ما هو حكم الزوج المتلبس بالزنى ؟؟


 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن جريمة الزنى في الشرع بخلاف أي جريمة ، ولذلك هي

الجريمة الوحيدة التي تتطلب لإثباتها أربعة شهود .

قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ

 فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ

الْفَاسِقُونَ ) النور: 4

وهذا الحكم على الرجل والمرأة سواء .

وإذا أرادت هذه الزوجة الانفصال عن زوجها ولم يكن عندها

الشهود الأربعة ، فعليها المباهلة ( الملاعنة ) حتى تنفصل عنه .

قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ،وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) النور: 6 ـ 9

أما تحريم نفسها عليه فهذا لا يجوز شرعاً ، فكيف تحرم ما احله

 الله عز وجل ، وبينهما عقد شرعي لم ينقطع بطلاق أو بموت

، وله حقوق شرعية سوف تسأل عنها اتجاه ، ولكن لها أن

تعذره بالهجر إذا كان هذا ممكن أن يؤثر فيه ، ولا تطيل حتى لا

 يكون سبباً وعوناً للشيطان عليه ، مع تقديم النصح له وتبين له

 حرمة الزنى والوقوع في الحرام ، وعقاب من يفعل هذا الجرم ،

ويتم ذلك إما بالحديث معه ، أو عبر الشرائط والمحاضرات والكتب ، لعل الله يصلح حاله ، ولها الأجر عن هذا . ثم الأصل والواجب عليها بأن تستر عليه ولا تفضح أمره ، وقد قال أهل العلم بأن الأفضل للمسلم أن يستر على الزاني إذا رآه يزني ، مع نصحه ، إلا إذا كان الزاني من أرباب الفواحش ، ويعمل بيوت الدعارة ، وممتهن إفساد بنات المسلمين ، فهذا لا يُستر عليه ، بل يجب ردعه ، بعد التثبيت عليه . واستدلوا بإعراض النبي صلى الله عليه وسلم ، أكثر من مرة عن الرجل الذي جاء مقراً بالزنى

وكذلك قصة ماعز والغامدية التي زنت .

ثم عليها أيضا أن تبحث ماهي الدوافع والأسباب التي جعلت هذا

 الرجل يبحث عن الحرام ويقع في الزنى ، لأن هذه الجريمة من

 أسبابها الغريزة الموجودة داخل الإنسان ، وإن لم يكن هناك

خوف من الله وإشباع لهذه الغريزة ، ما وقع فيما وقع فيه

 ، فعليها مراجعة نفسها وزوجها وعلاج القصور الذي دفع هذا

 الرجل لهذه الجريمة.

ونسأل الله أن يتوب علينا وعليه

ويغفر لنا وله ولسائر المسلمين

والله أعلى وأعلم



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 20/08/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com