وعلى صعيد السياسة الخارجية، أشار إلى أن "بلاده بحاجة إلى تعاون المجتمع الدولي وستعمل على تعزيز وتوطيد علاقاتها بدول العالم، لاسيما دول الجوار".

وفي الوقت الذي أكد فيه أحمد زاي، أن "بلاده لن تتدخل في شؤون أي دولة مجاورة"، شدّد على "عدم قبولها تدخل أي دولة في شؤونها والعبث بأمنها واستقرارها".

من جهته، تعهّد الرئيس التنفيذي للحكومة، عبد الله عبد الله، بتنفيذ "الوعود التي حملها على عاتقه مع الشعب الأفغاني"، مؤكداً أن "حكومة وحدة وطنية، هي حكومة جميع الأفغان". وأشار إلى أن "العلاقة بينه وبين الرئيس الجديد، ستكون علاقة عمل قوية لمواجهة تحديات البلاد الداخلية والخارجية".

وكانت مراسم تنصيب أحمد زاي، قد بدأت بكلمة موجزة للرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، الذي هنأ الشعب بهذه المناسبة، واصفاً إياها بـ"التاريخية".

كما هنأ كرزاي الرئيس الجديد، وعبد الله، وتعهّد بالتعاون معهما لمواصلة المسيرة وإخراج أفغانستان من الأزمات التي تواجهها على مخلتف الأصعدة.

كما أشار إلى بعض إنجازات حكومته على مدى 13 عاماً الماضية، وأوضح أنه "تولى مقاليد الحكم في أفغانستان في وقت كانت تعاني فيه البلاد من حرب أهلية، ووضع أمني واقتصادي متدهور، إلا أنه تمكن بدعم من الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي من تأسيس مؤسسات الدولة، لتنظيم وترسيخ أنظمة الديمقراطية في البلاد".

وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، التي تزامنت مع مراسم تنصيب الرئيس الجديد، مع انفجار قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول، وبحسب مصادر أمنية فإن "الانفجار نجم عن عبوة ناسفة"، وفي حين لم توضح الداخلية الأفغانية عدد القتلى والجرحى، أشار شهود عيان سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى، بينهم أطفال.

وكانت حركة "طالبان" قد نفذت صباح اليوم هجوماً انتحارياً على مقر الحكومة المحلية، بمديرية زرمت، في إقليم بكتيا، جنوبي أفغانستان، وأدى الهجوم إلى مقتل 16 شخصاً بينهم ثمانية مهاجمين.

وقال المسؤول المحلي في مديرية زرمت، إخلاص كبتان، إن "الهجوم بدأ بتفجير سيارة مفخخة قادها انتحاري على بوابة المقر الحكومي، ليمهد الطريق إلى المهاجمين الآخرين. وبعد التفجير دخل المهاجمون إلى المبنى ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمهاجمين، استمرت ثلاث ساعات تقريباً".

وأكد كبتان أن "من بين القتلى أربعة من عناصر الشرطة، وأربعة من موظفي الحكومة، وثمانية إنتحاريين، فضلاً عن إصابة عشرة من جنود القوات المسلحة وثلاثة مدنيين".

وسارعت حركة "طالبان أفغانستان"، إلى إعلان مسؤوليتها عن الهجوم، إذ شدد المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، أن "الهجوم كبد القوات الأفغانية خسائر مادية وبشرية باهظة، ودمر مقر الحكومة المحلية بشكل كامل".

ويرى المراقبون، أن الوضع الأمني الداخلي من أهم الملفات التي يواجهها الرئيس الأفغاني الجديد، أشرف غني أحمد زاي، خصوصاً وأن معظم القوات الدولية ستنسحب من أفغانستان نهاية العام الحالي.

وقد وعد أحمد زاي، بالعمل على إحلال الأمن بالبلاد، عبر تطوير وتدريب القوات المسلحة وإقناع طالبان والجماعات المسلحة، بترك السلاح، والعودة إلى طاولة المفاوضات.