ويتفاعل هذان العنصران بشكل غير متساو عندما نتحدث عن فئات اجتماعية أكثر عرضة للإصابة، وقد سبق للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن أكد في وقت سابق من هذا العام أن آثار الفيروس تستهدف العمال الفقراء والنساء والأطفال وذوي الإعاقات وغيرهم من الفئات المهمشة".
معادلة صعبة
"الوباء المركب" ليس بمصطلح جديد. بل وضعه عالم الأنثروبولوجيا الطبي الأمريكي، ميريل سينغر، في تسعينيات القرن الماضي، لشرح الحالة التي "يتفاعل فيها مرَضان أو أكثر بطريقة تسبب ضرراً أكبر من ضرر مجرد اتحادهما".
وقال سينغر لبي بي سي: "إن ما يسهل تفاعل الأمراض بعضها ببعض هي الظروف الاجتماعية والبيئية التي تجمع الأمراض بطريقة ما أو تجعل السكان أكثر عرضة للتأثر بها".
وظهر مفهوم الوباء المركب عندما كان هذا العالم وزملاؤه يبحثون في حالات تعاطي المخدرات في أوساط الفئات الاجتماعية ذوات الدخل الضعيف في الولايات المتحدة، منذ أكثر من عقدين. فوجدوا أن العديد ممن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، يعانون من أمراض أخرى مثل السل والأمراض المعدية جنسياً.
واستغرب الباحثون من كيفية تعايش كل هذه الأمراض في جسد واحد، وخلصوا إلى أن هذا المزيج، في بعض الحالات، يفاقم سوء الحالة الصحية للمريض.ويقول سينغر: "لقد رأينا كيفية تفاعل كوفيد 19 مع مجموعة مختلفة من الأمراض الموجودة مسبقاً؛ كالسكري والسرطان ومشاكل القلب وغيرها"، مضيفاً "ويتفاقم هذا المشكل لدى الفئات الفقيرة والأقليات العرقية وذوي الدخل المنخفض ".