الأمم المتحدة تدين المقاومة وتبرر الغارات "الإسرائيلية"


نددت الأمم المتحدة الأربعاء بشدة بالهجمات التي يشنها ناشطون فلسطينيون انطلاقًا من غزة على أهداف "إسرائيلية"، بعد يوم من انفجار صاروخ قرب حضانة أطفال، لكنها أثارت انتقادات حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع واتهمت المنظمة الدولية بازدواجية المعايير.
وقال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، إن الهجمات الصاروخية من غزة على "إسرائيل" والتي تصاعدت خلال الأيام الأخيرة تمثل "انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي" وتعرض للخطر حياة المدنيين، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
فيما لم يدن سيري هجومًا أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين مطلع الأسبوع الجاري وهو أكبر عدد من القتلى منذ الهجوم "الإسرائيلي" الذي استمر ثلاثة أسابيع في غزة قبل عامين استشهد فيه 1500 فلسطيني.
وقال المبعوث الأممي في إشارة إلى الغارات الجوية "الإسرائيلية"، إن إسرائيل "لها حق الدفاع عن النفس بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي"، ودعا الى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس "واتخاذ كل الاحتياطيات التي تضمن عدم تعريض القوات الاسرائيلية المدنيين في غزة للخطر".
بدورها، اعتبرت "حماس" أن تصريحات سيري التي أدانت الهجمات "الفلسطينية" وتجاهلت الغارات "الإسرائيلية" تعكس "ازدواجية في المعايير".
وقال المتحدث باسم الحركة طاهر النونو إنه يجب على الامم المتحدة أن تصحح الموقف الذي عبر عنه سيري الذي كان يبرر الاعمال العدوانية للاحتلال "الإسرائيلي".
وأضاف إن الأمم المتحدة مطالبة باحترام حقوق الشعب الفلسطيني التي نص عليها القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ذات العلاقة وعدم استخدام سياسة ازدواجية المعايير.
ويعتقد محللون عسكريون إن شن هجوم رئيس ثان على غزة من جانب "إسرائيل" غير وشيك وإن كان قد يصبح حتميًا في المدى البعيد. وقالوا إن الهجوم الصاروخي الثلاثاء الذي لم يسبب اصابات في حضانة الاطفال كان يمكن ان يتسبب في رد "إسرائيلي" قوي لو أن أطفالاً أصيبوا أو قتلوا.
وقال نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" دان مريدور الذي كان يتحدث لراديو اسرائيل "ليس لنا مصلحة في تطور القتال. وإذا التزم الطرف الآخر بالهدوء التام فإنه لن يكون هناك سبب لاأ تتطور مثل هذه الأعمال" واتهم "حماس" بأنها "لم تفعل ما يكفي" لوقف الصواريخ.
من ناحية أخرى، اعتبر المبعوث الأممي أن الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة تحسنت بعد أن "خففت إسرائيل القيود على الواردات والعمل على توسيع الإمكانات التجارية عند مركز لخدمات الإمداد والتموين"، وقال إن الهدوء ضروري لنجاح الإجراءات.
وكان رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، الجنرال جابي اشكنازي حذر الثلاثاء من أن الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة قد تكون هشة وقابلة للاشتعال.
وذكر اشكنازي أنه سيتم نصب كتيبة مكلفة بتشغيل منظومة قبة الحديد لاعتراض القذائف الصاروخية على الحدود مع قطاع غزة خلال العام القادم، وفق ما نقلت عنه الإذاعة "الإسرائيلية" العامة.
وأضاف إن نشاطات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ازدادت خلال العام الماضي، وأن الجيش "الإسرائيلي" يعمل داخل القطاع على بعد مئات الأمتار لإحباط عمليات الفصائل الفلسطينية.
وكانت قوات الاحتلال قتلت ليل السبت خمسة مقاومين فلسطينيين وسط قطاع غزة، وذلك بعدما شنت غارة جوية عليهم، لترفع بذلك عدد شهداء قطاع غزة لهذا الشهر إلى 12 شهيدًا، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/12/2010
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com