|
اسم الكتاب : الخصائص لابن جني |
المؤلف: أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي
|
تعليق الكتاب:
كتابٌ عُمْدَةٌ في أصول اللغة وفقهها، وفي النحو، والصرف. بدأ ببابٍ في مناقشة إلهامية اللغة واصطلاحيتها، وعَرَضَ لقضايا من أصول اللغة: كالقياس، والاستحسان، والعلل... والحقيقة والمجاز، والتقديم والتأخير، والأصول والفروع، واخْتُتِمَ بحديث عن أغلاط العرب، وسقطات العلماء.
وهو من كتب المصادر الهامة والشهيرة. استخرج منه باحثون معاصرون الكثير من الأفكار الجديدة وبنوا عليها الكثير. كتاب الخصائص من مجلدات ثلاث كتبه عثمان بن جني الموصلي (392 هـ).
مؤلف كتاب «الخصائص» هو «عثمان بن جني» الذي ولد بمدينة «الموصل» سنة «322» هجرية، حيث نشأ فيها، وتلقى مبادئ التعلم، ليدرس النحو فيما بعد على يد «الاخفش» حيث كان هذا العلم قديماً في الموصل، ويذكر «ابن خلكان» ان «ابن جني» قرأ الادب في صباه على يد «ابي علي الفارسي» حيث توقفت الصلات بينهما، حتى نبغ «ابن جني» بسبب صحبته، حتى ان استاذه ابا علي، كان يسأله في بعض المسائل، ويرجع الى رأيه فيها.
اجتمع «ابن جني» بالمتنبي بحلب عند سيف الدولة بن حمدان، وفي شيراز، عند «عضد الدولة» وكان المتنبي يجله ويقول فيه: هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس، وكان اذا سئل عن شيء من دقائق النحو والتصريف في شعره يقول: سلوا صاحبنا ابا الفتح.
وابن جني اول من شرح ديوان المتنبي، وقد شرحه شرحين، الشرح الكبير والشرح الصغير، والاخير هو الباقي لنا، وقد تعقّب معاصروه ومن جاء بعدهم شرحه.
وكان «ابن جني» يحسن الثناء على المتنبي في كتبه، ويستشهد بشعره في المعاني والاغراض، ويعبر عنه بشاعرنا، يقول في «الخصائص»: «وحدثني المتنبي شاعرنا، وماعرفته الا صادقا».
بلغ «ابو الفتح ابن جني» في علوم اللغة العربية من الجلالة ما لم يبلغه الا القليل، وقد اصبح في مجرى القرون مضرب المثل في معرفة النحو التبريز فيه، ويبدو فضله في كتبه ومباحثه، وهو يعد بحق فيلسوف العربية، حيث يبدو على مباحثه الاستقصاء والتعمق في التحليل، واستنباط المبادئ والاصول من الجزئيات ومن مباحثه التي اهتدى اليها وسبق بها، الاشتقاق الاكبر، كما اشتهر ببلاغته وحسن تصريف الكلام والابانة عن المعاني بأحسن وجوه الاداء وقد فتح في العربية ابواباً لم يتسن فتحها لسواه، ووضع اصولاً في الاشتقاق ومناسبة الالفاظ للمعاني، حيث كان بذلك اماماً يحتاج الى اتباع يمضون وراءه، ويبنون على بحوثه.
اما كتابه «الخصائص» فإنه من افضل كتبه التي تجاوزت الخمسين، حيث قسم الكتاب الى اربعة وخمسين باباً، يبدأ بها بباب القول على الفصل بين الكلام والقول، فيبحث في مادة «قول» في تقاليبها، والتي تدور معانيها على الحركة، بينما تدور معاني «كلم» في تقاليبها على القوة والشدة ثم يأتي باب القول على اللغة وتصريفها، وباب القول على النحو، وباب القول على الاعراب والبناء، وباب القول على اصول اللغة، اهي الهام ام اصطلاح.
ثم يأتي ذكر علل العربية، اكلامية هي ام فقهية، وباب في مقاييس العربية وباب في جواز القياس على ما يقل، وباب في الاستحسان، وباب في تخصيص العلل، وباب في الاحتجاج بقول المخالف، وباب في الرد على من ادّعى على العرب وعنايتها بالالفاظ، واغفالها المعاني.
وعلى هذا فإن كتاب «الخصائص» لابن جني. يعد من اهم الكتب العربية التي ناقشت مسائل في بنية اللغة وفقهها، ويدرك الدارسون الان اهمية الكتاب، ليس في عصره فحسب، بل في وقتنا الحاضر، وبخاصة امام النظريات الجديدة في بنية اللغة، بدءاً من التفكيكية الى البنيوية الى اللسانيات المعاصرة. وقد فتح «ابن جني» في العربية ابواباً جديدة، لكن الذين جاؤوا بعده، لم يكونوا على سويته المعرفية كي يكملوا ما كان قد بدأه. كان ابن جني بصرياً، حيث كانت المذاهب النحوية هي: المذهب البصري، المذهب الكوفي، ومذهب حدث من خلط المذهبين والتخير منهما، وهو مذهب البغداديين.
على ان الرجل كان عالماً بالدرجة الأولى ويبحث عن العلم اينما وجده، بصرياً كان او غيره، فهو كثير النقل عن اناس ليسوا بصريين في النحو واللغة وقد يرى في النحو ما هو بغدادي، فتراه يثبت ذلك.
ولعل عجزه امام «ابي علي الفارسي» في اول لقاء بينهما، وكان شاباً صغيراً في مسألة «قلب الواو ألفاً» جعله يهتم بالصرف الى ابعد الحدود.
لقد عاش «ابن جني» في عصر ضعف الدولة العباسية، فالخلفاء مغلوبون على امرهم، والامر لغيرهم، فحصر في ايدي الاخشيديين، ثم في ايدي الفاطميين وهكذا.. ومع ذلك فقد وصل «ابن جني» الى مرتبة علمية لم يصل اليها الا القليل، وكانت وفاته سنة 392 هجرية.
|
الزوار: 2660 |
تاريخ الاضافة: 10/01/2011 |
|
|