نقل الصحفي جيفري غولدبرغ عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مجلة "ذي أتلانتك" قوله إن ما يحتاجه فى الشرق الأوسط بعض المستبدين الأذكياء.
ووفقا لغولدبرغ، يعترف أوباما بأنه فشل في تحقيق هدف خطابه في القاهرة عام 2009، في أول أيام رئاسته، حيث سعى لإقناع المسلمين بالنظر بصورة صادقة إلى مصدر تعاستهم والكف عن لوم "إسرائيل" على جميع مشاكلهم.
ويقتبس اوباما قائلا: "كان كلامي: لنتوقف عن التظاهر بأن سبب جميع مشاكل الشرق الأوسط هي إسرائيل… نريد العمل من أجل مساعدة الفلسطينيين الحصول على الدولة والكرامة، ولكن كنت آمل أن يثير خطابي نقاشا، أن يتمكن من دفع المسلمين للتعامل مع المشاكل الحقيقية التي يواجهونها. تفكيري كان أن أوصل الرسالة بأن الولايات المتحدة لا تقف في طريق هذا التقدم، إننا سوف نساعد، بأي طريقة ممكنة، في تحقيق أهداف عربية واقعية وناجحة التي توفر حياة أفضل للأشخاص العاديين".
وما حدث في السنوات التالية، وفقا لغولدبرغ، أنه "مع تخلي الربيع العربي عن آماله الأولى، واجتياح الوحشية والاختلال للشرق الأوسط"، أدى هذا إلى يأس أوباما. "انهيار الربيع العربي جعل الرئيس متشائما حول ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه في الشرق الأوسط، وجعله يدرك مدى تشتيت الفوضى هناك التركيز على الأولويات الأخرى"، كما كتب غولدبرغ.
ويقول غولدبرغ إن صعود تنظيم الدولة "رسخ قناعة أوباما أنه لا يمكن إصلاح الشرق لا أثناء حكمه، ولا حتى في الجيل القادم".
وفي السياق ذاته، نقل موقع "هافينغتون بوست" أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل جاهدة لقتل زعيم "الدولة الإسلامية قبل أن يغادر الرئيس البيت الأبيض في يناير القادم، كما أشار الصحفي "جيفري غولدبرغ" في تقرير مفصل نشر أمس الخميس في مجلة "أتلانتيك" عن "عقيدة" أوباما.
ويقول الصحفي إن أوباما كان يرى أن "سوريا تشكل منزلقا مثلها مثل العراق"، وقد توصل، خلال ولايته الأولى، إلى اعتقاد مفاده أن "التهديدات التي تبرر تدخلا أميركيا مباشرا، محصورة في القاعدة، والتهديد لوجود إسرائيل، وأيضاً التهديد الذي يشكله السلاح النووي الإيراني والذي يرتبط بأمن إسرائيل". لذا، "لم يصل الخطر الذي يشكله نظام الأسد إلى مستوى خطورة هذه التهديدات".
ويعتقد الرئيس، وفقا لغولدبرغ، أن استهداف البغدادي بنجاح يبرَر حجته بأن سياسة التحرك العسكري الفعال المحدود جدا في الخارج هو أفضل وسيلة للحفاظ على أمن الأمريكيين. ويشير المقال إلى أن أوباما يود أن يظهر إمكانية إضعاف "المنظمات الإرهابية" دون أن يلعب دورا كبيرا في محاولة إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط.