بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || السكوت الإيراني ـ خوف أم سياسة أم دهاء؟
::: عرض المقالة : السكوت الإيراني ـ خوف أم سياسة أم دهاء؟ :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: السكوت الإيراني ـ خوف أم سياسة أم دهاء؟
كاتب المقالة: شريف عبد العزيز
تاريخ الاضافة: 12/12/2011
الزوار: 1078

ـ كان هناك نكتة مصرية متداولة في ستينيات القرن الماضي أيام الحرب المشتعلة بين الصهاينة والعرب؛ وهي نكتة " المطار السري" وهو مطار حربي كانت تستخدمه القوات المصرية في عمليات الإسناد والتمويل، وكان يفترض أن يكون موقعه سريًّا حتى لا يُغير عليه الصهاينة المتفوقون جويًّا، العجيب أن موقع هذا المطار قد عرف لجميع المصريين، حتى أن وجد في تلك الفترة العصيبة محطة للأتوبيسات النقل الجماعي عرفت باسم "محطة المطار السري".

هذه النكتة المصرية المريرة تذكرتها وأن أشاهد الضربات الأمريكية و"الإسرائيلية" المتتابعة لمواقع المشروع النووي الإيراني، وهي الضربات التي سميت بـ"الحرب السرية" على النووي الإيراني، كما وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية في الأيام الماضية، وعلى الرغم من هذه السرية المدعاة، فإن وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية  تتبارى فيما بينهما في الكشف عن سرية هذه الحرب كأنها حرب علنية لا حاجة فيها للأسرار أو السرية، فقد ذكر مسئولون أمريكيون الثلاثاء أن طائرة الاستطلاع التي فقدتها الولايات المتحدة في إيران هي في الحقيقة طائرة خفية تستخدمها الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" في المهمات السرية، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن المسئولين أن الجيش الإيراني يملك الآن واحدة من أكثر طائرات الاستطلاع حساسية في أسطول الـ"سي آي إيه"، وهي طائرة مصممة لتفادي أنظمة الدفاع العدائية، وهكذا جاء التصريح بكل وضوح و بلا مواربة!.

إيران في المقابل ردت بعنتريتها المعتادة والمخوفة أيضًا لم لا يعلم حقيقة الداخل الإيراني، فقد قال مصدر عسكري للتلفزيون الرسمي بأن رد إيران على انتهاك طائرة أمريكية بدون طيار لمجالها الجوي لن يكون قاصرًا على حدود البلاد.

 ونقلت قناة تلفزيون العالم التي تبث بالعربية عن المصدر العسكري قوله: "رد الجيش الإيراني على انتهاك طائرة التجسس الأمريكية بدون طيار لمجالنا الجوي لن يكون بعد الآن مقصورًا على داخل الحدود الإيرانية", في إشارة بأن الرد عادة سيكون في دول الجوار المنكوبة بجوار هذا الكيان الطائفي الشرير،  والعجيب أن هذه الطائرة لم تكن الأولى، فقد قالت إيران بأنها قد أسقطت طائرة تجسس أمريكية بدون طيار فوق مدينة قم المقدسة قرب موقع فوردو النووي في شهر يوليو الماضي ولكن لم يكشف عن الحادث النقاب إلا هذه المرة .  

