بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || قبل أن ينفجر حزب النور
::: عرض المقالة : قبل أن ينفجر حزب النور :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: قبل أن ينفجر حزب النور
كاتب المقالة: شريف عبد العزيز
تاريخ الاضافة: 21/09/2012
الزوار: 726

ما الذي جرى للحصان الأسود؟

هذا هو لسان حال كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السياسي المصري ، فحزب النور السلفي كان بحق الحصان الأسود في المشهد السياسي منذ انطلاق العملية الانتخابية والسياسية في مصر بعد الثورة ، فالحزب الذي لم يمض على قيامه سوى شهور ، قد استطاع أن يحطم الأرقام القياسية ، كصاحب أكبر نتيجة انتخابية لأحدث حزب على الساحة ، فما الذي جري لهذا الحزب الكبير صاحب الشعبية الجارفة ، والقاعدة الانتخابية الواسعة ؟ وما هي الأسباب التي أدت لنشوء هذا الخلاف الداخلي المرير ، والذي يؤثر سلبا على التيار السلفي ككل دعوة وحزبا ؟

حزب النور مر بالعديد من الأزمات الداخلية التي أخذت تلقي بظلالها مرة بعد مرة على أداء الحزب وقراراته الداخلية ، حتى وصلنا إلى هذا الصدام العلني بين قيادة الحزب والهيئة العليا له ، بداية كانت أزمة المدعو محمد يسري سلامة والذي كان يشغل منصب المتحدث الرسمي للحزب ، والذي انقلب على الحزب إثر خلاف معروف مع الشيخ ياسر برهامي ، ولم يكن انشقاق سلامة بالأمر السلس الذي مر بسلام ، فالرجل كان معروفا لدى أبناء التيار ويحظى بتزكية من شيوخ التيار الكبار ، كما أنه نفسه لم يشأ أن يكون خروجا آمنا فانقلب حربا على الحزب وقادته ، بل على التيار الإسلامي كله ، ثم كانت أزمة استبعاد بعض الأسماء من أبناء التيار المعروفين من القوائم الانتخابية لصالح أسماء أخرى غير معروفة بسبب توفير التمويل ، ثم كانت الأزمة الكبرى بدعم الحزب للمرشح الرئاسي أبي الفتوح على حساب المرشح الأشهر حازم أبو إسماعيل ، وهو الأمر الذي لم يفهمه ولم يقبله كثير من شباب الحزب، وقاموا بمخالفة توجهات الحزب ورفضوا التصويت لأبي الفتوح عمدا ، و قد أدى هذا الاختيار لأزمة كبيرة كادت تطيح بالمشروع الإسلامي كله ، كما أسلفت وبينت ذلك في مقال سابق " الصوت السلفي وتأثيراته على المشروع الإسلامي " وهو المقال الذي نالني منه كثير من الأذى من أنصار الحزب الذين غلبتهم عاطفتهم وحبهم للحزب وقلة علمهم بالسياسية على التعقل والتبصر ، والحمد لله الذي أظهر للعيان ما كنت أتخوف منه ، والحمد لله على نعمة البصيرة التي حرم منها المتعصبون ، وأخيرا كانت الأزمة الأكبر والأشد والتي تعتبر بمثابة المحصلة لتداعيات كل الأزمات السابقة ، وهي أزمة انتخابات التثقيف السياسي التي عقدها الحزب ، والتي تسببت في صدام كبير بين الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب ، والهيئة العليا للحزب ، وهو الصدام الذي ينذر بانفجار وشيك في الحزب أخذت بوادره في الظهور إلى العلن ، حتى أصبح الحديث عن أزمة الحزب مادة يومية دسمة لوسائل الإعلام التي انتهزت الفرصة لتنال من التيار الإسلامي كله بالحديث عن صراعات وأحقاد وأطماع داخل هذا التيار الإسلامي المعروف بنقاء سريرة أتباعه وإخلاصهم .

وحتى نعرف كيفية وضع علاج لهذه الأزمة المريرة ومنع تكرارها كان لابد من معرفة الأسباب الحقيقية ورائها ، ومن ثم وضع روشته العلاج السياسية والإدارية التي تمنح الحزب الحصانة والمناعة من حدوث هذه الأزمات ، وبالنظر لطبيعة تكوين الحزب ونشأته وسيره في المرحلة السابقة ، وبعيدا عن الأسباب النفسية التي طرحها البعض مثل حب الشهرة والتنافس على المناصب ،كأحد أسباب هذه الأزمة نستطيع أن نحدد أسباب الأزمات المتكررة في عدة لسببين رئيسيين :

