بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || (( أيهـا القمني الإسلام يصلح لكل زمان ومكان ))
::: عرض المقالة : (( أيهـا القمني الإسلام يصلح لكل زمان ومكان )) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الرد على المبتدعه والفرق الضالة

اسم المقالة: (( أيهـا القمني الإسلام يصلح لكل زمان ومكان ))
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 09/03/2014
الزوار: 2173

الحمد لله الذي جعل هذا الدين نبراس ونور وهدى ودستور للمسلمين الموحدين فأكمل الله به الشرائع وأتم به المصالح ليكون نافع لكل إنسان مهما كان وصالح لكل زمان ولكل مكان ، فهو دين الله الذي به يسعد الكون إن كان لهم حكما ومنهاجا ، فلم يفرق الإسلام بين الحياة الدنيا والآخرة أو بين الدين والدولة بل مزج بينهما ، وكذلك لم يجعل ما لله لله وما لقيصر لقيصر ، بل جعل ما لله لله وما لقيصر لله

(قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لله ) (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، أرسله هادياً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً .

أما بعـــــــــــد

لقد خرج علينا بعد الكتاب المصريين ومنهم (سيد القمني) الذين لا علم لهم ولا دين في ندوة له ،" بأن الإسلام لا يؤسس لدولة أو نظام حكم ، وأن مقولة (الإسلام يصلح لكل زمان ومكان) خاطئة، والإسلام به ما يصلح وما لا يصلح لكل زمان ومكان ويصلح لزمان بعينه فقط". واستشهد هذا البغي العتي في كلامه بكتب الشيخ علي عبد الرازق الذي أكد في كتبه أن الإسلام جاء بعبادات ومعاملات، ولم يأت بشكل دولة إسلامية كما يدَّعي بعض الفقهاء وأهل الدين. ولذلك هممت بكتابة هذا المقال رداً عليه، وعلى من قال هذا القول قديماً وحديثاً بالحجة والبرهان.

من هو سيد القمني؟؟

هو كاتب من مصر يدعي بأنه حاصل على الدكتوراه في تاريخ علم الاجتماع الديني من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، وله وجهة نظر ماركسية وعلى لسانه قال بأنه يتبع فكر المعتزلة ، وللرجل أراء ملحدة منها :

إنشاء"كعبة" بسيناء لجميع "الأديان"، ليحج إليها الناس من جميع الملل والنحل من شتى بلاد العالم، وطوال العام، حتى يتم قطع السبيل على بيت الله الحرام في مكة المكرمة. وأن القرآن يجسد نصّا تاريخيا ولا ضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية وإن هذا النقد الإصلاحي لا يمثل ردة أو استخفافا بالقرآن حسب رأيه بل هو يعتبره اقتحاما جريئا وفذا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة وبداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلاني في الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة. وأن الاعتقاد بأن الملائكة نزلت بالفعل في غزوة بدر ففيه إساءة غير مباشرة إلى الإسلام لكونها مناقضة لأفكار لحقائق أخرى. وهناك الكثير الكثير من الأقوال التي تطعن في القرآن الكريم والسنة المطهرة والنبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وليس هنا المجال لذلك ولكنها نبذه عن فكره العلماني الملحد.

من هو الشيخ علي عبد الرازق؟؟

الشيخ على عبد الرازق الذي يستشهد بأقواله ذلك الملحد، له بحث نشر عام 1925م تحت مسمى ( الإسلام وأصول الحكم ) وبسببه اتفق (الملك فؤاد) مع (لجنة كبار العلماء) في الأزهر على عقابه، وصدر قرار بفصله من عمله في القضاء وسحبت منه الشهادة العالمية. وقد رد على هذا البحث الذي خالف فيه الإجماع كل من فضيلة الشيخ (محمد بخيت ) وكان يشغل منصب مفتي الديار المصرية ، وفضيلة الأمام الأكبر الشيخ (محمد الخضر حسين) ، والشيخ (محمد الطاهر بن عاشور) مفتى تونس للمذهب المالكي.

