعلم أن يتفهم وجهات نظر الآخرين، ثم يتعلم أن يشعر بمشاعرهم، ثم يظهر لهم سلوكيات العناية بهم كنتيجة عن هذا الفهم وهذه المشاعر.

ولذلك؛ على الآباء والأمهات أن يهتموا في مثل هذه السن بتعليم أولادهم المشاعر المتعلقة بالقيم، وأهمها التعاطف والإحساس بالذنب تجاه الأفعال الإيجابية والأفعال السلبية تباعًا، ولكن دون إفراط أو تفريط.

العوامل المؤثرة في تكوين الإحساس القيمي:

وهما عاملان اثنان، يؤثران في تكوين ذلك الإحساس لدى الأطفال:

الارتباط القوي المتوازن بين الطفل وبين الأم:

فقد أثبتت الأبحاث العلمية، أن الارتباط القوي والمتوازن بين الطفل والأم له تأثير كبير على تكون الإحساس القيمي، والذي سيظهر فيما بعد في صورة سلوكيات قيمية تجاه الآخرين؛ كالتعاون والمشاركة والمساعدة.

أما الأطفال الذين كان ارتباطهم بأمهاتهم ضعيفًا أو زائدًا عن الحد، ومصحوبًا بالتدليل المفرط؛ فقد ظهرت عليهم فيما بعد سلوكيات عدوانية، وبدا عليهم قلة الاكتراث بمعاناة الآخرين، وكلما كانت التربية عنيفة كلما كان المكون التعاطفي لدى الطفل ضعيفًا، وقلَّ عنده الاهتمام بمعاناة الآخرين ومساعدتهم، بل ونما عنده الاستعداد للاشتباك مع أقرانه والاندفاع في مشاحنات مضرَّة به وبمن حوله.

ولاشك أن هذه التصرفات ستجعل أقران الطفل يلفظونه ويرفضون مصاحبته؛ مما سيعمق المشكلة أكثر، ويزيد من أفعاله العدوانية تجاههم ... وهلم جرا.

صعوبات التعلم:

فالأطفال الذين يعانون من صعوبات في التحصيل المدرسي؛ يعانون من ضعف العلاقات الشخصية والاجتماعية، لأن صعوبات التعلم تضعف من قدرة الأطفال على تفهم مشاعر وأفكار الآخرين؛ وبالتالي تكون دائمًا تقييماتهم للمواقف الاجتماعية غير سليمة.

وقد ثبت ذلك عندما تعرَّض مجموعة من الأطفال لمعضلة قيمية وهم يعانون من صعوبات في التعلم، فوجد أن معظم تفكيرهم القيمي ينصب على ذواتهم، وهم يعانون من ضعف المقدرة على تفهم مشاعر وأفكار الأطراف الأخرى.

كما أن ضعف علاقاتهم الاجتماعية نتيجة ضعف تطور مستوياتهم المعرفية قد أدى بهم إلى سلوكيات غير قيمية.

وهذا لا يعني أنهم ينتهجون هذه السلوكيات مع الجميع، وإنما ثبت أنهم ينتهجونها مع مجتمعهم، لكنهم في مجموعاتهم الصغيرة تظهر منهم سلوكيات تعاضدية وتعاونية وتشاركية كبيرة.

كيف نغرس الإحساس القيمي في الأطفال؟

وإليك عزيزي المربِّي عددًا من النقاط العملية، التي تساعدك على غرس الإحساس القيمي في أطفالك.

احرص على إشراك الأطفال في أنشطة، يحاولون من خلالها التخفيف من معاناة آخرين؛ كالتخفيف عن صديق لهم في المدرسة أصابته مصيبة، أو فقد أحد والديه، أو رسب في الامتحان، أو يقومون بزيارة لملجأ الأيتام والتحدث معهم، وقم بعدها ببث مشاعر الرحمة في صدور هؤلاء الأولاد.

علِّم أطفالك الاستراتيجيات الخاصة بالتكيف التعاطفي مع الآخرين، وكيفية الكلام معهم من خلال دورات تدريبية خاصة؛ ليتعملوا كيفية المواساة وكيفية الإحساس بآلام الآخرين وأحزانهم.

عندما تقوم بتفسير السلوكيات غير المرغوب فيها؛ ركِّز على معاناة الطرف الآخر، فتساعد على تفهم الأطفال لآلام الآخرين، ثم قد بتوجيههم أنهم بسلوكياتهم السلبية قد يكونون قد تسببوا في تلك الآلام والمعاناة، وثبت أنه لو صحب ذلك نوع عقاب بسيط؛ فإن ذلك يدفع الأطفال للالتزام بالقيم وعدم تجاوز القواعد.

احرص دائمًا على أن تسأل الأطفال عن وجهة نظرهم حول شعور الآخرين تجاه المواقف غير المرغوبة، كما لابد أن تجعلهم يضعون أنفسهم مكان الآخرين، ثم يبدأون بإظهار مشاعرهم إن حدثت هذه السلوكيات السلبية في حقهم [كيف تغرس القيم في طفلك، د. محمد صديق].

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1009331

تفاصيل المتواجدين