هناك مواقف وأحداث جسام وقعت فى الشهر الكريم رمضان، وكان لها أثر كبير فى التاريخ الإسلامى، وسلّط علماء المسلمين وكُتَّاب التاريخ الضوء عليها، وبمناسبة الشهر الفضيل ننشر أهم الأحداث التى وقعت فى مثل هذا اليوم من رمضان.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك فُرضت زكاة الفطر فى المدينة المنّورة، ويقال لها أيضاً {صدقة الفطر}، ومن الدليل على فرضيتها قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىَ}. وما رُوى عن ابن عُمر {رضى الله عنهما} أن رسول الله {عليه الصلاة والسلام} فَرَض زكاة الفِطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على كل حُرٍ أوْ عَبْدٍ، ذكر أو أنثى من المسلمين، وصدقة الفِطر تزكيةٌ لنفس الصائم وطُهرَةٌ لصومه.
وفاة المنصور الخليفة الأموى فى الأندلس: فى 27 رمضان العام 392 هـ الموافق 1002م، مات المنصور، رابع الخلفاء الأمويين فى الأندلس، وهو فى سن الخامسة والستين، واسمه كاملاً هو: الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبى عامر المعافرى، وامتدت فترة حكمه خمسة وعشرين عاماً (367 ـ 392هـ).
فتح المسلمين قلعة فولك الحصينة فى سلوفاكيا: 27 رمضان 1093 هـ الموافق 29 سبتمبر 1682م، استولى القائد العثمانى، أوزون إبراهيم باشا، على قلعة فولك الحصينة فى سلوفاكيا، إضافة إلى 28 قلعة أخرى بالمنطقة، وقد استطاع هذا القائد تحقيق السيطرة الكاملة على سلوفاكيا.
انتصار المسلمين على الجيش الألمانى: 27 رمضان 1107 هـ الموافق 20 أبريل 1696م، السلطان العثمانى يقوم بحملته السلطانية الثانية على أوروبا، أدت إلى حرب شرسة مع الجيش الألمانى وأسفرت عن انتصار العثمانيين. واستمرت هذه الحملة 6 أشهر حتى 25ـ10ـ1696م.
27 رمضان 255 هـ : قتل أحمد بن إسرائيل وأبى نوح فى خلافة المهتدى العباسى وقت سيطرة القواد الأتراك على الخلافة العباسية،
وقد كان أحمد بن إسرائيل وأبو نوح وابن مخلد من كتاب الخلافة العباسية فى خلافة المعتز، وكان ابن إسرائيل كاتب الخلفية وكان ابن مخلد كاتب قبيحة أم الخليفة، وقد اجتمعوا يوم الأربعاء على شراب (خمر )، ثم ركبوا يوم الخميس كل منهم فى جمع عظيم إلى مقر عمله، وحدثت مشادة بين أحمد بن إسرائيل وقائد الأتراك صالح بن وصيف فى حضور الخليفة المعتز، وحقد صالح بن وصيف على ابن إسرائيل وصمم على اعتقاله، ورجاه الخليفة المعتز أن يعفو عنه وقال: هب لى أحمد بن إسرائيل فإنه كاتبى وقد ربانى، فلم يسمع له صالح.
وقبض الأتراك على الكتّاب الثلاثة، وعذبوهم وصادروا أموالهم.
ثم بعد قتل الأتراك للخليفة المعتز تولى المهتدى الخلافة ولم يأبه لما يمكن أن يحدث للكتاب الثلاثة، لذلك قتل القواد الأتراك أحمد بن إسرائيل وأبا نوح بعد قصة مؤلمة من العذاب وذلك فى 27 رمضان 255، بينما اختفى الحسن بن مخلد بين سطور التاريخ، فلم يعرف له أثر.
الثلاثاء 27 رمضان 415 هـ : فى عهد الخليفة الفاطمى الظاهر بالله، هرب ابنا جراح ولحقا بأخيهما حسان بن جراح، الثائر على الدولة الفاطمية، فى الشام، وحين هربا أخذ جميع ما فى الدار، وتركا أخاً لهما مريضاً، فاعتقلته السلطات الفاطمية.
الأربعاء 27 رمضان 734 هـ : قضية القاضى ابن جملة: (من قضاة الزمن الردىء) حيث وقع تنافس وعداء بين القاضى ابن جملة والشيخ الظهير فى دمشق، واستغل القاضى ابن جملة سلطته القضائية ونفوذه فحكم بضرب الشيخ الظهير بين يديه وأن يطاف به فى البلد على حمار.
