أكد عبدالحليم خدام النائب السابق الرئيس السوري ، أنه لا بديل عن إسقاط النظام الحالي، وأن الجيش السوري تحول إلى جيش احتلال، وأعرب عن يقينه في أن آلاف المواطنين قتلوا وجرحوا خلال التظاهرات والاحتجاجات،التي بدأت في مارس الماضي، مشيرًا إلى أن المعارضة قطعت الأمل في الحوار مع النظام، لأن المشكلة في طبيعة النظام القائم على القتل والقمع.
وفي حوار أجرته معه قناة "العربية" قال خدام: "الجيش لن يبقى في وضعه الحالي، ولن يستمر في القمع، بل ستنتعش روحه الوطنية، ولن يستمر في هذا الموقف، وقريبًا سيجد نفسه أمام حائط مسدود وليس أمامه سوى الرجوع للشعب، وسيتفكك، وهذا الرأي مبني على معرفته الشخصية بالجيش، وأن هذا التفكك ليس طائفياً بل سيتفكك على أساس وطني".
وتعليقًا على المعارضة الحالية، قال نائب الرئيس السوري السابق: "لا أحد يستطيع أن يقول إنه يمثل الشعب السوري، وليس هناك تفويض لأي شخص من الشعب، وأنه لا يوجد من يمكن أن يتحدث مع النظام لأنه انتهى، وأعتقد أن هناك رأياً عاماً وشعباً يتحرك، وهذا الشعب هو الذي سيفرز القيادة التي ستئول إليها أمور البلاد".
وحول الموقف الدولي مما يجري في سوريا، رأى خدام أن هذا الموقف تطور من الصمت في البداية ومر بمراحل عديدة، ووصل الآن لقول مسئولين كبار في عديد من الدول إن النظام فقد القدرة على الاستمرار أو فقد شرعيته، مثل فرنسا التي قالت صراحة إن نظام السد فقد شرعيته، وفي الولايات المتحدة قالت الإدارة الأميركية كلاماً يؤدي هذا المعنى.
وأضاف خدام: "حزب "البعث" لا يقود، ولكن من يقود ويتخذ القرارات، هما (الرئيس) بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد"، مستبعدًا أي إمكانية للتغيير من داخل النظام، ومشددًا على أن المطلوب هو وضع نظام جديد والانتقال لعملية ديمقراطية يتم خلالها تبادل السلطة بشكل سلمي.
وعن تصريحاته السابقة حول تشكيل مجلس انتقالي، قال خدام: "هناك مشاورات في الداخل لتشكيل هيكلية سياسية تسهم في دعم الثورة وتحقيق أهدافها حتى تصل لهدف إسقاط النظام ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية وإن أعضاء هذا المجلس هم من المشاركين في الثورة ويؤمنون بأهدافها".
وفيما يخص قدرة التظاهرات والاحتجاجات الحالية على إسقاط النظام، قال النائب السابق للرئيس السوري: "ستنجح في تحقيق هدفها مع تصاعد موقف الرأي العام العربي والرأي العام الدولي، ومع استمرار تلك الضغوط سيتفكك النظام والشعب السوري بعد 40 عامًا من القمع، كان مثل البركان الهادئ، وإن استخدام القوة أدى إلى انفجار البركان الحالي".
وشدد خدام على أن التغيير في بنية النظام والتحول في سوريا، سيؤدي إلى خلق وضع أكثر استقرارًا وليس للاضطراب وفوضى، لافتًا إلى أن هناك أشخاصًا ارتكبوا جرائم يجب أن يحاكموا عليها، مثل ما حدث في حوران وريف دمشق.
وعن مقتل 120 جنديًا في جسر الشغور، قال إن "الجيش انقسم، وهناك ضباط رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، فوقع صدام داخل القوات وتم إطلاق النار عليهم وقتلهم".
وحول وجود عناصر إسلامية مسلحة قال إن تلك المعلومات مفبركة لخدمة النظام، ونفى تسرب عناصر بين المتظاهرين لتسوية حسابات مع النظام.
وأضاف عبد الحليم خدام: "لا يوجد سلفيون في سوريا، وكانت هناك مجموعة صغيرة اصطنعها النظام وتم إرسالها إلى نهر البارد".
ونفى ما تردد عن قيامه بإرسال سلاح إلى داخل سوريا، خصوصاً إلى مدينة بانياس مسقط رأسه، وقال: "هذه أكذوبة وأؤكد أن المعارضة الحالية سلمية، وإن تحولها إلى معارضة مسلحة رهن بالموقف الدولي والعربي".