رأي من قال الإسلام دين فقط

ذهب رأي لبعض الكتاب سابقاً ومنهم على عبد الرازق ، وحسين فوزي النجار ، إلى القول بأن النظم السياسية للمجتمع الإسلامي الذي لم يقرر شيئاً في هذا المجال ، وشعائر الله سبحانه وتعالى ومظاهر الدين لا تتوقف على ذلك النوع من الحكومة التي يسميه الفقهاء خلافة ، ولا على الذين يلقبهم الناس خلفاء ، وصلاح المسلمين ليس في حاجة إلى تلك الخلافة لأمور ديننا وأمور دنيانا ، وأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يجئ ليقيم ملكاً وينشئ دولة ، فما كان إلا نبياً ورسولاً إلى الناس كافة بدعوة كانت خاتم رسالات.

أدلة أصحاب هذا الرأي وحجاجهم:

                       (أ)من الكتاب الكريم:

استند هذا الرأي لبعض الآيات القرآنية الكريمة التي وردت لكي يبرر بها وجهة نظرهم من هذه الآيات.

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل: 125

(وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) الفرقان : 56

(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ‏) الغاشية: 21ـ22

(أَفَأَنْت تُكْرِه النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) يونس: 99

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ) الكهف: 110

(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) النحل : 35

(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) الشورى: 48

(ب)من السنة النبوية:

يستند هذا الرأي على بعض ما ورد في السنة النبوية منها:

1ـ وروى أنه وقف بين يديه رجل فارتعد، فقال صلى الله عيه وسلم: " لا تخف فإني ابن امرأةٍ من قريشٍ كانت تأكل القديد " .

2ـ قول الرسول في أحد المناسبات أنتم أعلم بأمور دنياكم.

3ـ لما خير عليه الصلاة والسلام على لسان أسرافيل بين أن يكون نبياً ملكاً، أو نبياً عبداً، نظر عليه الصلاة والسلام إلى جبريل عليه السلام كالمستشير له ، فنظر إلى التواضع ، وفي رواية فأشار إليه جبري أن تواضع فقلت نبياً عبداً.

4ـ فضلا عن ذلك فإن الرسول إذا كان من مهامه إنشاء دولة لكان عين أحداً يخلفه من بعده ولما كان يترك أمر تلك الدولة مبهماً على المسلمين ليرجعوا سريعاً من بعده يضرب بعضهم رقاب بعض.

(ج)أدلة عقلية:

ذهب أصحاب هذا الرأي إلى القول بأن ليس من المعقول أن يأخذ العالم كله بدين واحد ، وأن تنتظم البشرية كلها وحدة دينية ، أما أخذ العالم كله بحكومة واحدة وجمعه تحت وحدة سياسية مشتركة ، فذلك مما يوشك أن يكون خارجاً عن طبيعة البشر ، على أن ذلك إنما هو غرض من الأغراض الدنيوية التي خلى الله بينها وبين عقولنا ، وترك الناس أحرار في تدبيرها على ما تهديهم إليه عقولهم وعلومهم ومصالحهم وأهوائهم وزعمائهم ، حكمة لله في ذلك ليبقى الناس مختلفين " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك وكذلك خلقهم".

كما أن ولاية محمد صل الله عليه وسلم للمؤمنين ولاية رسالة غير مشوبة بشيء من الحكم. هيات ، ولم يكن ثمة حكومة ، ولا دولة ، ولا شئ من نزعات السياسة ، ولا من أغراض الملوك والأمراء.

الرد على أدلة أصحاب هذا الرأي:

(أ)فيما يتعلق بالأدلة المستمدة من القرآن الكريم فهي وأن كانت توضح ظاهرياً ، أن الإسلام دين فقط فإنها لا تحول دون القول بأن الإسلام دين ودنيا ، كما أن الآيات القرآنية الكريمة التي أعتمد عليها لتدعيم وجهة نظرهم نزلت حين كان الرسول عليه الصلاة والسلام بمكة (وقت الاستضعاف) قبل هجرته للمدينة المنورة وإنشاء الدولة الإسلامية. ويظهر ذلك إذا ما تم الرجوع لتفسير هذه الآيات وأسباب النزول. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن هناك العديد من الآيات التي سنذكرها فيما بعد توضح بجلاء أن الإسلام يعنى أكثر من دين ، بل يمثل أيضاً نظريات قانونية وسياسية ، وإنه أتي بنظام سياسي منظماً أمور الدين وشئون الدنيا في آن واحد.

