بزيارته للعراق، يرى بعضهم أن فرنسيس يخطو خطوة جديدة في اتجاه تثبيت نفسه "رسولاً للمتعبين"، لا يهتمّ بملاقاة أقوياء العالم، بل يذهب إلى ضعفائه أيضاً، ويقدم رسالة احتضان إلى الشعوب الجريحة تحت وطأة الحروب والانقسامات.
دعم معنوي... وأكثر
تعدّ الطوائف المسيحية في العراق، من كلدان وأشوريين وسريان وغيرهم، من أقدم الكنائس المسيحية في الشرق والعالم على الإطلاق.
ورغم أنّ جذورها ضاربة في تاريخ العراق منذ القرن الأول، إلا أنّها عانت من الاضطهاد لفترات طويلة، ما أدّى إلى هجرة مسيحيين كثر من قراهم. وبلغت تلك الهجرة ذروتها بعد غزو العراق عام 2003، واشتدت بعد صعود تنظيم داعش.
وتعد زيارة شخصية بحجم بابا الفاتيكان إلى العراق، رسالة دعم معنوية كبيرة ليس فقط لمن بقي فيه من مسيحيين، ولكن أيضاً للأقليات الأخرى.
ولأن بابا الفاتيكان ليس شخصية اعتبارية فقط، بل رئيس دولة، فإنّ لهذه الزيارة أبعادا سياسية واضحة، وفيها تشديد على ترسيخ المسيحيين العراقيين خصوصاً، والعرب عموماً، في أراضيهم وبلدانهم، وكجزء أساسي من نسيج مجتمعاتهم، وليس كوافدين أو زوّار.
ومع انطلاق عجلة إعمار ما دمّر من كنائس أثرية وتاريخية في الموصل وبغداد وغيرهما، فإنّ زيارة فرنسيس قد تنعكس إيجاباً، لناحية تحفيز المهتمين على تقديم المساندة اللوجستية والمادية.