كشف خبير إستراتيجي متخصص بالشئون الإيرانية أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أمر برصد ميزانية خاصة لصالح تفجير حوار البحرين، ومعاودة النشاط الإرهابي في المملكة، تحت بند مساعدة فقراء البحرين وضحايا "الإرهاب الحكومي".
وقال الكاتب العراقي الخبير الاستراتيجي بالشؤون الإيرانية والشرق الأوسط صافي الياسري: إن هذه الميزانية ستوضع تحت يد مكتب البحرين التابع للمرشد الأعلى، مشيراً إلى أن هذه المعلومة سربتها إليه بعض جهات المعارضة الإيرانية.
وأضاف أن هذه المعلومة التي هي في غاية الخطورة تدين نظام ولاية الفقيه بنحو مباشر بالضلوع في أحداث البحرين الإرهابية خلال شهري فبراير ومارس من هذا العام، والتخطيط لإفشال حوارها، وتجديد هذه العمليات.
وانتقد الياسري عقد طهران مؤتمراً لمكافحة "الإرهاب"، وتساءل: كيف يكون شكل الإرهاب الذي يدعون مكافحته يا ترى على خلفية هذه السلوكيات؟؟، وهذه السلوكيات الموثقة.. ألا تعني أن ملالي طهران ينظرون إلى كل من يعترض طريقهم أثناء ممارسته حقه في بلاده في رفض المشاريع الإلحاقية والنفوذ والهيمنة الإيرانية على أنه إرهابي ويبيحون دمه؟؟، وأن الوسائل التي تستخدمها ولاية الفقيه لترسيخ ذلك لا يقف في وجه اختيارها رادع أخلاقي أو التزام قيمي؟، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يستعد لإدانة طهران بقرار جديد يرصد لها 59 قراراً دولياً بانتهاك حقوق الإنسان.
وحذر من أن العمليات الإرهابية المباشرة، والعمليات المباشرة، التي تنفذها أجهزة المخابرات الإيرانية المتنوعة التخصصات والألوان والأهداف في العراق، والتي تكررت في البحرين ولبنان أيضا، من المحتمل أن يكون لها نصيب من التكرار خلال فعاليات الحوار البحريني، مع توفر بيئة صديقة تعين على التحرك والاحتماء والاختباء والرصد.
وقال الياسري: إن البيئة التي نقصدها معلومة ويعرفها البحرينيون، ومع ذلك يمكن لهؤلاء أن يضيعوا أنفسهم ويضللوا أجهزة الرصد البحرينية بمعونة أصدقاء محليين، ونحن نعرف جميعاً أن إيران لا تتورع عن شيء في سبيل تنفيذ مشاريعها.
وأشار الياسري إلى نشاط المخابرات الإيرانية الذي تعترف به تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وقال: '' هي ليست زلة لسان بالتأكيد، خارج إيران وفي البلدان التي تسعى إلى ترسيخ نفوذها فيها، معتمدة ومرتكزة بقوة على عملائها سواء كانوا في صفوف الحكومة، كما هو الحال في العراق ولبنان، أم في ثنايا المجتمع وبعض القوى التي تمتهن السياسة، كما هو الحال في البحرين''!!
وأكد أن التحدي الشعبي والرسمي البحريني الرافض لنفوذ إيران هو أخطر ما تواجهه ولاية الفقيه على مشاريعها الإلحاقية الاستحواذية في الخليج وعموم الإقليم، بل على مصيرها و وجودها على دست الحكم، وقال : إن هذا التحدي هو ما يمكن أن نسميه التيار المرتد، إذ إنه يشكل ارتدادات الحث الذي تضخه ولاية الفقيه في إطار عمليات تصدير الاستبداد الديني الطائفي الذي سبق وأن وصفه النائيني أحد أركان الفكر الجعفري، بأنه أسوأ أنواع الاستبداد، أو ما يسمونه بتصدير الثورة، إذ يرتد بفعل المقاومة الشعبية البحرينية المتمسكة باستقلال البحرين وهويتها العروبية إلى الداخل الإيراني الشعبي ومن ثم الرسمي، ما يهدد بقاء رموز ولاية الفقيه وبنائها في مواقعه ويهددها بالانفجار من الداخل.
وشدد الياسري على أن الحوار البحريني ومجريات تعضيده وترسيخ جديته كلها تعد إعلاناً جدياً مكرراً وعالي الصوت ومسلحاً هذه المرة، عن استقلال البحرين، وإدراج الخرافة الإيرانية حول عائدية البحرين في غياهب الغيب المستحيل، وبخاصة بعد الخيمة العربية التي بسطت ظلها على أرض دلمون وسمائها، مما يربك إيران ولاية الفقيه ويضاعف حنقها وحقدها على البحرين وقيادتها، ويدفعها بقوة إلى استهدافها وإفشال خطواتها الاستقلالية.