قال عبد الله حسن محمود سفير الجمهورية الصومالية بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية إن تركيا هى أكثر الدول التى تلقت منها بلاده مساعدات متعددة الأشكال منذ أن ضرب الجفاف الشديد الأراضى الصومالية، مضيفا أن المعونات التى تصل عن طريق الأمم المتحدة لا يصل منها إلى الصومال شىء.
وأكد محمود فى حوار مع "اليوم السابع" أن حركة شباب المجاهدين المتمردة تقوم بالفوضى، ولكنها ضعفت الآن ولا تستطيع أن تعرقل أو تقف أمام المجتمع الدولى الذى يساعد الجوعى، قائلا: "الله هو المسئول عن مصيبة الجفاف التى حلت بباكول ولوير شابل، حيث لم تهطل الأمطار لمدة سنوات فى جنوب الصومال وخاصة فى مناطق دينسور وكيسمايو وجدو وجوبا السفلى والوسطى وهذه المناطق كانت تتركز فيها الزراعة التى تتضررت من الجفاف الشديد ونفقت المواشى من إبل وبقر وأغنام".
وأوضح السفير الصومالى أن الحكومة الانتقالية لا تستطيع وحدها إنهاء حالة الحرب الأهلية بل يجب أن تجد العون من المجتمع الدولى ومن الدول العربية والإسلامية ومن الشعب الصومالى نفسه، مؤكدا أن الدول الغربية أعطت أوامر للدول العربية بأن تبتعد عن الساحة الصومالية وألا تتدخل فيها ووافقت الدول العربية على ذلك.. وإلى تفاصيل الحوار...
• ما أكثر الدول التى تلقيتم منها مساعدات؟
- تركيا هى الأولى حتى هذه اللحظة.
• وماذا عن مصر؟
- مصر شحنت طائرة كبيرة، وصلت إلى العاصمة مقديشيو، مليئة بالمؤن الغذائية والمواد الإغاثية وبعض الأدوية والملابس والخيام، كما قدمت بعض الأمور عن طريق الأطباء المصريين والعرب.
• لماذا لا تصل إليكم ما تتبرع به الدول الغربية لصالحكم عبر منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة؟
- جرت العادة بأن مكتب الأمم المتحدة فى العاصمة الكينية نيروبى ينهب كل ما تقدمه الدول إلى الجوعى ولا تصل إلى الصومال وهذه هى الحقيقة المرة.
• وإلى أين تذهب الأموال المتبرع بها؟
- يسرقها موظفو الأمم المتحدة المتواجدين فى نيروبى وهم بالآلاف، بل يتم تأجير بعض الطائرات الصغيرة من نيروبى إلى الصومال لنقل الماء لرجال الأمم المتحدة المتواجدين فى مقديشيو أى أنها لا تحمل أى شىء للصومال، بـ 20 ألف دولار على حساب الصومال وهناك طائرات أخرى تصل تؤجر بـ 22 ألف يورو وربما أكثر لتطعيم قيمته 500 دولار فالأمم المتحدة وأجهزتها فى منتهى الفساد.
والدول الغربية كانت قد تبرعت بأكثر من خمسمائة مليون دولار فى التشكيل السابق لحكومة الشيخ شريف، ولم تصل عشرة ملايين دولار إلى الصومال وجميع هذه الأموال ذهبت هباء منثورا، وهذا هو الواقع الأليم الموجود.
• هل هناك عوائق ستحول دون وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها؟
- لا توجد أى عراقيل.. فمطار مقديشيو آمن وكذلك الميناء وتصل هذه المساعدات بكل وضوح.
• وماذا عما وصل لنا من أن قوات من الجيش حصلت على بعض المساعدات لنفسها ولم تصل إلى مستحقيها؟
- مثل هذه الممارسات تحدث فى كل مكان فى العالم وربما تفعل القوات القوات الأمريكية ذلك وهذه مسائل صغيرة وليس لنا شأن فى ذلك، نحن لسنا ملائكة. ولكن الناس الذين لا يريدون أن يساعدوا الصومال يسيئوا إليها.
وليذهب مرسلو المساعدات معها ليوزعوها على الجوعى منعا للسرقة بمساعدة الحكومة الصومالية وبعض الهيئات الخيرية الموجودة وهذا ما يحدث الآن فى الساحة الصومالية.
وحتى الآن ما زالت حركة شباب المجاهدين المتمردة تقوم بالفوضى ولكنها ضعفت والحمد لله ولا تستطيع أن تعرقل أو تقف أمام المجتمع الدولى الذى يساعد هؤلاء الجوعى، ربما يعرقلون من حين لآخر لكن تأثيرهم لن يكون كبيرا.