(ب)وفيما يتعلق بالأحاديث النبوية التي أعتمد عليها فهي لا تؤيد مطلقاً وجهة نظر أصحاب هذا القول ، لأن قول الرسول عليه الصلاة والسلام " هو عليك فإني لست بملك ولا جبار " لا تعني أنه لا علاقة بالإسلام بالمسائل السياسية والدنيوية ، وإنما أراد الرسول أن يوضح لمن أتي إليه يسأله أنه ليس بملك ولا جبار كالملوك والجبارة والظالمين الذي كان الناس يخشون سطوتهم وجبروتهم ، وهذا من رحمته في دعوته وبأمته.

كما أن التواضع والعبودية لله سبحانه وتعالى لا تؤيد ولا تبرهن على أن الإسلام دين فقط ، فالإنسان سواء كان فردا عادياً أو حاكماً ، أو نبياً يجب أن يتحلى بالتواضع الذي لا يزيد المرء إلا رفعه ، كما أن العبودية لله سبحانه وتعالى ركن من أركان الإسلام.

أما عن قول الرسول في إحدى المناسبات " أنتم أعلم بأمور دنياكم " فقد وردت هذه العبارة في أمر من أمور الدنيا فعلاً ، وكانت تتعلق بتأبير النخل ففسد ، فلما ذكروا ذلك للرسول عليه وسلم قال لهم أنت أعلم بأمور دنياكم.

وعن السبب الذي من أجله لم يعين الرسول صلى الله عليه وسلم من يخلفه إنما يرجع إلى رغبته في إيضاح أمر هام من أمور المسلمين ، وهو أن أمر اختيار الخليفة أو الحاكم يرجع إليهم لأن الرسول لو استخلف لاعتبر ذلك تشريعاً لا يملكون الخروج عليه ، ولأضفى ذلك على المستخلفين صفات القداسة التي قد تخرج بشاغل المنصب عن واجباته كمجرد حاكم للمسلمين وأجير عندهم.

ثم الذي يدرس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد بأنه مارس الكثير من مظاهر السلطة التي يمارسها الحكام ووضع أسس الدولة الإسلامية من جميع النواحي ، فنظم الدفاع وحمي الأمن ونفذ العدل بين الناس ونشر العلم ، وجبي الأموال وعقد المعاهدات خاصة بعد الهجرة ، فكان رئيساً للدولة بمعنى الكلمة يصدر التعليمات والأوامر والأحكام التي تنطوي على جزاءات دنيوية عاجلة واستمرت رئاسة الرسول في المدينة المنورة للدولة الإسلامية الكبرى ، وأوجد الروح التي تسيطر على الحياة السياسية ، وأقام النموذج للقدوة والقيادة. وسار الخلفاء الراشدون على نفس النهج والمبادئ وعملوا على توسعة الدولة وأصبحت دولة واسعة النفوذ عظيمة السلطان كان العدل أساسها والمساواة والحرية والتكافل الاجتماعي قوامها.

رأي من قال بأن الإسلام دين ودنيا

يوجد شبه إجماع على أن الإسلام ليس دينا فقط بل دين ودنيا وأن أحد أصول الإسلام أنه يجمع بين فتيه مصالح الدنيا والآخرة ولا يفصل بين الدين والدنيا.

فاهتم الإسلام بشئون وتنظيم الدولة بجانب اهتمامه بشئون الدين وعنى بإقامة دولة وأحكام الشريعة وأخذ الناس بما تقتضيه أحكامه لأنه كيف يستقيم أن يكون للإسلام شريعة ثم لا تكون له حكومة تقوم بتلك الشريعة وتحمل الراعي على العمل بها ، وتطبيقها على الراعية

أدلة أصحاب هذا الرأي وحجاجهم:

(أ)من الكتاب الكريم:

(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) البقرة: 213

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) آل عمران : 23

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) النساء: 58 ـــ 61

(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء: 65

(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ) النسا: 105.

(ولَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة: 44

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة: 45

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة 47

(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة: 50

(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) المائدة:(57

) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) الإنعام: 114

(ب)من الأحاديث النبوية:

عَنْ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏: ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏: (أحبُّ النَّاسِ إلى اللهِ يومَ القيامةِ وأدناهم منه مجلسًا إمامٌ عادلٌ وأبغضُ النَّاسِ إلى الله تعالَى وأبعدُهم منه مجلسًا إمامٌ جائرٌ) إسناده صحيح أو حسن وفي بعض طرقه ضعف

عَنْ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏: ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏: (‏إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ) . رواه أبو داود

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (ثَلَاثَةٌ لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُمْ الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) رواه أحمد والترمذي،

(ج) من أقوال الصحابة:

قول أبي بكر الصديق غداة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أن محمد أمضى بسبيله ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به ).

