بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || طالبان من الميدان إلى البرلمان
::: عرض المقالة : طالبان من الميدان إلى البرلمان :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: طالبان من الميدان إلى البرلمان
كاتب المقالة: شريف عبد العزيز
تاريخ الاضافة: 13/01/2012
الزوار: 1004

لا يمكن أن نعزل ما يجري داخل أفغانستان وهي واحدة من بؤر العالم الإستراتيجية الملتهبة عن سياقه الدولي والإقليمي، فارتدادات الربيع العربي ضربت بقوة أكثر الأماكن توترًا وحساسية في العالم، والسياسيات القديمة التي كان يعتمد عليها الأمريكان والغرب في اصطناع أنظمة استبدادية وديكتاتورية عميلة تراعي مصالحها وتحفظ هيمنتها وتفوقها على المنطقة - أصبحت سياسات بالية في حاجة إلى مراجعة شاملة، فمؤونة وفاتورة الحفاظ على هذه الأنظمة والعروش الاستبدادية قد أصبح باهظًا ومكلفًا للغاية ولا يجدي من ورائه فوائد بالقدر الموازي لهذه التكلفة، فأمريكا قد أيقنت أن إعلاء شأن الأيدلوجية في صراعها ضد العالم الإسلامي لن يؤدي إلا إلى مزيد من العناد والإصرار الشعبي على رفض الوجود الأمريكي بأي صورة من الصور، وأن على أمريكا مراعاة مصالحها الخاصة وأمنها ـ وأمن "إسرائيل" بالتبعية ـ على غيرها من الدوافع النفسية والعقائدية التي كانت بارزة بقوة أيام بوش الصغير، ومن ثم كان عليها أن تتعامل مع مستجدات الأوضاع الراهنة ومحاولة الالتفاف على الثورات العربية، بالظهور بمظهر المؤيد لمطالب الشعوب والرافض للاستبداد والطغيان رغم أنه من صنع يديها، وأيضًا التظاهر بالموافقة على خيار الشعوب الانتخابي، والتعامل مع من يأتي به الصندوق بغض النظر عن توجهه أو انتمائه، وهذا ما دفع أمريكا لفتح قنوات حوار مباشرة مع الإخوان في مصر وتونس وليبيا والمغرب والبدء في تأسيس أطر جديدة للتعامل مع هذه القوى الإسلامية القادمة بقوة على الساحة، وفي نفس السياق بدأ الحوار مع طالبان وما تبع هذه الحوار من خطوات سياسية تصنف على أنها الكبرى على الساحة الأفغانية منذ سنوات.

ولكن لماذا تفاوض الأمريكان مع طالبان؟

المفاوضات مع طالبان لم تكن وليدة المتغيرات الحادثة في الشرق الأوسط، ولكنها سرعت من وتيرتها وأدخلتها حيز التنفيذ، فخريف سنة 2010 شهد بداية انطلاق المفاوضات المباشرة بين أعضاء من الخارجية الأمريكية والمخابرات المركزية مع وفد طالباني بقيادة أحد الشخصيات المقربة من الملا محمد عمر زعيم الحركة وهو طيب أغا السكرتير السابق للملا عمر، على الرغم من الاعتراضات الشديدة التي أبداها قرضاي وحكومة كابول تجاه هذه الخطوة، ولكن أمريكا وجدت نفسها مرغمة على هذه الخطوة  لأسباب عديدة منها:

* فشل القوات العسكرية الضخمة (مائة وأربعون ألف جندي) حتى بعد التعزيزات الأمريكية الجديدة الكبيرة ـ ثلاثون ألف جندي ـ في تغيير خريطة العمليات القتالية، وبقاء التفوق الميداني لطالبان وسيطرتها الفعلية على أكثر من ثلثي أفغانستان، وفشل كل المساعي الأمريكية والدولية المبذولة لاحتواء الحركة عسكريًّا وحصرها جغرافيًّا في قندهار وما حولها، مما أوجد قناعة عند صانع القرار الأمريكي أن بقاء الحرب في أفغانستان لا يعني سوى المزيد من الخسائر الأمريكية.

 * وجود نظام فاشل وفاسد وضعيف هو نظام قرضاي لم يستطع أن يحقق شيئًا يذكر من أجل تجميع الأفغانيين ضد طالبان، وفي المقابل حققت حركة طالبان انجازات واضحة على الأرض خلال العام ونصف العام الماضيين، وصارت رقمًا مهمًّا في المعادلة السياسية والإستراتيجية في أفغانستان، واستطاعت استعادة شعبيتها في أوساط الأفغانيين، وهو ما كشف عنه الملا نور العزيز القائد السابق في طالبان والذي ذكر أن قوام قوات طالبان العسكرية الآن يتألف من 10 % من القوات القديمة و90% من المتطوعين الجدد وهو على نفس المستوى من الحماس والبغض لأمريكا ونظام قرضاي.

* توتر العلاقات بين أمريكا وباكستان ووصولها لدرجة كبيرة من التدهور منذ مطلع العام 2011، وأمريكا لا تستطيع أن تعمل جيدًا في هذه المناطق الوعرة جغرافيًّا وسياسيًّا وديموغرافيًّا بدون الدعم الباكستاني، أضف لذلك بروز قوة عسكرية جديدة ونشطة هي حركة حقاني المدعومة من المخابرات الباكستانية وقيامها بتوجيه ضربات موجعة لقوات إيساف في منطقة القبائل على الحدود بين باكستان وأفغانستان، ورغبة أمريكا في فك الارتباط التاريخي بين طالبان وباكستان حتى لا تجد نفسها غارقة بين فكي طالبان من ناحية وحقاني من ناحية أخرى.

