بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || ترجمة / علي بن حزم الأندلسي الظاهري
::: عرض المقالة : ترجمة / علي بن حزم الأندلسي الظاهري :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> أعلام أهل السنة والجماعة

اسم المقالة: ترجمة / علي بن حزم الأندلسي الظاهري
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 26/02/2011
الزوار: 3581

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمه وكنيته
هو علي بن حزم الأندلسي هو الأمام البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي (
30 رمضان384 هـ / 7 نوفمبر994م.قرطبة - 28 شعبان456هـ / 15 اغسطس1064مولبة). أندلسي أصله من بادية ولبة, أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ ,فقيهظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق، ومتكلم، اديب، وشاعر، وناقد محلل، بل وصفه البعض بالفيلسوف، وزير سياسي لبني امية. يعد من أكبر علماء الأندلس. قام عليه جماعة من المالكية وشرد عن وطنه. توفي في منزله في أرض أبويه منت ليشم (مونتيخار, لبله, ولبة حاليا).
حياة ابن حزم الأندلسي
أسرته ونشأته
قدعاش حياته الأولى في صحبة أخيه أبى بكر الذي كان يكبره بخمس سنوات في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبى عامر، وابنه المظفر من بعده، وكانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جوارى القصر الذي كان مقاما في الشارع الآخذ من النهر الصغير على الدرب المتصل بقصر الزاهرة، والملاصق لدار المنصور بن أبى عامر، ومن ذلك نعرف مدى المكانة التي كان يحظى بها والد ابن حزم لدى المنصور بن أبى عارم حتى جاوره في السكن. كان ابن حزم قد خرج من وسط أسرة عرفت الإسلام منذ جده الأعلى يزيد بن أبى سفيان، وكان خلف أول من دخل الأندلس من أسرته في صحبة الأمير عبد الرحمن الداخل، وكان مقامه في لبلة ومن ذلك نعرف أن مقر هذه الاسرة كانت الشام بعد مشاركة يزيد أصل هذه الاسرة في الفتوحات الإسلامية بها، ولما خرج عبد الرحمن إلى الأندلس خرج معه خلف بن معدان. وقد بدأت هذه الأسرة تحتل مكانها الرفيع كواحدة من كرائم العائلات بالأندلس في عهد الحكم المستنصر، ونجحت في امتلاك قرية بأسرها هي منت ليشم ولا يعلم هل خلف بن معدان هو الذي تملكها أم أبناؤه من بعده، ولعل ذلك يحيلنا إلى مدى ذكاء هذه الاسرة الذي انعكس بدوره على أحمد بن سعيد وولده ابن حزم من بعده. ويعتبر أحمد بن سعيد أحد مشاهير هذه الأسرة ومؤسس ملكها حتى قال عنه ابن حيان " الوزير المعقل في زمانه الراجح في ميزانه … هو الذي بنى بيت نفسه في آخر الدهر برأس رابية وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء والرجولة " وقد كان لهذه الصفات إلى جانب اتجاهه للحزب الاموى وعمق ولائه لأمرائه وخلفائه دور هام في استوزار المنصور له سنة 381هـ/991م، وبلغ من شدة ثقته به انه كان يستخلفه على المملكة أوقات مغيبه عنها، وصير خاتمه في يده، وكان لأحمد بن سعيد مجلس يحضره العلماء والشعراء أمثال أبى عمر بن حبرون وخلف بن رضا، وكان له باع طويل في الشعر ومشاركة قوبة في البلاغة والادب حتى إنه ليتعجب ممن يلحن في مخاطبة أو يجئ بلفظة قلقة في مكاتبة وقد كان لهذا أثره على ولده ابن حزم في تمكنه من اللغة والشعر واهتمامه بهما، حتى أن بلاغته كان لها من التأثير أنها تأخذ بمجامع القلوب وتنفذ إلى أعماق النفوس في أسلوب سهل ممتنع رقيق يخلو من الاستطرادات ويتسم بطول النفس وجمال النكته وخفة الروح، كما كان أحمد بن سعيد من المشاركين في حركة الإفتاء بالأندلس من خلال مجالسه العلمية والمناظرات التي كانت تدور في قصره حتى قال عنه ابن العماد " كان مفتيا لغويا متبحرا في علم اللسان "، وهذه العبارة توضح الاثر الذي تركه أحمد بن سعيد على ولده ابن حزم الذي اعتمد في فتواه وتفسيره لنصوص القرآن والسنة على ظاهر اللغة ومن ثم يكون والده أحد الأسباب التي دفعته إلى المنهج الظاهري في الفتيا والتفسير بالرغم من أنه كان مالكى المذهب. ظل أحمد بن سعيد وزيرا بعد المنصور لابنه المظفر، وأخيه عبد الرحمن شنجول إلى أن أعفى من منصبه في عهد محمد المهدى، وترك منية المغيرة حى كبار موظفى البلاط وعاد لسكنه القديم في بلاط مغيث بعيدا عن صخب السياسة، وبعد اغتيال المهدى في ذى الحجة 400هـ/1010م ومبايعة هشام المؤيد ثانية بعد الزعم بموته. اصطدم أحمد بن سعيد بالقائد الصقلبى واضح محسوب الخلافة الذي لاحقه وسجنه وصادر أمواله، وطلت الفتن والنكبات تتوالى على بنى حزم حتى وفاة أحمد بن سعيد في ذى القعدة 402هـ/1012م وقد كان لهذه النكبات أثرها السئ على ابن حزم إذ أنها زادت من حزنه، وكانت أحد أسباب حدته التي تظهر جلية في مصنفاته. أما عن أم ابن حزم فقد صمتت عنها المصادر بأسرها.