بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || لماذا يفضل الأمريكان العسكر؟
::: عرض المقالة : لماذا يفضل الأمريكان العسكر؟ :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: لماذا يفضل الأمريكان العسكر؟
كاتب المقالة: المفكرة
تاريخ الاضافة: 07/10/2013
الزوار: 698

أخيرًا حسم الأمريكان رأيهم، وتوحدت مؤسساتهم السيادية الخمسة في اتخاذ القرار، بعد خلاف ظاهري وشجب استعراضي وإدانة مائعة للحدث، وأعلن الرئيس الأمريكي "أوباما" في أكبر محفل دولي تأييده للانقلاب العسكري الذي وقع بمصر، وذلك بصورة مقنعة بعد أن شن أوباما هجومًا شديدًا على الرئيس المعزول محمد مرسي، واتهمه بالعجز عن إدارة البلاد، وأن الشعب هو الذي أطاح به.

ما قاله أوباما في أكبر محفل دولي لم يكن مستغربًا عند من خَبَرَ طبيعة السياسة الأمريكية في المنطقة، وكيف أن الأصابع الأمريكية تعبث في المنطقة منذ سنوات طويلة، ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية أفل نجم القوى الاستعمارية القديمة وعلى رأسها إنجلترا وفرنسا وبزغ نجم القوة الجديدة ممثلة في الولايات المتحدة التي قررت أن ترث النفوذين الإنجليزي والفرنسي في المنطقة لضمان أمن الكيان الوليد على أرض فلسطين، بعد أن ساهمت إنجلترا وفرنسا في تأسيس هذا الكيان الصهيوني الغاصب.

أسس الأمريكان منذ أواخر الأربعينيات سياسة جديدة في المنطقة تتفق مع أهداف السياسات الاستعمارية القديمة ولكن اختلفت الوسائل والأساليب، هذه السياسية وصفها "مايلز كوبلاند" مندوب المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط في تلك الفترة؛ بأنها سياسة "لعبة الأمم" والتي تتركز على فكرة دعم الانقلابات العسكرية ضد الأنظمة التي لا تتماهى مع السياسات الأمريكية في المنطقة أو تمثل تهديدًا لأمن الكيان الصهيوني.

والبداية كانت مع انقلاب حسني الزعيم في 30 مارس سنة 1949 في سوريا ضد الرئيس المنتخب "شكري القوتلي" الذي كانت ينتهج سياسات داعية للوحدة العربية والعداء للكيان الصهيوني، فدعمت المخابرات الأمريكية انقلاب الزعيم، قام حسني الزعيم بانقلابه متفقًا مع بعض الضباط، فاعتقل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، ورئيس وزرائه وبعض رجاله، وحل البرلمان، وقبض على زمام الدولة وتلقب بالمشير .قام الزعيم بتشكيل وزارة، ودعا إلى انتخابه رئيسًا للجمهورية، وفاز في الانتخابات التي جرت يوم 26 يونيو من عام 1949 بنسبة 99.99 % ثم اتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل على إدخال شركاتها إلى البلاد وهادن الكيان الصهيوني، مما ساعد في كره الناس له وضعف شعبيته. وكان انقلاب الزعيم فاتحة عهد الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية، وفي  عام 1949 وحده شهدت سوريا  ثلاث انقلابات متتالية، فالزعيم لم يظل في الحكم سوى 139 يومًا حتى انقلب عليه سامي الحناوي يوم 13 أغسطس من عام 1949، ونفذ فيه حكم الإعدام، غير أن سامي سلم السلطة للرئيس المدني هاشم أتاسي، ولم يدم انقلاب سامي الحناوي طويلاً، إذ رد الأمريكان سريعًا بدعم انقلاب عسكري ضده، فقد قام الشيشكلي يوم 19 ديسمبر 1949 بانقلاب جديد، وظل الرئيس هاشم أتاسي في رئاسة البلاد فيما يعرف بالحكم المزدوج حتى 28 نوفمبر 1951، حيث نفذ الانقلاب الرابع ليستلم أديب الحكم مباشرة بعد أن اتهم هاشم أتاسي وحزبه (حزب الشعب) بالخيانة ومحاولة عودة الملكية للبلاد، وظلت سوريا تنتقل من انقلاب عسكري لآخر حتى كان انقلاب حافظ الأسد سنة 1971.

نجاح التجربة الأمريكية في سوريا أغرتهم بتكرار التجربة في العديد من دول المنطقة خاصة في مصر، وبالفعل بدأ اتصال الأمريكان بتنظيم ما يعرف بالضباط الأحرار في نفس السنة أي 1949 كما ذكر ذلك صراحة كوبلاند في كتابه الشهير لعبة الأمم، ثم السودان الذي وقع فيه العديد من الانقلابات جعلته أكثر البلاد العربية تعرضًا للانقلابات العسكرية، ثم انقلابات العسكر في تركيا والتي بدأت مع انقلاب جمال جورسيل على عدنان مندريس سنة 1960 ، وانقلابات موريتانيا التي كان أشهرها انقلاب معاوية ولد سيد أحمد الطايع سنة 1983 ضد محمد خونا الذي أخذ في تطبيق الشريعة ومحاربة الرق، وبقراءة تاريخ الانقلابات العسكرية في المنطقة نجد أن الأصابع الأمريكية تقف خلفها معظم هذه الانقلابات بصورة تدفعنا للتساؤل الشهير: لماذا يفضل الأمريكان التعامل مع العسكر على الرغم من علمها بدموية وديكتاتورية الحكم العسكري، في الوقت الذي تتغنى في كل محفل دولي بأنها راعية الديمقراطيات والحريات في العالم؟ وتضع من القيود الدولية ما يعيق حركة هذه الانقلابات؟!