أولا :حداثة اشتغال التيار السلفي بالسياسة ؛ فبداية لابد أن نقر أن التيار السلفي هو أكثر التيارات الإسلامية تأثرا بالثورة ، فثمة تغييرات جوهرية قد أصابت التيار بعد ثورة 25 يناير ، وقد طالت هذه التغييرات التيار على المستوى الفكري والحركي ، فالتيار السلفي بشتى أطيافه كان ينظر دائما بعين الارتياب ناحية الحركات الثورية والتغييرات الراديكالية ، ويري أن التغيير التدريجي القائم على التربية والتزكية وتهذيب النفوس هو الطريق الأفضل لقيام دولة الإسلام وتطبيق الشريعة ، كما أنه كان يرفض بشدة دخول اللعبة السياسية ـ وكان محقا في ذلك بسبب فساد البيئة السياسية وقتها ـ كما يرفض التحاكم إلى الديمقراطية التي كان يعدها مخالفة للعقيدة الإسلامية ومبدأ الحاكمية ، فلما جاءت الثورة بكل ما فيها من تداعيات ونجاحات كبيرة في مصر وغيرها ، لم يكن استيعاب التيار السلفي لها بادئ الأمر على مستوى الحدث ، إذ عدها منظرو التيار السلفي وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامي أنها فتنة يجب اعتزالها ، ومن ثم كان ينصح الشباب بعدم المشاركة ، ثم ما لبث وتحت ضغط الشباب أن التحق التيار بالثورة . ثم كانت المشاركة السياسية بتكوين حزب النور ، وهو ما قوبل بالرفض من شرائح من التيار السلفي خاصة بعد إحجام العديد من رموز التيار السلفي في مصر عن المشاركة السياسية الفعلية واكتفاؤهم بالتأييد الباهت للمشاركة الحزبية والسياسية ، فحداثة العهد بالسياسية وضعف الخبرة ، وعدم فهم الكثيرين من المنتمين للحزب ، بل ومن نشطائه وكوادره للعملية السياسية ، كان من أهم عوامل تجدد الأزمات في الحزب الوليد ، فأزمة تأييد أبي الفتوح مثلا على حساب أبي إسماعيل القرار فيها كان سياسيا محضا ، لا علاقة فيه بالصالح والأتقى ، في حين رفض كثير من الشباب الاختيار وعدوه تنازلا عن تطبيق الشريعة ، أو تخليا من شيوخ الدعوة عن الشيخ أبي إسماعيل ، وهم معذورون في ذلك فالمعايير الذين بنوا عليها اختيارهم هي معايير شرعية صرفة ، ولم يلتفتوا للجوانب السياسية في الاختيار ، مما أوجد شرخا داخل الحزب ما زال قائما حتى الآن

ثانيا : خروج الحزب من رحم الدعوة ، فحزب النور في الأساس تشكل وقام وانتشر وحاز شعبيته الجارفة بسبب أنه يعتبر الذراع السياسي للدعوة السلفية ، لذلك كان من الطبيعي والمتوقع حدوث تداخلات بين الجانبين الدعوي والسياسي في ظل حداثة عمل التيار بالعملية الحزبية و السياسية ، ويبقى هذا التداخل آمنا إذا ما جرى توزيع الأدوار بصورة مهنية واحترافية ، بحيث تتولى الدعوة المرجعية الشرعية ووضع المشروع الرسمي للحزب ، في حين تتولى إدارة الحزب تفسير وتطبيق هذا المشروع سياسيا حسب ما يترآى ويتيسر سياسيا ، ولكن الذي جرى غير ذلك تماما ، فلم يكد يمر على قيام الحزب سوى شهرين حتى بدأت التداخلات الدعوية في الجوانب السياسية ، وكانت بداية المشاكل مع أزمة المدعو يسري سلامة مع الشيخ برهامي ، بعدها كان هناك العديد من الملاحظات على اختيار الأسماء والكوادر والممثلين للحزب من الأمناء والوكلاء في كل محافظة ، وأدت تداخلات الدعوة في السياسة ، للعمل بالمبدأ الشهير " تقديم الولاء على الكفاءة " فالسمع والطاعة كان هو المعيار الأهم في الاختيار ، وقد أدت هذه الطريقة في إدارة العملية السياسية لانشقاقات متتالية داخل صفوف الحزب ،وشيئا فشيئا أخذت إدارة الحزب السياسي تأخذ شكل إدارة العمل الدعوي بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات ، وشتان الفارق بين إدارة حركة دعوية ومؤسسة سياسية ، وظهر أثر ذلك بجلاء في تشكيل الهيئة العليا للحزب حيث جرى استبعاد العديد من رموز الحزب السياسيين وكوادره لصالح شخصيات أخرى محسوبة على الجانب الدعوى ، فجاءت تشكيلة الهيئة لتمثل تحديا جديدا للقيادة السياسية .

