وصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، إلى العاصمة الكوبية هافانا في أول زيارة تاريخية يقوم بها رئيس أمريكي منذ 88 عاما، وينوي من خلالها إنهاء عقود من العداوة، وتعزيز التقارب الذي بدأ بين البلدين نهاية 2014.
وتعتبر زيارة أوباما التاريخية إيذانا بفتح صفحة جديدة فى العلاقات الأمريكية مع الحكومة الشيوعية للجزيرة بعد عقود من العداء بين الخصمين السابقين فى الحرب الباردة.
يشار إلى أن زيارة أوباما تهدف إلى إنهاء الخلاف المستمر بين البلدين منذ عقود، فيما اعتقلت الشرطة الكوبية يوم الأحد عشرات المحتجين المناهضين للحكومة الشيوعية قبل ساعات من موعد وصول الرئيس الأمريكى.
وكان أوباما قد غادر قاعدة أندروز الجوية (قرب واشنطن)، متوجهاً إلى العاصمة الكوبية "هافانا"، ويرافق أوباما خلال زيارته التي من المنتظر أن تستغرق 3 أيام، زوجته ميشيل، وابنتيه، وعدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.
وبيدأ أوباما جولته في كوبا، بزيارة سفارة بلاده التي أعيد افتتاحها قبل أشهر في هافانا، بعد 50 عاماً، ليقوم عقب ذلك بالتجول مع عائلته في المناطق الأثرية التي تشتهر بها المدينة.
ومن المقرر أن يلتقي أوباما نظيره الكوبي، راول كاسترو، غداً الإثنين، في قصر الثورة، حيث من المنتظر أن يحضر فعالية حول ريادة الأعمال، بعد مشاركته في مأدبة عشاء يقيمها كاسترو على شرفه.
وتتضمن أجندة أوباما ليوم الثلاثاء، خطاباً يوجهه للشعب الكوبي، على أن يعقد عقب ذلك جلسة مع ممثلي العديد من المنظمات المدنية الكوبية، ويحضر بعدها مباراة استعراضية في لعبة البيسبول بين منتخب كوبا وفريق "تامبا باي رايس" الأمريكي، ويغادر بعدها هافانا، متوجهاً إلى الأرجنتين.
وتعليقاً على الزيارة المنتظرة، قال أوباما خلال خطاب ألقاه الأسبوع الفائت "أنتظر بفارغ الصبر، أن أكون الرئيس الأمريكي الأول الذي يزور كوبا بعد قرابة 90 عاما، دون أن ترافقني سفينة حربية".
جدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية، كانت قد اتخذت قرار تطبيع العلاقات وتحسينها مع كوبا، في ديسمبر من عام 2014، وبدأت إثر ذلك، تخفيف العقوبات المفروضة على هافانا.
وفي هذا السياق، قامت الولايات المتحدة برفع اسم كوبا، من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، وتخفيف العقوبات المفروضة عليها في مجالات الملاحة الجوية المدنية، والبحرية، والبنوك، والتجارة، فيما أعادت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما، العام الماضي، بعد أن تعرضت هذه العلاقات للقطيعة، إثر الثورة الكوبية عام 1959، وتمّ فتح السفارات بشكل متبادل.
يذكر أنّ "كالفين كوليدج" هو الرئيس الأمريكي الأخير الذي أجرى زيارة رسمية إلى كوبا في عام 1928، وذلك برفقة سفينة حربية.