بل إن ابن حزم نفسه لم يطالعنا على أدنى إشارة تجاهها في أى من كتبه التي بين أيدينا، ومن ثم فالخلاف بين الباحثين حول أصلها لم يحسم بعد ولعل الحديث عن العلاقة بين بعض اقاربه ابن حزم وأثرها على نفسيته وفكره ترتبط بهذا المقام ،ونخص بالذكر أبى المغيرة عبد الوهاب ابن عمه الذي كان يتبادل مع ابن حزم رسائل المودة في حداثة سنهما، ثم جرت بينهما جفوة سببها كتاب وصل أبوالمغيرة عن ابن حزم وصفه الأول بأنه مبنى على الظلم والبهتان والمكابرة مما كان لهذا أثره على ابن حزم في اعتزازه بنفسه وشدة حدته إذ وجد أن أحد أقربائه الذي كان يتودد إليه في الصغر، انقلب عليه هو الآخر، وانضم إلى خصومه ومعارضيه، ومن ثم فقد كل نصير يمكن أن يعتمد عليه سوى ذاته الانفرادية التي اعتز بها. ومن المصنف الذي صنغه ابن حزم عن أسرته والذي يدعى " تواريخ أعمامه وأبيه وأخواته وبنيه وبناته مواليدهم وتاريخ من مات منهم في حياته " يتضح أن أبناءه كانوا جمعا من البنين والبنات، ولكن لا نعرف عن بناته شيئا. لفقدان هذا المصنف، فضلا عن عدم إشارة المصادر إليهن، ولو قدر لنا العثور علي هذا المصنف. لكان مجالا خصبا في التعرف على أزواجهن وأسراتهن، وأثر هذه المصاهرة على فكر أبيهم وتراثه، هل دافعوا عنه وأذاعوا مصنفاته ؟ أم هاجموه وانتقدوا فكره ؟ مثلهم في ذلك مثل خصومه. أما عن أبنائه الذكور فنعرف منهم أربعة وهم أبورافع الفضل، وأبوأسامة يعقوب، وأبوسليمان المصعب، وسعيد وسنفصل القول عن كل واحد منهم في كتابنا هذا فقد كانوا كلهم ظاهري المذهب. سكن هو وأبوه قرطبة ونالا فِيهَا جاهاً عريضاً أصبح أبوه أحمد بن حزم من وزراء الحاجب
المنصور بن أبي عامر] من أعظم حكام الأندلس، فارتاح باله من كد العيش والسعي وراء الرزق، وتفرغ لتحصيل العلوم والفنون، فكتب طوق الحمامة في الخامسة والعشرين من عمره. وقد رزق ذكاءً مفرطًا وذهنًا سيالاً وقد ورث عن أبيه مكتبة ذاخرة بالنفائس، اشتغل في شبابه بالوزارة في عهد «المظفر بن المنصور العامري» ثم مالبث أن أعرض عن الرياسة وتفرغ للعلم وتحصيله. و كان يضرب المثل في لسان ابن حزم، فقيل عنه: «سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان»، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاتهوكثر أعداؤه في الأندلس، حتى نفوه من قرطبة وأحرقت كتبه في محاضر عامة بأمر من المعتضد بن عباد، وصار ابن حزم ينتقل من مكان لآخر حتى مات في قرية «لبلة» غربي الأندلس (من نواحي مدينة ولبة)أرض أبويهابن حزم كان سياسياً حاد اللسان في التعرض لفقهاء عصره الجاحدين المنتفعين من مناصبهم، استطاع هؤلاء أن يؤلبوا عليه المعتضد بن عباد أمير اشبيلية, فاصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده منت ليشم من ناحية لبلة، وألا يفتي أحد بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة، وهناك توفي سنة 1069م، ولما فعلوا ذلك بكتبه تألم كثيراً فقال وقد حُرِّقت مؤلفاته:
إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري يقيم معي حيث استقلت ركائبي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رق وكاغد ** وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
وإلاّ فعدوا بالكتاتيب بدءة ** فكم دون ما تبغون لله من ستر
كذاك النصارى يحرقون إذا علت ** أكفهم القرآن في مدن الثغر

مناصبه
ولي وزارة للمرتضى في
بلنسية، ولما هزم وقع ابن حزم في الأسر وكان ذلك في أواسط سنة (409) هجريه، ثم أطلق سراحه من الأسر، فعاد إلى قرطبة
ولي الوزارة لصديقة عبد الرحمن المستظهر في رمضان سنة (412) هجريه، ولم يبق في هذا المنصب أكثر من شهر ونصف، فقد قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة نفسها، وسجن ابن حزم، وثم أعفي عنه