وكانوا يضربونه وهو على الحمار ضربا عنيفا، ويقول ابن كثير: فتألم الناس له لكونه فى الصيام، وفى العشر الأخير من رمضان ويوم سبع وعشرين، وهو شيخ كبير صائم،
وإرضاء للرأى العام، فقد عزلت السلطات المملوكية القاضى ابن جملة وسجنته.
فى 27 رمضان عام 24 هجريا : تُجَدَّد كسْوَةَ الكعبة من كل عام، وكانت الكعبة المشرَّفَة تُكسَى مرتين فى العام على عهد عثمان بن عفَّان {رضى الله عنه}، الأولى بالديباج يوم التَّرْوِية، وهو اليوم الثامن من شهر ذى الحجة، والأخيرة يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المُبارك، ولا يزال الحال مستمراً فى العهود الإسلامية التى تَلَتْ.
فى 27 رمضان عام 65 : تولّى الخلافة الأمويّة الخليفة عبد الملك بن مروان، من أعظم الخلفاء ودُهائهِم، فقيهاً واسعَ العِلْم، متعبداً ناسكاً، استعمله معاوية على المدينة المنّورة وهو ابن ست عشرة سنة، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه فى مثل هذا العام، فضبط أمورَها، وظهر بمظهر القوة، واجتمعت عليه كلمة المسلمين، وهو أول من صكّ الدنانير فى الإسلام، وكان نقشُ خاتمِه { آمنتُ بالله مُخلصاً}، تُوفى بدمشق عام 86 للهجرة النبوية الموافق للعام الميلادى 705.
فى 27 رمضان عام 95 هجريا:
27 من شهر رمضان المُبارك، المصادف للخامس عشر من شهر حزيران للعام الميلادى 714، رحل الحجّاج بن يوسف بن عقيل الثقفى، احتل الحجاج بن يوسف الثقفى مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتابًا فى التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذى خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعى التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة فى القيادة والإدارة. وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عده كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالا بالغا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعى فى الحال معانى الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التى تروى مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه فى انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير. وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق فى حياته، والمؤثر فى تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها.المولد والنشأة .
فى الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفى فى سنة (41 هـ = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته فى الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا. حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو فى بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه فى ذلك شأن أبيه. وكان لنشأة الحجاج فى الطائف أثر بالغ فى فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصرى، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة فى البلاغة والبيان.
الحجاج وابن الزبير.
لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان فى حاجة إليه؛ حتى ينهى الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذى كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64هـ = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامى، ولم يبق سوى الأردن التى ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح فى استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفى تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق فى يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.
حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمى بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التى يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التى أصبحت فى ذلك العام (73 هـ = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان. وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما فى إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
الحجاج فى العراق..بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور فى العراق بالغة الفوضى والاضطراب، تحتاج إلى من يعيد الأمن والاستقرار، ويسوس الناس على الجادة بعد أن تقاعسوا عن الخروج للجهاد وركنوا إلى الدعة والسكون، واشتدت معارضتهم للدولة، وازداد خطر الخوارج، وقويت شوكتهم بعد أن عجز الولاة عن كبح جماحهم. ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع فى سنة (75هـ = 694م) إلى الكوفة، وفى أول لقاء معهم خطب فى المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة فى كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "…
يا أهل الكوفة إنى لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإنى لصاحبها.
ما كاد الحجاج يقضى على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81-83 هـ = 700-702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذى أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل". وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان فى نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصى وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان. ووجد فى أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان فى شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث فى جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة فى أيدى الثوار، غير أن الحجاج نجح فى أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه فى معركة دير الجماجم سنة (83 هـ = 702م)، والقضاء على فتنته.
وفى الفترة التى قضاها الحجاج فى ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحى الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها، فأمر بعدم النوح على الموتى فى البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط فى الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار فى المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.
ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع فى بنائها سنة (83هـ = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.
نقط المصحف .