أمريكا درست دول وشعوب المنطقة دراسة مستفيضة للوصول لأفضل السبل في كيفية الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية وعلى رأسها ضمان أمن واستقرار الكيان الصهيوني، ومن خلال هذه الدراسة رأت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن العسكر هم أقدر الجهات على تنفيذ التغيير المجتمعي المطلوب، يقول الكاتب الأمريكي "مورو بيرجر" أحد مؤسسي سياسة الانقلابات العسكرية: "الجيش من بين كل جماعات النخبة الوطنية أكثرها دنوًّا من المشاكل الداخلية، كما أنه أكثر النخب تغربًا" أي تأثرًا بالغرب بحكم التعلم والتدريب ودورات الترقي وطبيعة التسليح الذي كان يأتي معظمه من الغرب.

أمريكا تفضل التعامل مع العسكر ودعم الانقلابات العسكرية لأن مؤسسة الجيش في دول العالم الثالث عامة والمنطقة خاصة هي المؤسسة الوحيدة داخل الدول التي تتصف بالثبات والتماسك التنظيمي، لذلك فهم أسرع من غيرهم في الوصول إلى السلطة، وإليهم تلجأ الجماهير ومعظم القوى السياسية عند الاشتجار والانسداد السياسي، كما أنهم أكثر شغفًا بالسلطة وتمسكًا بها من غيرهم، كما أنهم أسرع في الاستجابة للضغوط الخارجية حيث يفتقر العسكر عادة لفن المناورات السياسة والنفس الطويل في التفاوض؛ إذ إن حياتهم المهنية كلها مبنية على الحسم الفوري، حيث لا مجال عند العسكريين للمعارضة أو عصيان الأوامر.

كما أن العسكر قبضتهم أقوى من غيرهم، فالجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تحتكر القوة، وهذا الأمر يجعلها أكثر ديكتاتورية واستبدادًا حال وصولها إلى السلطة، فامتلاك القوة والتنظيم والدعم الشعبي يجعل هذه المؤسسة لا تجد بأسًا بالتنكيل بالمعارضين بأشد صور التنكيل.

 أمريكا تفضل التعامل مع العسكر لأنهم أقدر الجهات على منع الحراك الشعبي الذي قد يعطل كثيرًا من مصالح أمريكا في المنطقة ويدفعها لقبول الواقع المرير بالنسبة لها، كما حدث مع ثورات الربيع العربي عندما وجدت نفسها مجبرة على الرضوخ للثورات والمطالب الشعبية بالتخلي عن أكبر عملائها في المنطقة، يقول مايلز كوبلاند: "إن الهدف الرئيس من دعمنا لجمال عبد الناصر هو رغبتنا في توفر زعيم عربي رئيس يتمتع بنفوذ قوي على شعبه بحيث يمكنه اتخاذ القرارات الخطيرة التي ترفضها الجماهير"، فما من انقلاب عسكري في المنطقة إلا وتجد الجماهير ترحب به تهتف لقادته وترحب بهم وتتغنى بمآثرهم، فهو الزعيم الوطني، والمخلص المنقذ، وأمل الأمة الوحيد، وفي العلن تجد قائد الانقلاب يهاجم أمريكا ليستكمل مسلسل خداع الجماهير، وفي السر وخلف الأبواب المغلقة تعقد الصفقات وتمرر الاتفاقيات ويُدفع مقابل دعم الانقلابات.

لهذه الأسباب كلها وغيرها يدعم الأمريكان الانقلابات العسكرية ويؤيدونها ويتعاملون معها ويستغلونها كواحدة من أهم أدوات السيطرة والهيمنة على المنطقة، ولن يتخلى الأمريكان عن هذه السياسة في المنطقة ما دامت هناك رغبة لدى شعوب المنطقة في التحرر وامتلاك الإرادة ورفض الوصاية الأمريكية، لن تتخلى أمريكا عن دعم هذه السياسية ما دامت هناك معارضة وطنية تبحث عن مصالح أوطانها وتقدمها على مصالح أمريكا و"إسرائيل"، لن تتخلى أمريكا عن هذه السياسة ما دامت هناك حركات إسلامية تحاول تطبيق الشريعة وتحلم بالنموذج الراشد للمشروع الإسلامي، دون ذلك كله لن يتخلى الأمريكان عن دعم الانقلابات العسكرية، حتى ولو في بلاد أقرب حلفائهم.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1008215

تفاصيل المتواجدين