وقول عمر بن الخطاب: (لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة).

(د) من أقوال علماء المسلمين:

يقول ابن تيمية: (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيامة للدين إلا بها ، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ، ولا بد لهم عند الاجتماع من رئيس) السياسة الشرعية

ويقول ابن خلدون: ( أن نصب الإمامة واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وإلى تسليم النظر إليه في أمورهم ، وكذا في كل عصر من بعد ذلك ، لم يترك الناس فوضي في عصر من العصور . واستقر ذلك إجماعا دالا على وجوب نصب الإمام) المقدمة

ويقول الإمام الغزاليَ: (أن الدنيا والأمن على الأنفس والأموال لا تنتظم إلا بسلطان مطاع وهذا تشهد له مشاهده أوقات الفتن بموت السلاطين والأئمة ، وأن ذلك لو دام ولم يتدارك بنصب سلطان آخر مطاع دام الهرج وعم السيف وشمل القحط).

ويقول الماوردي: (عقد الإمامة لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع) الأحكام السلطانية.

الخلاصــــة

هذه هي آراء الفريقين مسنده بالأدلة والبراهين ، وقد ظهر لنا بأن أصحاب القول الأول الذين يقولون بأن (الإسلام دين فقط) خالفوا الإجماع وأحدثوا قولا مبتدعا لم يقول به إلا أصحاب هذا الفكر الأعوج الضال وعلى من كان شاكلتهم ، وخالفوا أيضا كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقالوا في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير . وأنكروا بأن دين الإسلام دين تام كامل شامل جامع يصلح لكل زمان ومكان .

والحمد على نعمة الإسلام

وكفى بها نعمة

طباعة


روابط ذات صلة

  الصوفيــــة في المــــــيزان  
  من هم الأحباش (1)  
  مـن أعلام أهـل الــردة / ميرزا غلام أحمد  
  الردود الجلية على شبهات الطائفة القاديانية ( 1 )  
  ( من بدع الأذان )  
  تاريخ وأفكار الفرقة الجامية !!  
   (( البدعة حقائق وأحكام ))  
  (( الطريقة التيجــانيــة حقائق وأســـرار ))  
  القاديانية الأحمدية عقائد وأفكار  
  المهدي الموعود في عقيدة الشيعة واليهود  
  (( مناظرة الشيخ الأذرمي مع المعتزلي أحمد بن ابي دؤاد ))  
  (( سقوط الوسام عن معاداة سامية اليهود اللئام ))  
  من هم الأحباش (2)  
  تاريخ وعقيدة البهائية الأسود ( 1 )  
  تاريخ وعقيدة البهائية الأسود ( 2 )  
  ماهي الوهابية الرستمية ؟؟  
  (( الفرقة الباطنية العلوية النصيرية في سوريا ))  
  الأثيــــم في الإحتفـــال بشـــــم النسيــــم ( 2 )  
  الشهــاب الخـارق على الخـــوارج ( 1 )  
  واسطيـة الإسلام بين بدعة التكفـير والإرجـاء ( 1 )  
  الشهــاب الخـارق على الخـــوارج ( 2 )  
  (( سقوط الوسام عن معاداة سامية اليهود اللئام ))  
  الـرد على نقض عصمة الأنبياء وسب الصحابة الأتقياء ( 1 ) الأنبياء  
  (( الفرقة الباطنية اليزيدية المارقة من الإسلام ))  
  الـرد على نقض عصمة الأنبياء وسب الصحابة الأتقياء ( 2 ) الصحابة  
  الرد على مسيلمة العصر البحيري كذاب مصر ( 1 ) الأئمـة  
   الرد على مسيلمة العصر البحيري كذاب مصر (2) الأئـمة  
  الأثيــــم في الاحتفـــال بشـــــم النسيــــم ( 1 ـ 2 )  
  (( الصوفيـة في ميزان أهل السنة والجماعة ))  
  الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة (1)  
  الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة (2)  
  الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة (3)  
  الشهاب الثاقب على القرآنيين منكر السنة والثوابت ( 1 )  
  الشهاب الثاقب على القرآنيين منكر السنة والثوابت ( 2 )  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 966947

تفاصيل المتواجدين