ومن أجلِّ الأعمال التى تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب فى أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التى طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفى الحجاج بمدينة واسط فى مثل هذا اليوم، وكان عمره إذ ذاك خمساً وخمسين عاماً، ولما حضرته الوفاة أنشد يقول:
يا ربُ قدْ حلفَ الأعداءُ واجتهدوا بأننى رجلٌ منْ ساكنى النارِ
أيحلفونَ على عمياءَ ويـحهــمُ ما علمهمْ بعظيمِ العفوِ غفارِ
فى 27 رمضان عام 366 هجريا : تُوفى الخليفة الأموى فى الأندلس، الحكم المستنصر، وخلفه ولده أبو الوليد هشام الثانى، المُلقب بالمؤيد بالله، وكان لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، لكن شخصية موهوبة سيطرت على الطفل، واستبدت بجميع شئون الدولة، وهى الحاجب مُحَمّد ابن عبد الله أبو عامر، المُلقب بالمنصور، وقد دعم نفوذه بعملٍ أكسبه شعبية الناس، إلا وهو الجهاد فى سبيل الله، اهتم المنصور الحاجب بالأسطول البحرى لدولة الأندلس، كما قضى على حركة الزعيم المغربى، زير بن عطية المغراوى، حينما حاول الاستقلال بالمغرب عن سيطرة قرطبة، تُوفى المنصور مُحَمّد ابن عبد الله أبو عامر فى السابع والعشرين من شهر رمضان عام 392 للهجرة النبوية الشريفة، وتولى منصبه من بعده ابنه عبد الملك المظّفر، ثم أخذ الأسطول البحرى يضعف ويضعف، إلى أن دخلت الأندلس مرحلة سياسية وحربية وبدأ عصر الدول المستقلة المتفرقة.
فى 27 رمضان عام 539 هجريا :
رحل تاشفين ابن يوسف، هو تاشفين ابن على ابن يوسف ابن تاشفين، به كانت دولة المرابطين المغربية، بعد أن أسسها جدّه يوسف ابن تاشفين، كان سقوط دولة المرابطين على يد قوة فتيّة مغربية جديدة، هى دولة الموحدين، التى احتلت معظم أراضى المرابطين، فحاول آخر أمراء المرابطين تاشفين ابن على أن يستعين بأسطوله البحرى للفرار إلى الأندلس، فرحل إلى وهران بالجزائر، وأقام هناك ينتظر وصول قائده أسطوله، إلى أن وصل إليه من مدينة المريا فى جنوب الأندلس فى عشر سفن حربية، فأرسى قريباً من معسكره فى وهران، إلا أن الموحدين بقيادة عبد المؤمن ابن على، أحاطوا بمدينة وهران من كل جانب، لجأ تاشفين إلى هضبة عالية مشرفة على البحر، فأحاط الموحدون بها من كل جانب وأضرموا النار حولها، خرج تاشفين من الحصن راكباً على فرسه فتردى من بعض حافات الجبل، فمات فى مثل هذا اليوم.. وبعدها بسنتين مات ولده إبراهيم وانتهت بذلك دولة المرابطون إلى الأبد.
فى 27 رمضان عام 702 هجريا :التقى جيش غازان بجيش السلطان صلاح الدين الأيوبى عند مرج الصفر جنوبى دمشق، حيث دارت رحى الحرب بين الفريقين، وكانت المعركة شديدة رهيبة أبْلى فيها المماليك بلاءً حسناً، فتمّ لهم النصر المبين على قوات غازان.
فى 27 رمضان عام 986 هجريا :الصفويون ينتصرون على العثمانيين فى معركة "شماهى الثانية" ويأسرون عددا من كبار القادة العثمانيين مثل "عادل كيراى". وقد قتل فى هذه المعركة 10 آلاف عثمانى و20 ألف صفوى.
