شهدت مراكز البريد عبر مختلف ولايات الوطن مع نهاية شهر سبتمبر الماضي وبداية أكتوبر الجاري ضخ نسبة كبيرة من أوراق 500 دج المهترئة في أجور الموظفين، بمعدّل 20 مليون سنتيم على مستوى كل مركز بريدي، والتي يتجاوز عددها على المستوى الوطني 3400 مركز، الأمر الذي أثار أزمة بين مؤسسة بريد وبنك الجزائر.
قام بنك الجزائر مؤخرا بضخ نسبة كبيرة من أوراق 500 دج المهترئة وغير القابلة للاستعمال، حيث أدرجت هذه الأوراق في رواتب الموظفين لشهر سبتمبر، وهو ما تسبب في احتجاج عدد كبير منهم على مستوى مكاتب البريد لاسيما وأن هذه الأوراق تم إعادة ترقيعها بالشريط اللاصق، وهو ما أثار استياء عدد كبير من زبائن بريد الجزائر.
وتزامنت عودة الأوراق المهترئة مع مرور 6 أسابيع على الحريق الذي نشب بمطبعة النقود بالرويسو خلال عيد الفطر المنصرم، حيث تواجه العديد من البنوك ومراكز البريد مشكلة الأوراق الائتمانية القديمة، لاسيما صنف 500 دينار، مع العلم أن الأوراق البالية التي كانت منتشرة في السوق الوطنية سابقا هي أوراق من فئة 200 دج والتي من المفروض أن يتم التخلص منها بشكل نهائي مع حلول سنة 2013 حسب الوعود التي تقدّم بها محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي.
وكشفت مصادر ”الفجر” عن نقص حاد في قطع 200 دينار بعد مرور 4 أشهر على صدورها بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، لاسيما بعد الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة والمتعلقة بسحب أوراق 200 دينار، دون اتخاذ إجراءات جديدة لطبع أوراق أخرى تعوّض الكمية المسحوبة من السوق، الأمر الذي أدى إلى نقص كبير في السيولة النقدية عبر بعض المراكز البريدية.
تجدر الإشارة إلى أن بنك الجزائر كان قد أفاد في بيان له عقب حريق مطبعة النقود أن الوثائق الإدارية التي تصدرها متوفرة وتلبي الطلبات المعبر عنها بالنسبة للسنة الجارية. وأوضح البيان بخصوص نسخ عقد الميلاد المؤمنة ”خ 12” وجوازات السفر البيوميترية، أن الكميات التي تم إنتاجها والمخزون من المادة الأولية تغطي بشكل كبير الاحتياجات المعبر عنها لسنة 2012 وستسلم حسب الوتيرة العادية. وأضاف البنك أن برنامج تسليم هاتين الوثيقتين الإداريتين لم يتأثـر، مع العلم أنه نشب خلال العيد المنصرم بمطبعة بنك الجزائر بالرويسو في الجزائر العاصمة حريق مس مكاتب مصالح الدراسات وفضاء خاصا بعبور الورق المستعمل في طبع الأوراق النقدية، كما فتحت السلطات المختصة تحقيقا لتحديد أسباب الحريق الذي أكدت فيما بعد أنه راجع إلى شرارة كهربائية.