بعدها بدأ الظهور الإعلامي للكوادر السياسية في الحزب يخف لصالح الكوادر الدعوية ، وأخذت المشايخ والرموز تتحدث في الأمور السياسية وبرامج الحزب وآرائه في القضايا والأحداث الجارية ، على الرغم من عدم خبرتهم في الأمور السياسية ، حتى أصبح ظهور رئيس الحزب والمفترض أن يكون المعبر عن آماله وبرامجه وخططه نادرا وعلى فترات متباعدة ، وبدأ الانتقاد العلني له من جانب بعض القيادات الدعوية مما دفعه للتلويح بالاستقالة أثناء مفاوضات الأحزاب السياسية مع المجلس العسكري العام الماضي ، وبالجملة فإن التنازع بين الدور السياسي والدور الدعوي والتداخل الحادث بينهما أوجد حالة من الجفاء المتبادل بين قيادة الحزب السياسية ممثلة في الدكتور عماد عبد الغفور، وقيادتها الشرعية ممثلة في الشيخ ياسر برهامي تحديدا أدت في نهاية الأمر لانفجار المشكلة الأخيرة ، وتوصيف الكثيرين لها أنها صراع بين الرجلين للهيمنة على الحزب .

الأزمات التي تعرض لها الحزب قبل هذه الأزمة الأخيرة كانت في الحدود الآمنة ، ولم تتعد الحدود المقبولة من المشاكل الحزبية لأي حزب ، ولكن الأزمة الأخيرة كشفت عن شرخ كبير لابد من رأبه قبل أن يتصدع الحزب ، فالحرب الإعلامية التي اندلعت بين مؤيدي الدكتور عبد الغفور ومعارضيه قد أخذت وتيرته في الارتفاع لحد الالتهاب ، وحدث تراشق لفظي من العيار الثقيل ، وإحالات للتحقيق والإيقاف كما فُعل مع المتحدث الإعلامي يسري حماد ومحمد نور ، وفي المقابل قام رئيس الحزب باستصدار قرار من لجنة شئون الأحزاب بإيقاف انتخابات التثقيف السياسي التي كانت معقد الخلاف الأخير .

روشته علاج أزمات الحزب تتمثل في الأساس ، في فض الاشتباك بين شقيه الدعوي والسياسي ، ولا نعني بفض الاشتباك الانفصال التام بين الحزب والتيار ، فهذا لن يكون أبدا ، بل هو غير منطقي ، فما من حزب إلا وله مرجعية وأيدلوجية فكرية يؤمن بها و ينطلق في عمله السياسي من خلالها ، بل المقصود هو تحديد الاختصاصات بين الدعوي والسياسي ، واستقلال العمل الإداري للحزب ، وتوزيع الأدوار داخل هذا الجهاز الإداري له ، و إعادة الهيكلة الإدارية والسياسية بانتخابات جديدة تعقد على مستوى الأمناء والوكلاء والهيئات ، شريطة أن تجرى باحترافية بعيدا عن هيمنة الجانب الدعوي ، بحيث تكون الكفاءة والمهنية والصلاحية هي الشروط الحقيقية لتولي المناصب .

كما لابد من جلوس كافة أطراف الأزمة سويا على مائدة واحدة دون عوائق أو قنوات اتصال تزيد الأزمة احتقانا ، ويجرى فيه حوار بقلوب مفتوحة ونوايا صافية ، فالجميع فيما أعلم أبناء طريق واحد تجمعهم المودة والصفاء والإخوة وصدق النوايا ، يجلس الجميع في ورشة عمل لعلاج الأزمة ، وتنتدب كل الأطراف الملطفة والمهدئة للخلاف وتجنب الشخصيات الصدامية التي تزيد الأمور تعقيدا ، كما تجنب الأطراف صاحبة الأجندات الخاصة والطموحات الخفية ، ليبقى الحوار خالصا من شوائب تعويقه ، فيؤتي أكله بإذن الله .

فالأزمات التي تعصف بحزب النور لن يفرح بها سوى أعداء التيار الإسلامي ، ولن تصب إلا في خانة أعداء المشروع الإسلامي ،وسيتضرر منها جميع الأحزاب الإسلامية وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة الذي يعقد آمالا على تحالفه مع النور في الانتخابات المقبلة ، في ظل قيام تحالفات كثيرة بين عشرات الأحزاب والحركات العلمانية والليبرالية واليسارية ، وليس من المعقول شرعا وعرفا وسياسيا ألا يتحالف أبناء المشروع الإسلامي الواحد في قبالة التحديات الماثلة أمامهم ؟!، لأن الخاسر في النهاية هو هذا الوطن والمشروع الإسلامي الكبير الذي يحمله أبناء هذا التيار . كما قال الشاعر الأموي

أرى خلل الرماد وميض جمر ****** وأخشى أن يكون له ضرام

فإن النار بالعيدان تزكى ********** وإن الحرب مبدأها كلام


طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 998126

تفاصيل المتواجدين