فلماذا هذا الاستفزاز الأمريكي ولماذا هذا السكوت الإيراني؟

كثير من الناس وحتى من المراقبين والمحللين لا يفهمون طبيعة العلاقة بين أمريكا وإيران، فكلا الطرفين له مصالحه الخاصة وأجندته المعروفة تجاه دول العالم الإسلامي عمومًا والشرق الأوسط خصوصًا، ولأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة سياسية في المقام الأول يغذيها رافد العداء الديني والحقد الطائفي، فقد قدر لها أن تستمر لفترات طويلة، ولكن المصالح الآن قد تقاطعت والرغبات قد تعارضت، فأمريكا كانت تريد دومًا من إيران أن تكون فزاغة لدول الخليج والشرق الأوسط، مصدر إرهاب وتخويف وقلق لدول الجوار، تريد منها نشطة فاعلة في مجال تصدير مبادئ الثورة الخومينية التي تنشر التشيع بين صفوف المسلمين وتؤذن بخراب البلاد ووقوعها في دوامة الاقتتال الطائفي، تريد منها أن تسخر أتباعها المنتشرين في دول الجوار وتفعيلهم في نشر الفوضى والاضطرابات وقت الحاجة، حتى أصبح كل شيعي على وجه الأرض تقريبًا بمثابة قنبلة موقوتة زر الانفجار فيها بيد صانع القرار في طهران، أمريكا تريد  إيران على هذه الشاكلة، وهو ما كانت عليه إيران لفترة طويلة، ولكن في المقابل أمريكا كدولة عظمى تريد أن تهيمن على العالم، ولا تريد أن ترى إيران ولا غيرها  تخرج عن طورها، وتجاوز حدها ـ وإن كان هذا قد حدث بالفعل ـ بحيث تأتي يومًا وتقف حجر عثرة في وجه المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

من هذا المنطلق الأمريكي في التعامل مع الجانب الإيراني غضت أمريكا الطرف عن الطموحات الإيرانية النووية، لحبك صفة العدو والفزاعة عليه كما ينبغي، وأظهرت امتعاضها ومعارضتها الصورية لهذا المشروع الخطير، ولم تتدخل لإجهاضه سريعًا كما حدث مع النووي العراقي، وأحسنت استغلال هذا الملف جيدًا بفرض المزيد من الضغوطات والابتزاز على دول المنطقة، وكرست وجودها العسكري والاقتصادي والسياسي في دول الخليج بدعوى التصدي للطموحات الإيرانية، ولكنها في نفس الوقت لا تريد أن ترى إيران دولة نووية فعلاً، تمتلك من أدوات الدمار الشامل ما يجعلها تتصدي للمصالح الأمريكية و"الإسرائيلية" في المنطقة، فعندها ميزان الشراكة سيختلف، فأمريكا لا تريد أن تكرر تجربة باكستان عندما حازت القنبلة النووية، تخلخل معها ميزان القوى في جنوب أسيا كله، ومن ثم كانت التحركات الأمريكية المتنامية ضد النووي الإيراني، والتي بدأت بعد شقها الدبلوماسي والدولي فيما عرف بحرب الدودة  "ستكسنت" سنة 2010، وهي دودة فيروسية وضعت في أنظمة سيمينز الكومبيوترية وهي الأجزاء  المستخدمة في البرنامج النووي الإيراني، وفي غالب الأنظمة الإلكترونية في آسيا، بمعرفة الخبراء الأمريكان والصهاينة، وقد انتشرت الدودة ليس في إيران وحدها ولكن في الهند وباكستان وماليزيا أيضًا، وإن كانت قد ضربت الكثير من مرافق الهيئات الإيرانية، مثل محطات تنقية المياه والمحطات الكيميائية التي تستخدم نظامًا معينًا من أنظمة "سيمينز".

ومع تطور الأحداث وتقدم إيران في مشروعها النووي زاد القلق الأمريكي ومع متغيرات الربيع العربي وثورات المنطقة، كان على أمريكا و"إسرائيل" الانتقال في حربها السرية! ضد إيران لمرحلة أخطر، ومن ثم وقعت عدة انفجارات وصفت بالغامضة داخل المنشآت الإيرانية النووية، آخرها في نوفمبر الماضي بالقرب من قاعدة عسكرية للحرس الثوري، وخلف 17 قتيلاً، بينهم مؤسس برنامج الصواريخ البالستية، اللواء حسن طهراني مقدم ومجموعة من مسئولي منظمة جهاد الاكتفاء الذاتي التابعة للحرس الثوري.

وإزاء هذه الاستفزازت الأمريكية والصهيونية العلنية وليست السرية نجد أن إيران ما زالت تحتفظ برباطة جأشها وتقتصر على التنديد والوعيد المعروف عن الدعاية الإيرانية، ولم تدخل فعليًّا في أجواء الرد، وذلك بعد ردود الأفعال السلبية والسيئة على حادثة اقتحام السفارة البريطانية أواخر الشهر الماضي .

