وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم بأن الغضب ثلاث مراحل أوله وأوسطه وأخره والمعول عليه هو أخر الغضب الذي يذهب فيه العقل والشعور وإذا ذهب العقل فلا حكم ولا تكليف لأن العقل هو منبت التكليف . وهذا هو معنى حديث " لا طلاق ولا عتاق في إغلاق " ويقصد إغلاق العقل وذاهبة.
أما بالنسبة لسب الله عز وجل ، أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل ، أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو دفع شيئاً أنزله الله ، أو قتل نبيا من أنبياء الله ، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر.
والذي عليه الشافعية والحنيفة أن سب الله ردة فإذا تاب الساب قبلت توبته ، فهذا ما عليه أهل العلم. ولا نعلم أحداً قال بأن الذي يسب الله تعالى معذور بجهله .
وقال ابن قدامة في المغني ومن سب الله تعالى كفر سواء كان مازحاً أ وجاداً وكذلك من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه، قال تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة:65-66
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن سب الله ليس له داع عقلي في الغالب ، وأكثر ما هو سب في نفس الأمر إنما يصدر عن اعتقاد وتدين يراد به التعظيم لا السب.
هذا. والله أعلى وأعلم