وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
سُورَة يُوسُف
مَكِّيَّة كُلّهَا، وقيل نزلت ما بين مكة والمدينة وقت الهجرة. وَقَالَ اِبْن
عَبَّاس وَقَتَادَة : إِلَّا أَرْبَع آيَات مِنْهَا . وَرُوِيَ أَنَّ الْيَهُود
سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِصَّة يُوسُف
فَنَزَلَتْ السُّورَة.
ولم يرد عن علماء
المفسرين منقولاً ، أنَ من فضائلها إزالة الهم والغم والحزن ، بخلاف حديث منكر عن
أبيٍ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( علموا أقاربكم سورة يوسف ،
فإنه أيما مسلم تلاها أو علمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت ،
وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلماً ).
وهذا
الحديث منكر: في إسناده سلام بن
سالم ، ويقال ابن سليم المدائني ، وهو متروك عن هارون بن كثير . قال أبو حاتم :
مجهول ، وقد ذكر له الحافظ ابن عساكر متابعاً من طريق القاسم بن الحكم عن هارون بن
كثير ، ومن طريق شبابة عن مجلز بن عبد الواحد البصري عن علي بن زيد بن جدعان ، وعن
عطاء بن ميمون عن ذر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعاً فذكر نحوه ، وهو منكر من جميع
طرقه.
ثانياً:
المعروف عند أهل
العلم الثقات أن باب فضائل القرآن الكريم من أكثر الأبواب التي وضع فيها
الوضاعون أحاديثهم ، ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا النادر الذي ورد فيه أحاديث صحيحة .
قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم : " من أين
لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ، وليس
عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت
الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوضعت
هذه الحديث حِسبة . قيل له أليس هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا بل هو كذب له" رواه الحاكم بسنده
إلى أبي عمار المروزي.
ثالثاً:
الواجب على الداعي إلى الله تعالى أن يدعو على بصيرة وعلم ،ولا
ينقل قول إلا بسند ويحيل على المصدر ومن قائله. وهذا من باب
الأمانة العلمية
قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يوسف: 108
وكذلك إلا يتحدث في دين
الله إلا بالنقل الصحيح والقول الصريح ، ويتثب في العلم ولا ينقل الموضوع والضعيف
والقصص الواهية .
قال
أهل العلم : إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، والإسناد من الدين
ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ، ويقررون :
أنه لا يؤخذ بالخبر ، ولا يضاف إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا عرف من حدث
به عنه ، ومن نقله إلينا ، وعرف حاله من الصدق والضبط وقوة الحفظ .وحتى لا يدخل في وعيد الحديث.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رواه مسلم ، البخاري ، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة،
أحمد
وعن علي رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن حَدَّثَ عَنِّي
حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَيْن ) رواه مسلم في مقدمة
صحيحه
قال النووي شرح مسلم : " يحرم رواية
الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا ، أو غلب على ظنه وضعه ، فمن روى حديثا علم
أو ظن وضعه ، ولم يبين حال روايته وضعه ، فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة
الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى
هذا. والله أعلى
وأعلم