فجّرت أنباء وجود محادثات بين حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يترأسه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وأطراف دولية، أزمة ثقة بينه وبين حلفائه الحوثيين، ما اضطر الحزب إلى إنكار وجود أي محادثات من هذا النوع، خصوصاً مع ذكر أطراف مشاركة في التحالف مثل الإمارات ومصر. وأوضح مصدر سياسي مطّلع في صنعاء لـ"العربي الجديد" طلب عدم ذكر اسمه، أن الحوثيين طلبوا من حزب "المؤتمر" توضيحاً حول حقيقة ما يجري في العاصمة المصرية القاهرة، وعلى إثر ذلك، أعلن الحزب في تصريح نسبه لمصدر مسؤول على موقع الحزب، نفيه وجود أي محادثات، مؤكداً ألا صحة للخبر الذي أوردته وكالة "رويترز" نقلاً عن قيادي في الحزب، حول أن هناك مفاوضات في القاهرة بين قيادات من المؤتمر، ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات بهدف إيجاد حلي سلمي للأزمة في اليمن ورفع الحصار. "وجود دول من التحالف، مثل الإمارات ومصر، في مباحثات القاهرة هو ما أثار ريبة الحوثيين" ولفت المصدر إلى أن ما دفع حزب "المؤتمر" إلى النفي، ليس أن المحادثات تجري بصورة انفرادية بعيداً عن الجماعة، إذ كان الحوثيون أنفسهم يجرون محادثات في سلطنة عُمان ويلتقون أطرافاً دولية بعيداً عن حلفائهم، غير أن وجود دول مشاركة في التحالف، مثل الإمارات ومصر، هو ما أثار ريبة الحوثيين، خصوصاً مع الدور العسكري الإماراتي في الجنوب، من خلال تواجد قوات خاصة إماراتية كان لها دور بارز في التقدّم في مدينة عدن، الأمر الذي لم يستبعد الحوثيون معه أن يكون صالح بدأ يبتعد عنهم. إلى ذلك، كشف المصدر، أن الحوثيين كانوا ينسّقون خلال الفترة الماضية مع حزب "المؤتمر" لإعلان حكومة استباقاً لعودة الحكومة الشرعية إلى عدن. وتوقّع المصدر أن تؤدي أزمة الثقة بين الحليفين (الحوثيون وحزب المخلوع) على خلفية محادثات القاهرة، إلى عرقلة مثل هذه الخطوة، والتي يسعى الحوثيون إلى اتخاذها كرد فعل على فشل الجهود السياسية الخارجية بالتوصل إلى اتفاق.اقرأ أيضاً: الاشتراكي اليمني يرحّب بتحرير عدن والمؤتمر ينفي وجود محادثات وعلى الرغم من نفي حزب "المؤتمر" وجود محادثات في القاهرة، إلا أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد في مؤتمره الصحافي مع نظيره المصري سامح شكري أمس الأول، وجود محادثات، موضحاً أن بلاده على علم باجتماعات القاهرة حول اليمن. من جهته، أكد الوزير المصري أن "كل جهد في اليمن تم بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية". "حزب صالح يحاول عبر تلك المحادثات الإبقاء على خط سياسي بالتوازي مع المواجهات الميدانية" ولدى سؤال "العربي الجديد" لمصدر يمني مقرّب من الحكومة الشرعية، عمّا إذا لها أي دور، أكد المصدر أن الحكومة ليست جزءاً من تلك المباحثات، معتبراً أن حزب صالح ومن خلال تلك المحادثات يحاول الإبقاء على خط سياسي بالتوازي مع المواجهات الميدانية والتي بات واضحاً أنه يخسر فيها. وأشار إلى أن المحادثات قد لا تختلف عن محادثات الحوثيين مع الأميركيين في مسقط، والتي استمرت لأسابيع من دون الوصول إلى نتيجة. وتتواجد في القاهرة منذ فترة قيادات في حزب "المؤتمر"، بينها الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، والأمين العام المساعد، وزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، وكذلك الأمين العام المساعد، ياسر العواضي، وآخرون. وكان بعضهم قد غادر للمشاركة في محادثات جنيف منتصف يوليو/تموز الماضي، وقاموا بعدها بجولات خارجية بين موسكو وبيروت ومسقط والقاهرة. وحاول حزب صالح قبل أسابيع الترويج لمبادرة سعى لدفع القاهرة لتبنيها وتتألف من 11 بنداً، تبدأ بوقف إطلاق النار بين "المقاومة" من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية لصالح من جهة أخرى، وتنسحب الأخيرة من المدن التي تجري فيها مواجهات، وفي المقابل تنسحب "المقاومة" إلى خارج المدن، على أن تحل بدلاً عنها قوات من الجيش لم تشارك بالحرب مع أي طرف، وغير ذلك من النقاط، التي نفت القاهرة في وقت لاحق أن تكون قد تبنّتها. -