تولى الوزارة أيام هشام المعتد فيما بين سنتي (418-422) هجريه

فكــــــره
مجتهد مطلق، وإمام حافظ، كان
شافعي الفقه، فانتقل منه إلى الظاهرية، فوافق العقيدة السلفية في بعض الأمور من توحيد الأسماء والصفات وخالفهم في أخرىوكل ذلك كان باجتهاده الخاص، وله ردود كثيرة على اليهود والنصارى وعلى الصوفية والخوارج والشيعة.أصلَّ ابن حزم ما يعرف عادة بالمذهب الظاهري وهو مذهب يرفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي، وينادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو من السنة لتثبيت حكم ما، لكن هذه النظرة الاختزالية لا توفي ابن حزم حقه فالكثير من الباحثين يشيرون إلى انه كان صاحب مشروع كامل لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول فقه وفلسفة.
كان الإمام ابن حزم ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين
الله، لا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن. يمكن أن نقلّص من حدّة الخلاف بينه وبين الجمهور، حول مفهوم العلة وحجيتها، إذا علمنا أن كثيرًا من الخلاف قد يكون راجعا إلى أسباب لفظية أو اصطلاحية وهو ما أشار إليه ابن حزم بقوله
والأصل في كل بلاء وعماء وتخليط وفساد، اختلاط الأسماء، ووقوع اسم واحد على معاني كثيرة، فيخبر المخبر بذلك الاسم، وهو يريد أحد المعاني التي تحته، فيحمله السامع على غير ذلك المعنى الذي أراد المخبر، فيقع البلاء والإشكال

أقوال العلماء فيه
وقد انتقد
أبو بكر بن العربي بن حزم في كتاب "القواصم والعواصم" كما أنتقد الظاهرية:
وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغربَ سخيفٌ كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم، نشأ وتعلق بمذهب الشافعي، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكل، واستقل بنفسه، وزعم أنه إمام الأمة يضع ويرفع، ويحكم ويشرع، ينسب إلى دين الله ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب منهم، وخرج عن طريق المشبِّهة في ذات الله وصفاته، فجاء فيه بطوام، واتفق كونه بين قوم لا بصر لهم إلا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدليل كاعوا فيتضاحك مع أصحابه منهم, وعضدته الرئاسة بما كان عنده من أدب
  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية، مقوماً ابن حزم في الاعتقاد والفقه والمنهج
وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى، وبمثل هذا صار يذم من الفقهاء، والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له، كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق، وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب، مضموماً إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر، والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر، وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر، ويوجد في كثير من كثرة الإطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره، فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء

  • قال الحميدى

    كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة، عاملا، بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرئاسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الممالك، متواضعا ذا فضائل جمة وتواليف، كثيرة في كل ما تحقق به من العلوم، وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئا كثيرا وسمع سماعا جما، وأول سماعه، من أبى عمر أحمد بن محمد بن الجسور، قبل الأربعمائة، وألف في فقه الحديث كتابا كبيرا سماه كتاب [الإيصال إلى فهم الخصال الجامعة، لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام وسائر الأحكام على ما أوجبه القرآن والسنة والإجماع] أورد فيه أقوال، الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين في مسائل الفقه والحجة لكل طائفة عليها والأحاديث الواردة في ذلك من الصحيح، والسقم بالأسانيد وبيان ذلك كله وتحقيق القول فيه، وله كتاب الإحكام في أصول الأحكام في غاية التقصى وإيراد الحجاج، وكتاب، الفصل في الملل والأهواء والنحل، وكتاب في الإجماع ومسائل على أبواب الفقه، وكتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض، وكتاب [إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل، وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل] وهذا مما سبق إليه، وكذلك كتاب [التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية] فإنه سلك في بيانه وإزالة سوء الظن عنه وتكذيب المخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله في ما علمنا، وما رأينا مثله في ما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين، مولده في ليلة الفطر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بقرطبة، ومات بعد الخمسين وأربعمائة، وكان له في الآداب والشعر نفس واسع وباع طويل
  • قال الحميدى أيضا : وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه وشعره كثير، ومنها في الاعتذار عن المدح لنفسه :
ولكن لى في يوسف خير أسوة - - - وليس على من اتسى بالنبى ذنب
يقـول وقـال الحـق والصدق إننـى - - - حفيظ عليم ما على صادق عتـب
مناى من الدنيا علوم أبثها - - - وأنشرها في كل باد وحاضر

دعــاء إلـى القــرآن والسنن التـى - - - تنــسى رجال ذكرها في المحاضـر
  • ابن وجه قول الحق في نفس سامع سيؤنسـه رفقا فينســى بفاره--ودعه فنور الحق يسرى ويشرق كمـا نسـى القيـد الموثـق مطلق
  • لئن أصبحت مرتحلا بشخصى ولكــن للعيــان لطيــف معنـى----فروحى عندكم أبدا مقيم لــه سأل المعـاينة الكليم
  • وقال أيضا ما رأينا مثله مما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه قال أنشدني لنفسه:
  • لئن أصبحت متحلا بجسمي----- فروحي عندكم أبدا مقيم
  • ولكن للعيان لطيف معنى----- له سأل العاينة الكليم
  • وروى له الحافظ الحميدي
  • أقمنا ساعة ثم ارتحلنا-----وما يغني المشوق وقوف ساعه
  • كأن الشمل لم يك ذا اجتماع---- إذا ما شتت البين اجتماعه
  • أورد المقري التلمساني هذه القصة وأسبقها بقوله : " قال ابن حزم في طوق الحمامة " ] وبالرغم من عدم ورودها في نسخة الطوق الحالية فيمكننا أن نثق في كلام المقرى إذا علمنا أن النسخة التي بين أيدينا ليست كاملة باعتراف الناسخ نفسه، الذي حذف أكثر أشعارها تحسينا لها وتصغيرا لحجمها
  • (قال الدكتور عبد الباقي السيد عبدالهادى الظاهري) معلقا : ومن هذه الرواية علمنا تاريخ تحول ابن حزم إلى المذهب الظاهري كما أوضحنا في دراستنا عن ابن حزم رضى الله عنه وهو قبل عام 418هـ وهي السنة التي صنف فيها كتابه طوق الحمامة وذكر فيها هذه القصة كما قال المقرى.
  • وقال ابن العماد الحنبلي : كان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسؤدد والرياسة والثروة وكثرة الكتب.
  • وقال أبو حامد الغزالي وجدت في أسماء اللّه تعالى كتابا لأبى محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه
  • وقال أبو القاسم صاعد بت أحمد في طبقات الأمم كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم مع توسعه في علم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار أخبرني ابنه الفضل انه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد
  • وقال ابن خلكان : كان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد أن كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبي الملك متواضعا ذا فضائل وتآليف كثيرة وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئا كثيرا وسمع سماعا جما وألف في فقه الحديث كتابا سماه كتاب الايصال إلى الفهم، وكتاب الخصال الجامعة نحل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والاجماع أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضي اللّه عنهم أجمعين وله كتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض وكتاب اظهار تبديل اليهود والنصارى التوراة والانجيل وبيان ناقص ما بأيديهم من ذلك مما لايحتمل التأويل وهذا معنى لم يسبق إليه وكتاب التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة وكان له كتاب صغير سماه نقط العروس جمع فيه كل غريبة ونادرة
  • وقال ابن العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين.
  • (قال الدكتور عبد الباقي السيد عبدالهادى الظاهري) معلقا : قال هذا من شدة ابن حزم وحدته في الرد على العلماء حيث كان يصك معارضيه صك الجندل.
  • وكان بين أبو عمرو الداني وبين أبي محمد بن حزم وحشة ومنافرة شديدة أفضت بهما إلى التهاجي وهذا مذموم من الأقران موفور الوجود نسأل الله الصفح وأبو عمرو أقوم قيلا وأتبع للسنة ولكن أبا محمد أوسع دائرة في العلوم بلغت تواليف أبي عمرو مئة وعشرين كتابا
  • وكانت بينه وبين أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي المالكى الأشعرى مناظرات جمعنا بعضها في كتابنا ابن حزم الظاهري وأثره في المجتمع الأندلسي، وهي أطروحة الماجستير للدكتور عبد الباقي السيد عبدالهادى الظاهري فلتراجع هناك.
  • وللحافظ البارع المجود أبو بكر محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري الشاطبي رد على ابن حزم وكان حافظا للحديث وعلله عالما بالرجال متقنا أديبا شاعرا فصيحا نبيلا أسمع الناس بقرطبة
  • وكان ابن زرقون أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله محمد بن سعيد الأنصاري الأشبيلي شيخ المالكية من كبار المتعصبين للمذهب فأوذي من جهة بني عبد المؤمن لما أبطلوا القياس وألزموا الناس بالأثر والظاهر وقد صنف كتاب المعلى في الرد على المحلى لابن حزم توفي في شوال سنة 731هـ وله ثلاث وثمانون سنة
  • وممن انتقد ابن حزم إبراهيم بن حسن بن عبد الرفيع الربعي التونسي قاضي القضاة بتونس يكنى أبا اسحاق كان علامة وقته ونادرة زمانه ألف كتاب معين الحكام في مجلدين وله الرد على ابن حزم في اعتراضه على مالك في أحاديث خرجها في الموطأ ولم يقل بها وله اختصار اجوبه القاضي أبي الوليد بن رشد توفى سنة أربع وثلاثين وسبعمائة في شهر رمضان عن تسع وتسعين سنة وأشهر
  • وقد أفرط الإمام السبكي الابن كعادته في الرد فقال عن كتاب الفصل لابن حزم " وكتابه هذا الملل والنحل من شر الكتب وما برح المحققون من أصحابنا ينهون عن النظر فيه لما فيه من الإزراء بأهل السنة ونسبة الأقوال السخيفة إليهم من غير تثبت عنهم والتشنيع عليهم بما لم يقولوه وقد أفرط في كتابه هذا في الغض من شيخ السنة أبي الحسن الأشعري وكاد يصرح بتكفيره في غير موضع وصرح بنسبته إلى البدعة في كثير من المواضع وما هو عنده إلا كواحد من المبتدعة والذي تحققته بعد البحث الشديد أنه لا يعرفه ولا بلغه بالنقل الصحيح معتقده وإنما بلغته عنه أقوال نقلها الكاذبون عليه فصدقها بمجرد سماعه إياها ثم لم يكتف بالتصديق بمجرد السماع حتى أخذ يشنع وقد قام أبو الوليد الباجي وغيره على ابن حزم بهذا السبب وغيره وأخرج من بلده وجرى له ما هو مشهور في الكتب من غسل كتبه وغيره ومما يعرفك ما قلت لك من جراءته وتسرعه هذا النقل الذي عزاه إلى الأشعري ولا خلاف عند الأشعري وأصحابه بل وسائر المسلمين أن من تلفظ بالكفر أو فعل أفعال الكفار أنه كافر بالله العظيم مخلد في النار وإن عرف بقلبه وأنه لا تنفعه المعرفة مع العناد ولا تغني عنه شيئا ولا يختلف مسلمان في ذلك وهل الفائت عليه نفس الإيمان لكون النطق ركنا منه أو شرطه فيه البحث المعروف للأشاعرة وسيأتي وأجمعوا علىأن الإسلام زائل عنه فقول ابن حزم في النقل عنهم إنه مسلم خطأ عليهم صادر عن أمرين عن عدم المعرفة بعقائدهم وعن عدم التفرقة بين الإيمان والإسلام
  • وممن رد على ابن حزم الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري الشاطبي حدث عن عمه طاهر الحافظ وأبي علي الغساني وأجاز له أبو الوليد الباجي وكان حافظا متقنا ضابطا عارفا بالأدب وفنونه حدث بقرطبة وخلف شيخه أبا علي في الإفادة وله رد على ابن حزم مات سنة خمس عشرة وخمسمائة عن اثنتين وأربعين سنة
  • وقال محمد صديق حسن خان القنوجي كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطا للاحكام من الكتاب والسنة بعد إن كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولابية من قبله في الوزارة وتدبير الملك متواضعا ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة ألف في فقه الحديث كتابا سماه الايصال إلى فهم الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والاجماع اورد فيه اقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من ائمة المسلمين والحجة لكل طائفة وعليها وهو كتاب كبير … وكان كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد يسلم أحد من لسانه فنفرت عنه القلوب واستهدف فقهاء وقته فتمالؤا على بغضه وردوا أقواله واجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطنيهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنو اليه والأخذ عنه فأقصته الملوك وشردته عن بلاده حتى انتهى إلى بادية لبلة فتوفي بها آخر النهار من شعبان سنة 456 وقيل في منت ليشم وهي قرية ابن حزم
  • وقال أبن المفلح : كان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ وكثرة العلم وكان متفننا في علوم جمة وله التصانيف الفاخرة في علوم شتى حتى في المنطق وشرح المجلى في اثنى عشر مجلدا ومن طالع كتابه هذا وجد فيه تأدبه مع الإمام أحمد ومتابعته.
