أسفر فرز ثلثي الأصوات تقدمًا كبيرًا لزعيم حزب الرابطة الإسلامية "نواز شريف"، يمكِّنه من تشكيل الحكومة بمفرده دون مشاركة السلطة مع أي حزب آخر.
ومن مقر إقامته في لاهور، أعلن شريف استعداده للعمل مع كافة القوى السياسية والعسكرية، داعيًا الأحزاب الباكستانية إلى نبذ الاختلاف، ووحدة الصف في البرلمان المقبل لمواجهة الأزمات التي تمر بها البلاد.
وأضاف رئيس حزب الرابطة الإسلامية: "لست ضد أي ائتلاف، لكن فيما يتعلق بإسلام آباد، فنحن في وضع يمكننا من تشكيل حكومتنا. وسنكون سعداء بالعمل مع كل من يشاركنا رؤيتنا".
وتأتي هذه الدعوة من قبل شريف، بالتزامن مع خروج المئات من أنصار حركة العدالة والإنصاف التي يتزعمها عمران خان إلى ميادين لاهور احتجاجًا على نتائج الفرز الأولية، عقب اتهامها لنواز شريف بالتلاعب في الانتخابات وتزويرها.
وفي ذات السياق وفقا لـ بي بي سي، عبَّر شريف عن رغبته أيضًا في تعزيز علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، محذرًا في الوقت ذاته واشنطن بضرورة أخذ قلق الباكستانيين إزاء هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار على محمل الجد، ومشيرًا إلى دعم بلاده للولايات المتحدة خلال سحبها معظم قواتها من أفغانستان بنهاية العام المقبل.
وأضاف شريف خلال حديثه مع الصحافيين الأجانب من مقر إقامته في لاهور: إنه سيبحث موضوع هجمات الصواريخ التي تشنها طائرات بدون طيار مع الولايات المتحدة، معتبرًا تلك الطائرات تحديًا للسيادة الباكستانية، مشددًا على خطورة الأمر وضرورة أن يتفهم الأمريكيون مخاوف الشعب الباكستاني.
واعتبر مراقبو الاتحاد الأوربي الذين أشرفوا على الانتخابات الاثنين أن الانتخابات التي جرت السبت شكلت "خطوة إلى الأمام" في مجال الديمقراطية، لكن شابتها تجاوزات.
وشهدت الحملة الانتخابية والتصويت أعمال عنف أدت إلى مقتل أكثر من 150 شخصًا، ونفذها متمردون إسلاميون من طالبان ضد أحزاب علمانية من الغالبية المنتهية ولايتها.
ومن جانبه، قال ريتشارد هويت أحد أعضاء البعثة خلال مؤتمر صحافي في إسلام آباد: إن أعمال العنف هذه "رهيبة لكنها يجب ألا تحجب التقدم الذي تحقق" خلال هذه الانتخابات، مضيفًا أن نسبة المشاركة التي تحدت التهديدات ضد الانتخابات تعتبر تصويت ثقة استثنائيًّا بالديمقراطية.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات كثيفة جدًّا، وقاربت الـ60 في المئة، وهي نسبة لم تشهدها أي انتخابات في باكستان منذ 1977.