أماطت تقاير صحافية جزائرية اللثام عن أن محكمة العاصمة الجزائرية ستنظر في قضية شبكة جزائرية لتبييض الأموال وتهريبها تضم مستثمرا لبنانيا، تتهمه المخابرات الأمريكية بتمويل تنظيم "حزب الله" الشيعي.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائريةن اليوم الثلاثاء، أن 31 متهماً يواجهون تهماً "ثقيلة" سيتم الفصل فيها أمام الغرفة الجزائية في مجلس قضاء العاصمة تتعلق بتبييض الأموال وتهريبها، تورط فيها مستثمر لبناني وضباط ومحافظو شرطة مكلفون بقسم التفتيش والمراقبة في كل من ميناء تنس "200 كلوم شمال غرب" وميناء العاصمة الجزائرية.
وأوضحت الصحيفة أن القضية حرّكتها أجهزة الأمن الجزائرية بناء على مراسلة من الأجهزة الأمنية الأميركية تشتبه في مصدر الثروة التي يملكها رجل الأعمال اللبناني المتهم يتمويل حزب الله، مع تحويله أموالاً طائلة نحو حسابه البنكي في لبنان، الأمر الذي يخالف قانون الصرف والنقد الذي تتعامل به البنوك.
وضافت أن التحريات بيّنت أن المستثمر اللبناني عمد إلى فتح 3 شركات متخصصة في استيراد النفايات الحديدية في كل من لبنان وتركيا والجزائر، وربط شبكة علاقات مع جمركيين في كل من ميناء العاصمة الجزائرية وتنس، مشيرة إلى أن الجمركيين متهمون بتلقيهم رشى مقابل تسهيل الإجراءات الجمركية للعمليات المشبوهة في تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية.
ولفتت الصحيفة إلى أن التحقيق كشف أيضاً عن قيام المستثمر اللبناني بتزوير فواتير وتضخيم قيم مالية مسجلة على فاتورة نموذجية يتم إرسالها إلى الشركة الأم في لبنان، ما يسمح له بتهريب الأموال لأرصدته في لبنان.
وأوضحت أن المستثمر اللبناني صرّح أثناء التحقيق أنه لجأ في كل عملية استيراد إلى تضخيم الفواتير المتعلقة بها من أجل تلقي تسهيلات من طرف المتهمين كل واحد حسب مهامه، لتسهيل تبييض الأموال وتحويلها الى لبنان مقابل قبضهم رشى وهدايا.
وفي عام 2009، اشتبهت قوات الأمن الجزائرية بوجود خلية تجارية تابعة لـ"حزب الله" بزعامة الشيعي حسن نصر الله، قد أنشأها رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين "مادوف لبنان" في الفترة التي كان ينشط بها بصفته رجل أعمال.
وقال مصدر امني جزائري يتابع ملف الخلية: (إن الأمن الجزائري يأخذ على محمل الجد تصريحات صلاح عز الدين المقرب من حزب الله للسلطات اللبنانية عقب اعتقاله، بأنه خسر مبلغا قيمته 200 مليون دولار في نشاطات تجارية بالجزائر).
وأضاف المصدر: (نتساءل عن كيفية إدخال هذا المبلغ وطرق التصرف فيه، ونرى ضرورة فتح تحقيق بنكي كبير لمعرفة حركة الأموال والحجم الحقيقي لهذه الأموال التي يتحدث عنها عز الدين).
وأكد المصدر على، أن محاولة عزالدين لفتح مدرسة لبنانية في الجزائر هي قرينة أخرى عن "نشاطاته المشبوهة" في الجزائر.