تحدثت عن حالة ضعف تنتاب جماعة شباب المجاهدين الآن.. هل ترى إمكانية لدحرها؟
- هناك إمكانية كبيرة جدا وأرجو ألا يكون موعد ذلك بعيدا، ويكون نهاية هذا العام.
طيب كيف يمكن دحرها؟
- عن طريق تقوية الحكومة ومساعدة المجتمع الدولى ومعرفة الشعب الصومالى الذى كان يتعاون معها أنها مجموعة متطرفة غير ملتزمة بالإسلام.
• فى تصريحات سابقة لك.. تحدثت عن مؤامرة لفصل الصومال عن محيطه العربى والإسلامى.. كيف ذلك؟
- الدول الغربية أعطت أوامر للدول العربية بأن تبتعد عن الساحة الصومالية ووافقت الدول العربية على ذلك، ولذا أن تبقى المسألة الصومالية على ما هى عليه الآن فهذا توجه غربى ولا يحتاج ذلك إلى دليل.
• وإلى أين كانت تذهب التبرعات المالية التى كانت تجمعها جامعة الدول العربية فى بعض مؤتمراتها لصالح الصومال؟
- تساءل: "وهل كانت تساوى شيئا؟!"، بلد كله اندحر وتدمرت البنية التحتية ونصف شعبه نزح إلى الخارج، فماذا نفعل بالثلاثة ملايين التى تبرعت بها الجامعة؟!
• أنت سفير بلدك لدى مصر منذ 20 عاما.. كيف ترى العلاقات بين مصر والصومال طيلة هذه المدة؟
- العلاقات بين مصر والصومال قوية لكن النظام الأخير لم يكن تفاعله مع الحكومة الصومالية شبيها بأيام الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وعندما جاء هنا عبد الله يوسف، رئيس جمهورية الصومال السابق، فى زيارة رسمية استقبله مبارك بقصر القبة وكنت موجودا، فسأله مبارك ماذا تطلب من مصر أجاب: هناك وشايات ينقلها إليك ناس وهذا الكلام ليس له أدنى صحة، إذ اتهمته المخابرات المصرية بأنه رجل أثيوبيا وليس عروبيا، وأضاف يوسف نحن دولة ثلاثية السمة فنحن أفارقة وعرب ومسلمون وهذه السمات لا نستطيع أن نتخلص منها حتى إذا قررنا ذلك وأنا عبد الله يوسف معروف بالصدق ولا أجد ما يجبرنى أن أكذب عليك ولو سألت أنا كصومالى ورئيس جمهورية الصومال من هى الدولة الأولى بالنسبة للصومال فهى مصر تلك الدولة الأقرب والأنفع والأحق إلينا فى العالم كله، وذلك فى وجود عمر سليمان، مدير المخابرات الذى كان يقصده يوسف.
• ما رأيك فى المقترحات المصرية لرفع المعاناة عن الشعب الصومالى؟
- أنا أعتقد أن هذه المقترحات وجيهة ونحن نريد للحكومة الصومالية أن تقف على أقدامها ومصر تقول نفس الشىء.
فيما لم يذهب منذ عشرين عاما مسئول عربى إلى الصومال فلماذا يخافون هل يسيحون مثل الزبدة؟!.
• إلى أى مدى أثرت القرصنة على الوضع الاقتصادى فى الصومال؟
- لا يوجد شىء اسمه قرصنة، والقرصنة خلقتها الدول الغربية لحاجة فى نفسها، فالقراصنة فى الصومال فقراء ويجب علينا أن نسأل أنفسنا من الذى أعطاهم الزوارق السريعة والتليفونات اللاسلكية وغير ذلك، وسنجد أن الغرب شارك فى ذلك على الرغم من استطاعتهم إنهاء القرصنة فى يوم واحد.
وإذا كان هؤلاء الغربيون مخلصون فى إنهاء القرصنة كان عليهم مساعدة شرطة وخفر سواحل الصومال لأن القرصان يعيش فى الجبال الوعرة ولا يستطيع الجندى الصومالى أن يذهب لهؤلاء الغربيين الذين تمشى بوارجهم ومدمراتهم فى المياه الإقليمية الصومالية، والغرب لم يقدم بندقية أو سيارة واحدة للقيام بهذه المهمة. فهم الذين صنعوا القرصنة التى ظهرت بعد إغراق المواخر الكبيرة لمعدات صيد الصوماليين وقتلت بعضهم ومن هنا بدأ الصوماليون القرصنة أى أنهم يوافقون على نهب خيراتهم ودفن نفايات سامة فى أراضى بلدهم. والعرب انجروا وراء هذا الكلام دون أن يتحققوا من أى شىء.