* تصاعد حدة التوترات بين إيران وأمريكا والغرب بسبب تعارض مصالح الطرفين في المنطقة، ورغبة أمريكا والغرب في إنهاء الطموح النووي الإيراني، ومن ثم أخذت أمريكا في التفاوض مع طالبان وهو الخصم التاريخي والعقائدي لإيران، من أجل حصار إيران من كل جانب وقطع الطريق على التقدم الروسي لنجدة إيران حال وقوع صدام بسبب العقوبات المرتقبة على تصدير النفط الإيراني، وطالبان لم تنس أبدًا الجرائم الإيرانية في أفغانستان ودعم إيران للشيعة الهزارة الذين قادوا تحالف الشمال الذي اشترك مع العدوان الأمريكي في غزو أفغانستان وإسقاط طالبان سنة 2001.

لهذه الأسباب وغيرها  كان من المهم استراتيجيًّا لأمريكا احتواء طالبان سياسيًّا، ومن ثم فتحت قنوات الحوار، ووافقت طالبان لأنها بدأت من منطلق قوة وسيطرة حقيقية، ومن أجل مصلحة عليا وهي تحرير التراب الأفغاني من الاحتلال الأمريكي والدولي.

وحركة طالبان لا يمكن النظر إليها على أنها مجرد حركة عسكرية لا تعرف سوى لغة القتال، فعلينا أن لا ننسى أنها كانت مرت بطور الدولة من قبل، فهي نشأت كحركة جهادية في أوساط التسعينيات بدعم مباشر من باكستان الحليف القوي لأمريكا، ثم تحولت لمرحلة السياسية والحكم وأقامت أول دولة مستقلة بالمعنى الحقيقي في أفغانستان منذ عشرات السنين، ثم كان العدوان الأمريكي الذي أعاد الحركة لطورها العسكري، أي أن الحركة تمتلك رؤية وخبرة سابقة في مجال الحكم والسياسة، وعندها من كوادر الحكم والإدارة ما يؤهلها للعب دور سياسي حاسم، وهو ما جعل قادة الحركة وعلى رأسهم الملا عمر يفكرون بجدية في الأطروحات الأمريكية الجديدة، ويقرؤون رسائل الغزل الأمريكي قراءة صحيحة في سياقها الدولي، فقرار مجلس الأمن الصادر في 16 يوليو الماضي والذي وضع القاعدة وطالبان على قائمتين منفصلتين، ثم خطوة رفع اسم 14 شخصية من قيادات طالبان من لائحة المطلوبين،  والتصريح النادر لبايدن نائب أوباما في ديسمبر الماضي والذي قال فيه بأن طالبان ليست عدونا، وأخيرًا خطوة رفع اسم الملا عمر من قائمة المطلوبين، قابلتها الحركة ببيان في مطلع السنة كشفت فيه الحركة عن أنها لا تعادي الغرب ولا تريد سوى تحرير أفغانستان من قوات إيساف المحتلة، مما حدا بالخارجية الأمريكية لأن تثني على الحركة وتصفها بالوطنية وأنها تختلف عن القاعدة، ويمكن التواصل والتفاهم معها، وعلى الصعيد الميداني يعتبر عام 2011 هو الأقل منذ سنة 2003 في عدد القتلى للأمريكان والتحالف، في إشارة واضحة أن الحركة تستطيع أن تسرع أو تبطئ وتيرة العمليات كيفما شاءت، ثم بدت الحركة وكأنها حركة سياسية محنكة عندما ألقت الكرة في ملعب الأمريكان فاشترطت لفتح مكتب سياسي  لها في قطر أن تقوم أمريكا بالإفراج عن معتقلي طالبان في جوامنتامو، وهو مطلب باهظ جدًّا يعلم قادة طالبان أن الموافقة عليه ستدعم موقفها الداخلي بشكل حاسم.

لاشك أن دخول طالبان مضمار السياسة يحمل كثيرًا من المضامين السلبية والإيجابية على حد السواء، وهو طريق محفوف بالمخاطر مليء بالخصوم والرافضين لهذا الطريق، والبعض يراهن على انتحار الحركة عسكريًّا وميدانيًّا بولوجها اللعبة السياسية، وأنها ستخسر كثيرًا بهذه الخطوة؛ لأنها لا تحسن ألاعيب السياسة ودهاليزها ودسائسها، وهذا ما بان خطؤه خلال المفاوضات السابقة، فالحركة وإن كانت ستفقد فعلاً الكثير من أنصارها، إلا أنها قد تعاملت بواقعية كبيرة مع متغيرات الأرض، فالحرب لن تستمر إلى الأبد، والخسائر لن تنتهي، والاحتكام إلى السلاح كحل أوحد للصراع لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وسفك الدماء الأفغانية البريئة، ومن ثم فإن الحكم على خطوة دخول طالبان لعبة البرلمان والسياسية بالفشل والانتحار السياسي خطوة فيها استباق للأحداث وقفز للنتائج وتعسف في التحليل، وما دام المفاوض الطالباني قد انطلق من مكمن قوة وسيطرة ميدانية، وخصومهم الأمريكان هم الذين سعوا لهذا التفاوض وقدموا دلائل وعرابين الجدية، فإن للحركة الحرية الكاملة في اتخاذ قراراتها ودراسة خياراتها التي تراعي مصالح البلاد العليا بلا ضغط ولا هصر، وعندها ستجني الحركة الكثير من المكاسب عكس ما يرى المتشائمون والرافضون.





طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1008663

تفاصيل المتواجدين