بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || صفقة شاليط والجزء الناقص من الصورة!!
::: عرض المقالة : صفقة شاليط والجزء الناقص من الصورة!! :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: صفقة شاليط والجزء الناقص من الصورة!!
كاتب المقالة: شريف عبد العزيز
تاريخ الاضافة: 20/10/2011
الزوار: 1081

ـ لعبة الصور المبعثرة لعبة مشهورة يحبها الكبار والصغار لما فيها من تسلية وإعمال ذكاء وتنشيط للذاكرة، وهي تقوم على بعثرة أجزاء صورة كاملة لمئات القطع الصغيرة على أن يقوم اللاعب بتجميع الصورة مرة أخرى، ويعيدها كاملة واضحة كما كانت، ومن يستطيع أن يفعل هذا في أقل وقت يكون هو الفائز، وعلى ما يبدو أن أمريكا و"إسرائيل" قد قررتا إدخال هذه اللعبة في السياسة الدولية والإقليمية، ولكن بطريقة جديدة تدفع جميع اللاعبين للبحث واللهث عن الجزء الناقص من الصورة، وهو الجزء الذي بدونه تبقى الصورة دائمًا ناقصة.

ـ الكيان الغاصب الصهيوني بذل كل ما في وسعه من أجل تحرير شاليط حتى وصل الأمر لشن حرب شاملة على غزة أواخر2008، تهدم فيها معظم القطاع، قتل قرابة الألفين، وحوصر القطاع حصارًا اقتصاديًّا وسياسيًّا واشترك مبارك في حصاره بصورة مشينة ولا أخلاقية، ومع ذلك كله عجز الصهاينة عن تحرير شاليط، وفشلت كتيبة الجواسيس والعملاء المنتشرين بكثرة في القطاع عن الوصول لمكان شاليط، وأجبرت حماس الصهاينة على التفاوض بشأن تحرير الأسير مقابل الإفراج عن أعداد وأسماء معينة من الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية".

ـ وأخيرًا وبعد انتظار وصبر ومصابرة لأكثر من خمس سنوات تمت صفقة الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط" المأسور لدى حركة حماس منذ عملية الوهم المتبدد سنة 2006، هذه الصفقة التي كانت محط أنظار العالم كله للصبر والثبات الكبير الذي أبدته حركة حماس في مواجهة كل الضغوط الهائلة التي تعرضت لها الحركة عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا، من أجل تمرير الصفقة دون المطلوب،  فالصفقة رغم وجود عدة نقاط سلبية إلا أنها مثلت في مجملها نصرًا سياسيًّا واستراتيجيًّا لحركة حماس استعادت به كثيرًا من شعبيتها المتداعية جراء موقفها المتذبذب من بعض الثورات العربية، ووجود مكتبها السياسي في دمشق عاصمة الاستبداد العربي، والمتابع للمشهد التفاوضي حول شاليط يرى أن هذا الملف ظل يراوح بين أقدامه لفترة طويلة ولم يشهد انفراجة حقيقية على مدار خمس سنوات، حتى وقعت عدة أحداث في المنطقة أجبرت هذا الكيان الصهيوني على تسريع وتيرة التفاوض والتعجيل بإتمامها.

في مقدمة الأحداث الثورات العربية المباركة التي اكتست باللون الشعبي والإسلامي، وهو أشد الألوان قتامة وخطرًا على الكيان الصهيوني، وكما هو معروف عن شعوب المنطقة رفضها التام للكيان الصهيوني ورغبتها الصريحة في تحرير كامل التراب الفلسطيني، وكان حادث اقتحام السفارة "الإسرائيلية" بالقاهرة أبرز تجليات الرفض الشعبي للكيان الصهيوني، وهي أمور غيرت من أصول وقواعد اللعبة الدولية والإقليمية، ودفعت بالضغط الشعبي في صدارة أولويات أي نظام جديد في المنطقة.