  • (قال الدكتور عبد الباقي السيد عبدالهادى الظاهري) معلقا : لم يكن ابن حزم تابعا لأحد من الأئمة وإن كان كثير الجنوح للشافعى رضى الله عنهما، مثله مثل إمامه داود بن على، ولم يعرض ابن حزم في كتابه المحلى للإمام أحمد رضى الله عنه سوى عدة أقوال قليلة جدا.
  • قال العز بن عبد السلام ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلى لابن حزم والمغنى لابن قدامة
  • وقال ابن بشكوال : في حقه كان أبو محمد أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار أخبر ولده أبو رافع الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تأليفه نحو أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة
  • وقال عبد الواحد بن علي المراكشي : أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صلح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي قرئ علي نسبه هذا بخطه على ظهر كتاب من تصانيفه أصل آبائه الأدنين من قرية من إقليم لبلة من غرب الأندلس سكن هو وأبوه قرطبة وكان أبوه من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر ووزراء ابنه المظفر بعده وكان هو المدبر لدولتيهما وكان ابنه أبو محمد الفقيه وزيرا لعبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر الملقب بالمستظهر بالله أخي المهدي... ثم إنه نبذ الوزارة واطرحها اختيارا وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن فنال من ذلك ما لم ينل أحد قبله بالأندلس وكان على مذهب الإمام أبي عبد الله الشافعي أقام على ذلك زمانا ثم انتقل إلى القول بالظاهر وأفرط في ذلك حتى أربى على أبي سليمان داود الظاهري وغيره من أهل الظاهر وله مصنفات كثيرة جليلة القدر شريفة المقصد في أصول الفقه وفروعه على مهيعه الذي يسلكه ومذهبه الذي يتقلده وهو مذهب داود ابن علي بن خلف الاصبهاني الظاهري ومن قال بقوله من أهل الظاهر ونفاة القياس والتعليل بلغني عن غير واحد من علماء الأندلس أن مبلغ تصانيفه في الفقه والحديث والأصول والنحل والملل وغير ذلك من التاريخ والنسب وكتب الأدب والرد على المخالفين له نحو من أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة وهذا شيء ما علمناه لأحد ممن كان في مدة الإسلام قبله إلا لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري فإنه أكثر أهل الإسلام تصنيفا فقد ذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الفرغاني في كتابه المعروف بالصلة وهو الذي وصل به تاريخ أبي جعفر الطبري الكبير أن قوما من تلاميذ أبي جعفر لخصوا أيام حياته منذ بلغ الحلم إلى أن توفي في سنة 310 وهو ابن ست وثمانين سنة ثم قسموا عليها أوراق مصنفاته فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة وهذا لا يتهيأ لمخلوق إلا بكريم عناية الباري تعالى وحسن تأييده له، ولأبي محمد بن حزم بعد هذا نصيب وافر من علم النحو واللغة وقسم صالح من قرض الشعر وصناعة الخطابة … وإنما أوردت هذه النبذة من أخبار هذا الرجل وإن كانت قاطعة للنسق مزيحة عن بعض الغرض لأنه أشهر علماء الأندلس اليوم وأكثرهم ذكرا في مجالس الرؤساء وعلى ألسنة العلماء وذلك لمخالفته مذهب مالك بالمغرب واستبداده بعلم الظاهر ولم يشتهر به قبله عندنا أحد ممن علمت وقد كثر أهل مذهبه وأتباعه عندنا بالأندلس اليوم