فلماذا هذا الصبر والسكوت الإيراني تجاه هذا التهديد والاستفزاز الأمريكي؟ وما مبرراته لدى صانع القرار الإيراني؟

هناك ثلاثة أوجه محتملة لهذا الهدوء الإيراني تجاه العدوان الأمريكي الدبلوماسي والعسكري:

الأول: أن إيران تشعر بحراجة موقفها الدولي والإقليمي، وأنها تعاني من كثير من الأزمات الداخلية التي تنذر برياح التغيير، كما أن موقفها الإقليمي لا يقل سوءًا وحرجًا من موقفها الداخلي، فبعد تدخلاتها السافرة في البحرين وسوريا وانغماسها في مشاريع الفوضى في دول الخليج وتحريكها للخلايا النائمة من مما يسمى بـ"حزب الله" الشيعي في السعودية، وتورطها في محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا، وخطوتها الفاشلة في الاستعراض أمام السفارة البريطانية زادت من متاعبها الدولية، كلها أمور دفعت بالإيرانيين للتخوف من اصطفاف المجتمع الدولي وتلاشي الدور الروسي والصيني المحامي عنها أمام الإجماع الدولي، وإيران بالفعل تعاني من عقوبات موجعة وحصار دبلوماسي واقتصادي وتقني حدته آخذة في التصاعد، ومن ثم فالأفضل التذرع بالصبر والتحلي بالهدوء لأن عواقب الرد ستكون خطيرة ومدمرة على الإيرانيين، ولعل هذا الأمر يدفعنا للتساؤل أين العنتريات الثورية وأين أشاوس الحرس الثوري الذي يشترك في القتال ضد الثوريين والبحرينيين، وأين القادة الذين يخططون للحوثيين في اليمن من أجل ذبح السلفيين وفتح منافذ على البحر الأحمر؟ أين هم من استهداف مقراتهم وقتل علمائهم وتصفية زعمائهم؟ 

الثاني: إن إيران ترى أن الهدوء وعدم التورط في الرد سيكون أفضل الحلول السياسية لهذه الأزمة الطارئة، لأن الاستفزاز الأمريكي والصهيوني وحروبهما السرية والإلكترونية على المشروع الإيراني لا ترقى لدرجة التهديد الحقيقي الذي يوقف هذا المشروع الضخم، فغالب المنشآت الحيوية في المشروع في سرية تامة وحراسة بالغة التشديد، وفي مأمن حقيقي من أي هجوم أمريكي أو صهيوني عابر يعتمد على شغل مخابرات أو ضربات عملاء، ولأن الإيرانيين يعلمون أن أمريكا لن تتورط في حرب شاملة أو كبيرة ضد إيران مهما كان المبرر في الوقت الحالي على الأقل، وأن الرد الدبلوماسي ضد هذا العدوان سيكون عبر المحافل الدولية والهيئات والمنظمات وتعبئة الرأي العام الإقليمي والدولي ضد الاعتداءات الأمريكية سيكون أنجع، خاصة والإيرانيون يحبون جدًّا الظهور تبعًا لعقيدتهم بمظهر المظلوم والمضطهد والمنكل به لاستدرار عطف العالم عامة والمسلمين خاصة.

الثالث: أن إيران تقوم بلعبة دهاء ومكر بالأمريكان والصهاينة، تقوم على فكرة الهدوء والسكوت على الاستفزاز الأمريكي بغية التعرف على الخلايا النائمة والجواسيس التي تعمل في الخفاء، والوقوف على كم المعلومات المتوافر لهذه الخلايا، وإلى أي مدى من الممكن أن تصل الذراع الأمريكية وتعبث اليد الصهيونية بالداخل الإيراني، مما سيخلق حالة من الحشد الداخلي والاصطفاف الشعبي ضد العدو الخارجي، يوقف بها الساسة الإيرانيون نزف المشاكل الداخلية الكثيرة، ويسيطرون بها على أصوات المعارضة المتصاعدة.

فترى؛ هل الهدوء والسكوت الإيراني خوف أم سياسة أم دهاء وخداع؟ سنرى



 

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1009515

تفاصيل المتواجدين