ومن الأحداث أيضًا التداعيات المتلاحقة في ملف الثورة السورية المباركة والتي توشك بفضل الله وحده ورغم ضخامة الخسائر على النجاح والإطاحة بالنظام البعثي الفاسد المستبد، ومصالح "إسرائيل" ستتضرر كثيرًا لو أن رياح التغيير هبت على الجهة الشمالية للكيان الصهيوني، وأطاحت بالأسد الصغير، إذ المتوقع أن يكون تحرير الجولان هو أول عمل يقوم به السوريون بعد نيل حريتهم، ورفض الانبطاح أمام الاستكبار والهيمنة "الإسرائيلية" والأمريكية، فسوريا الأسد ليست دولة ممانعة ومقاومة كما تروج الأبواق والحناجر والأقلام المستأجرة، فسوريا الأسد لا تختلف عن تونس زين، ولا مصر مبارك، ولا ليبيا القذافي، كلهم دمى وصنائع السيد الأمريكي، ولكل واحد دور في المشهد الهزلي الذي ساد المنطقة لعشرات السنين حتى هبت رياح الثورة المباركة.

ومن الأحداث أيضًا تخوف الصهاينة من تنامي النفوذ التركي في المنطقة بفضل سياسات أردوجان القوية والمضادة للسياسات الصهيونية، وظهور تركيا في ثوب قوة وعظمة أنعشت آمال الضعفاء والمقهورين وذكرتهم بأيام الخلافة العثمانية الكبيرة، خاصة بعد الموقف التركي الحاسم بطرد السفير "الإسرائيلي" في أنقرة على خلفية أحداث أسطول الحرية وإصرار "إسرائيل" على عدم الاعتذار عن جريمتهم، وهو الموقف الذي قابله وعلى النقيض موقف مهزوز وهزيل من جانب المجلس العسكري إزاء الاعتداء "الإسرائيلي" على الحدود المصرية وقتل عدة جنود مصريين، وهو الحادث الذي أدى لانفجار موجة غضب عارمة انتهت باقتحام السفارة "الإسرائيلية" بالقاهرة، فالساسة "الإسرائيليون" لا يريدون للنفوذ التركي أن يتضخم أكثر من ذلك، وفي المقابل يريدون تلميع صورة المجلس العسكري المصري، إذ إنه من الواضح لكل المحللين والمراقبين أن مصلحة "إسرائيل" في استمرار بقاء هذا المجلس لأطول فترة ممكنة، وأن من مصلحتها إعادة الدور المصري للصدارة مرة أخرى، في مقابلة الدور التركي المتنامي، وهذا الأمر تحديدًا يفسر مسألة تضمن الصفقة اعتذار الجانب "الإسرائيلي" لمصر عن حادث قتل الجنود المصريين على الحدود، وانتقال شاليط بمصر أولاً قبل التوجه للكيان الصهيوني، والسماح بزيادة القوات المصرية في سيناء بألف جندي، وإن كانت هذه الزيادة معنوية أكثر منها حقيقية لأنها لا تؤثر على كون ثلثي سيناء ما زال خاليًا من الوجود العسكري المصري.

ـ وهنا قد يتساءل القارئ فيقول: ما هو إذًا الجزء الناقص من الصورة؟

الجزء الناقص من الصورة هو إيران!!!

وأنا أعلم أن كثيرًا من القراء سيسارع بالتهكم والسخرية من هذا الكلام، فمن المعروف للجميع حجم العلاقات السرية الوثيقة والمتينة بين إيران والكيان الصهيوني وأمريكا، ولكن بالنظر إلى الصورة ككل، وإلى منطقتنا الإقليمية من المحيط إلى الخليج يعلم أن الأطماع الإيرانية قد أصبحت عبئًا على المشروع الأمريكي والصهيوني في مستقبل المنطقة.

