مفكرة الاسلام: ذكرت صحيفة أمريكية، أن إدارة الرئيس باراك أوباما أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف الزعيم الليبي معمر القذافي، لكنها على ما يبدو مهمة عسيرة في ظل عدم قبول الكثير من الدول باستضافته. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت، إن المسئولين الأمريكيين لم يحصلوا إلا على لائحة صغيرة جدًا بدول مرشحة لذلك، بسبب الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية إلى القذافي بارتكاب فظائع ضد شعبه منذ انطلاق الثورة واعتداء لوكربي (1988). ونقلت عن ثلاثة مسئولين في الإدارة الأمريكية، إنهم يحاولون إيجاد بلد لم يوقع أو يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية. ويمكن للقذافي بالتالي اللجوء إلى دولة افريقية لأن أكثر من نصف بلدان القارة السوداء لم توقع المعاهدة. والولايات المتحدة نفسها لم توقع المعاهدة لتجنب احتمال ملاحقة ضباط في الجيش والاستخبارات الأمريكية. ويأتي ذلك في إطار إستراتيجية أمريكية تهدف إلى دعم التغيير في ليبيا عن طريق الشعب وليس بإرادة الخارج, وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما للصحيفة "استخلصنا بضعة دروس من العراق من أهمها أن على الليبيين تحمل مسئولية تغيير النظام وليس نحن"، وأضاف أإن "ما نحاول فعله هو مجرد إيجاد وسيلة للوصول إلى مخرج سلمي إذا سنحت الفرصة لذلك". وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير احتجاجات تدعو للديمقراطية والتغيير تصدى لها الزعيم الليبي معمر القذافي بحملة عسكرية دموية لاجتثاثها. وتدخلت قوات التحالف الدولي في 19 مارس لتطبيق قرار دولي يحمل الرقم 1973، وقد تسلم قيادة العمليات حلف الأطلسي في 31 مارس الماضي. لكن المعارضة الليبية تقول إن القصف لم يوفر للمدنيين الحماية على الأرض في مواجهة قوات القذافي. وتطالب بدعم الثوار بالسلاح، حيث تشكو من عجزها عن مواجهة القوات الموالية للقذافي المسلحة بشكل أفضل. ويقضي قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على نظام القذافي ويطلب الاحتكام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب "الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان" والهجمات على المدنيين "التي يمكن أن تمثل جرائم ضد الانسانية". وطالب الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برحيل القذافي في مقال مشترك نشرته الجمعة أربع صحف. وعبرت دول عدة بينها الولايات المتحدة عن مخاوف على سلامة المدنيين في ليبيا وخصوا في مصراته التي أعلنتها الحكومة "منطقة خطر". وقال مسؤول عسكري كبير للصحيفة إن دول الحلف التي تواجه مستوى لا سابق له من التعقيد في حملتها الجوية المشتركة، تلتزم درجات متفاوتة من الحذر عند شن غارات يمكن أن تؤذي مدنيين أو تسبب اضرارا لمساجد أو مدارس أو مستشفيات قريبة. وتابع إن بعض طياري الحلف رفضوا إلقاء قنابل على أهداف بسبب مخاوف من هذا النوع بينما يعجز مخططو الحملة الجوية عن اختيار الطيارين المناسبين لقصف اهداف محددة. واعتبر ان هذا "لا شك أنه عمل يثير الاحباط للحصول على أكبر قدر من النتائج لجهودنا ومعالجة كل هذه النقاط". وفي 31 مارس الماضي، تولى تولى شمال الأطلسي قيادة كل العمليات في ليبيا من التحالف الدولي الذي بدأ ضرباته في 19 مارس. ويتولى قيادة العملية الجنرال الكندي شارل بوشار من المركز الإقليمي لقيادة حلف الأطلسي في نابولي بجنوب إيطاليا. لكن المعارضة الليبية تقول إن القصف لم يوفر للمدنيين الحماية على الأرض في مواجهة قوات القذافي. وتطالب بدعم الثوار بالسلاح، حيث تشكو من عجزها عن مواجهة القوات الموالية للقذافي المسلحة بشكل أفضل.