  • وقال جلال الدين السيوطي : ابن حزم الإمام العلامة الحافظ الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف الفارسي الأصل اليزيدي الأموي مولاهم القرطبي الظاهري كان أولا شافعيا ثم تحول ظاهريا وكان صاحب فنون وورع وزهد وإليه المنتهى في الذكاء والحفظ وسعة الدائرة في العلوم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم مع توسعه في علوم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار
  • وقال الفيروز آبادي : إمام في الفنون وزر هو بعد أبيه للمظفر وترك الوزارة وأقبل على التصنيف ونشر العلم ومن تصانيفه كتاب التقريب في بيان حدود الكلام وكيفية إقامة البرهان في كل ما يحتاج إليه منه وتمييزه مما يظن أنه برهان وليس برهانا وكتاب الأخلاق والسير صغير وكتاب الفصل بين النحل والملل (قلت اسمه الفصل في الملل والأهواء والنحل) وكتاب الدرة في الاعتقاد صغير ورسالة التوفيق على شارع النجاة بإختصار الطريق وكتاب التحقيق في نقض كلام الرازي وكتاب التزهيد في بعض كتاب الفريد وكتاب اليقين في النقض على عطاف في كتابه عمدة الأبرار وكتاب النقض على عبد الحق الصقلي وكتاب زجر العاوي وإخسائه ودحر الغاوي وإخزائه وكتاب رواية أبان يزيد العطار عن عاصم في القراءات وكتاب الرد على من قال إن ترتيب السور ليس من عند الله بل هو فعل الصحابة رضي الله عنهم وكتاب الإحكام لأصول الأحكام وكتاب النبذ في الإصول وكتاب النكت الموجزة في إبطال القياس والتعليل والرأي وكتاب النقض على أبي العباس بن سريج وكتاب الرد على المالكية في الموطأ خاصة وكتاب الرد على الطحاوي في الاستحسان وكتاب صلة الدامع الذي ابتدأه أبو الحسن بن المفلس وكتاب الخصال في المسائل المجرده وصلته في الفتوح والتاريخ والسير وكتاب الاتصال في شرح كتاب الخصال نخو أربعة آلاف ورقة وكتاب المحلى وشرحه وكتاب المعلى في شرح المحلى بإيجاز وكتاب حجة الوداع صغير ورسالة في التلخيص في تلخيص الأعمال وكتاب مراتب العلماء وكتاب مراتب التواليف واختصار كتاب العلل للباجي والتاريخ الصغير في أخبار الأندلس وكتاب الجماهير في النسب ورسالة في النفس ورسالة في النقس ورسالة في الطب ورسالة في النساء ورسالة في الغناء وكتاب الإعراب عن كشف الالتباس الموجود في مذاهب أصحاب الرأي والقياس وكتاب القواعد في المسائل المجردة على طريقة أصحاب الظاهر نحو ثلاثة آلاف ورقة وكتاب تأليف الأخبار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ظاهرها التعارض ونفي التناقض عنها نحو عشرة آلاف ورقة ورسالة الاستحالات وكتاب في الألوان ورسالة في الروح والنفس ورسالة في مراعاة أحوال الإمام ورسالة في فضل الأندلس وذكر علمائها وتواليفهم ورسالة الكشف عن حقيقة البلاغة وحين الاستعادة في النطم والنثر وكتاب غلط أبي عمرو المقرئ في كتابه المسند والمرسل وكتاب في العروض صغير وكتاب طوق الحمامة نحو ثلاثمئة ورقة عارض كتاب الزهرة لأبي بكر بن داود وكتاب دعوة الملل في أبيات المثل فيه أربعون ألف بيت وكتاب التعقيب على ابن الإفليلي في شرح شعر المتنبي وكتاب في الوعد والوعيد ورسالة الإيمان وكتاب الإجماع.
  • (قال الدكتور عبد الباقي السيد عبدالهادى الظاهري) معلقا : قد أجاد الفيروزآبادى في ترجمته لابن حزم فأتى بمصنفات له انفرد بها، ولم يدانيه فيها أحد ممن ترجموا لابن حزم، حتى عمدة المؤرخين الإمام العظيم الذهبي.