فإيران وبجانب "إسرائيل" وأمريكا أكثر الأطراف تضررًا بالربيع العربي الإسلامي، فالثلاثة كان يجمعهم رابط استغلال المنطقة وابتزاز دولها والهيمنة على أنظمتها، فإيران تقبض على العراق وسوريا ولبنان، وتعبث في باقي الدول، وأمريكا و"إسرائيل" تبتز المنطقة بأسرها بدعوى حمايتها من العدوان الإيراني، ومصالح الثلاثة ظلت متفقة لفترة طويلة والتنسيق بينهم على أعلى المستويات حتى هبت رياح التغيير، وعندها تقاطعت وتضاربت المصالح المشتركة، لكن لماذا تضاربت المصالح المشتركة والتي ظلت قائمة لسنوات طويلة؟

السبب الرئيس لهذا التضارب يرجع لاختلاف كيفية التعامل مع مستجدات الثورة بين الطرفين، فأمريكا و"إسرائيل" تريدان تهدئة المنطقة بأي شكل، وعودة الاستقرار النوعي الذي يضمن الحفاظ على مصالحهما، وتهيئة المناخ لعودة النظم القديمة، في حين إيران تريد إشعال المنطقة بأسرها وإغراقها في الفوضى واستغلال هذه الثورات في تصدير الثورة الخومينية، فهي الجو الأنسب لحركة الشيعة فكريًّا وعقائديًّا وسياسيًّا.

ومن ثم أصبحت أحلام تصدير الثورة الإيرانية حجر عثرة في طريق تهدئة شعوب المنطقة الثائرة والتي ستبقى في حالة ثورة لو شعرت بالإيرانيين يعبثون بمعتقداتهم وأمنهم، وما أقدمت عليه إيران من تحريك الدمى في البحرين واليمن وأخيرًا ريف العوامية بالسعودية قد أقلق الشعوب قبل الحكومات والأنظمة، وما حدث في ثورة قرامطة البحرين والثورة السورية والاشتراك الفعلي للحرس الثوري مقاتلي "حزب الله" الشيعي في قمع الثوار في سوريا والذي عُدَّ تدخلاً سافرًا في شئون هذه الدول - قد أظهر بجلاء نوايا إيران تجاه دول المنطقة، وتصعيدها غير محسوب العواقب، ناهيك عن الصراع الداخلي الذي قد يدفع بقوى جديدة في إيران أشد تطرفًا من نجاد الذي مال للبرجماتية في الأيام الفائتة ودخل في صراع مع خامنئي، ومصلحة "إسرائيل" وأمريكا في إطفاء لهيب الثورة وتنييم الشعوب واستقرار المنطقة حتى حين.

ومما أكد هذا العزم ما أعلنت عنه أمريكا هذا الأسبوع من محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا وتصعيد الملف لمجلس الأمن وتهديد أمريكا بشن حرب على إيران من أجل هذه الجريمة على حد زعمها، مع أن التحقيقات ما زالت جارية، ولكننا تعودنا على الأساليب الأمريكية والتصعيد غير المبرر لقضايا بعينها تحقق أمريكا عادةً مصالح من تصعيدها.

فثمة تصفير لبعض مشاكل المنطقة وتهدئة للتوترات الإقليمية، لعمل كبير يجري التحضير له، يتم به إقصاء الشريك الإيراني من معادلة الصراع في المنطقة، بعد أن زادت أطماعه وكثرة أزماته، وأصبح مصدر توتر وإزعاج دائم، وأمريكا ومن ورائها "إسرائيل" سيحرصان أشد الحرص على إيقاف عجلة الثورات العربية حتى لا تمتد لدول أخرى وبالأخص للدول الخليجية، واستمرار سياسة الإزعاج الإيراني باضطرابات هنا وهناك ستجعل الثورات قائمة وهو الأمر الذي لو استمر لن يكون للكيان الصهيوني وجود في الأجل القريب وليس البعيد.



طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1019221

تفاصيل المتواجدين