لا يزال الغموض يكتنف مكان اختباء العقيد الليبي معمر القذافي، المتواري عن الأنظار والذي بات الوصول إليه الهدف الأول للثوار المناهضين الذين سيطروا على العاصمة طرابلس في الأسبوع الماضي، في الوقت الذي رشحت فيه تقارير صحافية إمكانية الوصول إليه خلال اليومين القادمين.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن أن الثوار اقتربوا الأحد من حسم مصير العقيد الهارب وأسرته في مكان غير معلوم داخل ليبيا، وأضافت - طبقًا لمعلومات خاصة قالت: إنها حصلت عليها -: إن الثوار بصدد اكتشاف مخبأ القذافي خلال اليومين المقبلين، بعدما حصلوا على أدلة وشواهد تشير إلى مكانه.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر "رفيع المستوى" في قوات الثوار، تأكيده قرب الوصول إلى مكان القذافي، قائلاً: "نعم لقد اقتربنا من تحديد مكانه إلى حد ما، واعتقلنا ضابطًا عسكريًّا برتبة كبيرة كان على صلة به خلال الأيام القليلة الماضية".
وبحسب الصحيفة، فإن الضابط المعتقل يدعى محمد العيساوي، وهو برتبة فريق، وكان مسئولاً عن قيادة سلاح المدفعية في الجيش الليبي الموالي للعقيد القذافي، وهو أحد المقربين أيضًا من "أبو زيد عمر دوردة" رئيس جهاز المخابرات الليبية.
وقالت نقلاً عن مصدر ليبي "رفض تعريفه": إن العيساوي وقع في أسر الثوار بعد تحرير مدينة زوارة وهروب قوات القذافي منها, مشيرًا إلى أنه تم الحصول على تسجيلات لمكالمات هاتفية بين العيساوي والقذافي خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت الصحيفة: إن الفريق العيساوي أكد خلال التحقيقات معه أن الفريق الخويلدي الحميدي - صهر العقيد القذافي - وأسرته وقوة تتكون من حوالي 300 شخص - قد اجتازوا مؤخرًا الحدود الليبية التونسية باتجاه الجزائر، مشيرًا إلى أن القتال الذي دار بين قوات القذافي والثوار منعه من اللحاق بموكب الخويلدي في اللحظات الأخيرة.
ويعتبر العيساوي أول مسئول عسكري يقع في أسر الثوار يدلي بمعلومات قد تقود إلى تحديد مكان اختباء القذافي، الذي فر بعد اجتياح الثوار لمعقله الحصين بمقر إقامته في ثكنة باب العزيزية، بالعاصمة الليبية طرابلس قبل أيام.
وتحول اهتمام الثوار وحلفائهم في حلف الأطلسي "الناتو" بعد سقوط معظم طرابلس تحت سيطرة المعارضة نحو تعقب أثر العقيد الليبي الذي قال ليل الثلاثاء: إنه موجود بمكان ما داخل العاصمة.
وقال وزير الدفاع البريطاني "ليام فوكس" الخميس لمحطة "سكاي نيوز": "يمكنني أن أؤكد أن الحلف الأطلسي يوفر المعلومات ومعدات استطلاع إلى المجلس الوطني الانتقالي للمساعدة على تحديد مكان العقيد القذافي وأفراد آخرين في نظامه".