  • وقال إسماعيل بن عمر بن كثير : هو الإمام الحافظ العلامة أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معد بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي اصل جده من فارس أسلم وخلف المذكور وهو أول من دخل بلاد المغرب منهم وكانت بلدهم قرطبة فولد ابن حزم هذا بها في سلخ رمضان سنة أربع وثمانين وثلثمائة فقرأ القرآن واشتغل بالعلوم النافعة الشرعية وبرز فيها وفاق أهل زمانه وصنف الكتب المشهورة يقال إنه صنف أربعمائة مجلد في قريب من ثمانين ألف ورقة وكان اديبا طبيبا شاعرا فصيحا له في الطب والمنطق كتب وكان من بيت وزارة ورياسة ووجاهة ومال وثروة وكان مصاحبا للشيخ أبي عمر بن عبد البر النمري وكان مناوئا للشيخ أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وقد جرت بينهما مناظرات يطول ذكرها.
  • (قال الدكتور عبد الباقي السيد عبدالهادى الظاهري) معلقا : ليت كل من قال هذه الكلمات ممن ترجموا لابن حزم ذكروا هذه المناظرات، إذ أننى لم أستطع أن أجمع منها سوى نتف من ثلاثة منها، ولو وصلتنا هذه المناظرات لأوضحت لنا جانبا كبيرا من جدلية ابن حزم مع المالكية، ومدى الثراء الفكرى التي كانت تنعم به الأندلس في عصر الطوائف) وكان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقلمه فأورثه ذلك حقدا في قلوب أهل زمانه وما زالوا به حتى بغضوه إلى ملوكهم فطردوه عن بلاده حتى كانت وفاته… والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا في الفروع لا يقول بشئ من القياس لا الجلي ولا غيره وهذا الذي وضعه عند العلماء وأدخل عليه خطأ كبيرا في نظره وتصرفه وكان مع هذا من أشد الناس تأويلا في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديث الصفات لأنه كان أولا قد تضلع من علم المنطق أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي الكناني القرطبي ذكره ابن ماكولا وابن خلكان ففسد بذلك حاله في باب الصفات .
ونسأل الله أن يرحمنا ويرحمه
ويعفوا عنا وعنه
أنه ولي ذلك والقادر عليه

طباعة


روابط ذات صلة

  فرسان بالنهار رهبان بالليل ( 1 ) أبوبكر الصديق  
  النشر في تراجـــم القــــــراء العشــــــــــــر  
  من سير الصالحات ( 1 ) فاطمة الزهراء  
  من سير الصالحات ( 2 ) صفية بنت عبد المطلب  
  من سير الصالحات ( 3 ) أسماء بنت عميس  
  من سير الصالحات ( 4 ) السيدة نفيسة كريمة الدارين  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل ( 2 ) عمر بن الخطاب  
   ترجمة شيخ الإسلام / إمـــام التابعـــــين  
  ترجمة رجب طيب أردوجــان  
  (( ترجمة إمام الزهــاد ))  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (3) عثمان بن عفان  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (4) علي بن أبي طالب  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (5) سعد بن أبي وقاص  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (6) أبو عبيدة بن الجراح  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (7) طلحة بن عبيد الله  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (8) الزبير بن العوام  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (9) سعيد بن زيد  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (10) عبد الرحمن بن عوف  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (11) معاوية بن أبي سفيان  
  فرسان بالنهار رهبان بالليل (12) أبو أيوب الأنصاري  
  من سير الصالحات ( 5 ) سكينة بنت الحسين  
  (( ترجمة /الحافـــظ ابن حجــر العسقلانــي ))  
  ( ترجمة / الأستاذة الضابطة الحافظة المتقنة )  
  (( ترجمة شيــــخ المفسرين ))  
  ترجمة الأمام / محمد بن عبد الوهاب  
  ترجمة شيخ الأزهر / عبد الرحمــن تـــاج رحمه الله  
  حسبنا البارئ في من طعن في الإمام البخاري ( 1 )  
  حسبنا البارئ في من طعن في الإمام البخاري ( 2 )  
  (( قول الصالحين في مناقب أمهات المؤمنين )) خديجة رضي الله عنها  
  من سير الصالحات ( 6 ) أم هانئ رضي الله عنها  
  هذا هو " ابن عثيمين " أيها الهالك المهين ( 1 )  
  هذا هو " ابن عثيمين " أيها الهالك المهين (2 )  
  هذا هو " القائد صلاح الدين الأيوبي " يا وضيـع (1)  
  (( ترجمة العالم الرباني " محمد الراوي " ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 964746

تفاصيل المتواجدين