وزعم الشرفي، أنّ التضامن الاجتماعي يعتبر قيمة جديدة، لكونه يوزَّع بطريقة عمومية، وليس بشكل شخصي، كما هو الحال بالنسبة للزكاة!
وذكر المفكّر التونسي، خلال محاضرة حول موضوع "الظاهرة الدينية والمجتمع الحديث" بالرباط ، أمثلة عما زعم عن "أفضلية" التضامن الاجتماعي على الزكاة، زاعماً أن الأنظمة الضريبية الحديثة تطبّق ضريبة تصاعدية، تُقاس حسب الثروة، بينما في الزكاة ليس هناك نظام تصاعدي، إذ إنّها محدّدة ولا تتغيّر, وفق قوله.
واستدلّ المتحدث بنموذج النظام الضريبي في الولايات المتحدة الأمريكية، "قبل انتشار الليبرالية لوحشية في ثمانينيات القرن الماضي"، إذ كانت الضرائب المفروضة على الثروات الموروثة تبلغ 93 في المائة، قبل أن تنخفض هذه النسبة، موضحا أن الضرائب التصاعدية "هي أن تأخذ من الأثرياء ما تحقق به الضمان الاجتماعي والعدالة والاجتماعية في مستواها الأدنى على الأقل".
وأضاف الشرفي أنه إذا كانت المجتمعات الغربية تقبّلت هذا النظام الضريبي، "فإنّنا في المجتمعات الإسلامية لم نقبل بعد أن الضرائب هي زكاة متطورة، وما زال المؤمنون يعتبرون الضرائب مفروضة بينما الزكاة تعطى عن اختيار"، مضيفا: "المؤمن لم يتقبّل بعد طبيعة هذه الأموال التي تؤخذ من الأغنياء وتصرف للفقراء، وظل متشبثا بمنظومة اقتصادية تقليدية".
وطالب الشرفي المسلمين بتطبيق المناهج الحديثة لفهم الواقع الإسلامي، قائلا: "نحن مضطرون اضطرارا إلى أن نطبق المناهج الحديثة لفهم واقعنا الإسلامي المتميز من نواح عديدة، ولكنه مشترك مع كل المجتمعات الحديثة والمعاصرة"، معتبرا أنّ المناهج الحديثة، "وإن نشأت في الغرب وتأثرت بالمناخ الخاص بالمجتمعات الكاثوليكية، والبروتستانتية، فحين نطبقها في المجتمعات الإسلامية فإنها لا يُعتبر فيها أصلها، بل مدى سلامتها وصحتها", وفق زعمه.