فى 27 رمضان 1223 : فرق الانكشارية العثمانية تقوم بثورة عنيفة ضد السلطان محمود الثانى بعد محاولته القضاء عليهم، من هم الانكشارية، الانكشارية فرقة مشاة خاصة داخل الجيش العثمانى، تكونت فى عهد السلطان مراد الأول بناء على أمره، ونفذها الوزير جاندارلى خليل باشا لتقتصر مهمتها على الحرب وتتفرغ لها، وبذلك أصبحت أول فرقة عسكرية نظامية فى التاريخ، كانت الانكشارية وسيلة فعالة فى انتصارات الدولة العثمانية وفتوحاتها فى أوروبا والبلقان والشرق الأوسط، كما تسببت فى هزائم الدولة ونكساتها، تكونت فى البداية من ألف فرد دون مراعاة السن ثم صدرت القوانين المتتالية لتنظيم سن الالتحاق بها فأصبح من 8-20. كان الفرد منهم قبل التحاقه يسلم إلى أسرة تركية نظير جُعل من المال لتعليمه اللغة التركية وآداب الإسلام ثم يؤخذ إلى الفرقة لينتظم فيها. وصل بعض أفرادها إلى أعلى المناصب فى الدولة العثمانية فى كافة الميادين مثل المعمار سنان وتسابقت الأسر المسيحية لإلحاق أولادها بها. من أسماء رتبهم الكبيرة: أغا الانكشارية وهو رئيسهم وكان يحضر فى الديوان السلطانى -رغم عدم عضويته فيه- ليقدم تقريرا عن الفرقة إلى السلطان. من رتبهم الكبيرة أيضا سكبان باشى، وباش شاجويش، ومن رتب ضباطهم الصغيرة: الشوربجى، والسقا باشى، واوضه باشى.
اتبعوا نظاما صارما فى التدريب والطاعة المطلقة، وحرم عليهم مغادرة الثكنات والزواج والاختلاط بالمدنيين والعمل بالتجارة، وأمروا بالتفرغ التام للجندية. ولما أصاب التأخر الانكشارية فقد أفرادها روحهم القديمة وخرجوا من الثكنات، وأسسوا بيوتا وعائلات وألهتهم التجارة عن الحروب حتى وصلوا -وهم عماد السلطنة- إلى التمرد عليها. أول حركة عصيان قاموا بها عندما اعترضوا -وهم الجنود- على ارتقاء السلطان مُحَمّد الفاتح، العرش، محتجين بحداثة سنه وكان أول تمرد حركى منهم، فى عهد السلطان القانونى الذى أدبهم ونكل بقادتهم. وصل التدهور بالانكشارية إلى أن أفرادها كانوا يرفضون الخروج للحرب أحيانا، ويفرون من جبهة القتال أحيانا، ويعينون من يريدون فى المناصب العليا فى الدولة، ويطالبون برؤوس كبار رجال الدولة إذا خالفوهم. ولما كثر تمرد الانكشارية ودب فيهم الفساد، وأسس السلطان سليم الثالث جيشا جديدا، دعا الانكشارية إلى الانخراط فيه، فرفضوا وتمردوا وعزلوا السلطان وقتلوه، ولما تولى السلطان محمود الثانى الحكم قام بإلغاء الانكشارية وضرب ثكناتهم بالمدافع، وقضى عليهم فى مذبحة شهيرة باسم "الواقعة الخيريّة" عام 1825م.
فى 27 رمضان عام 1237 : فى 27 من شهر رمضان المُبارك المصادف للسابع عشر من شهر حزيران للعام الميلادى 1822، تمكّن البحارة اليونانيون من إحراق الدونانمة، أى الأسطول البحرى التركى، فى إطار ثورة اليونانيين التى اندلعت شرارتها فى المورة، ضد الحكم العثماني، وأستشهد فى هذه المعركة نحو ثلاث آلاف مقاتل من البحرية التركية.
فى 27 رمضان عام 1366 :فى 27 من شهر رمضان المُبارك الموافق للرابع عشر من شهر آب للعام الميلادي1947، أُنشئت جمهورية باكستان بعد أن انفصلت عن الهند، ويُعَدّ مُحَمّد على جناح المُلقب بالقائد الأعظم هو مؤسس دولة باكستان بجناحيها الشرقى والغربى، وإن كان للفكرة دعاة آخرون أيضاً، من أبرزهم الشاعر والمفكر الإسلامى مُحَمّد إقبال، وتعنى كلمة باكستان فى اللغة الأُورْدية { الأرض الطاهرة.
فى 27 رمضان عام 1329 : فى 27 من شهر رمضان المُبارك وفاة أحمد عرابى زعيم الثورة العرابية. أصله من الشرقية والتحق بالجيش المصرى وترقى فى مناصبه، قاد عددا من زملائه فى ثورة احتجاج على تحيز الجيش للضباط الشراكسة، تحولت بعد ذلك إلى مظاهرة شعبية وطنية طالبت بالتغيير الوزارى وتشكيل حكومة وطنية وزيادة عدد الجيش، وقد فشلت الثورة العرابية لأسباب عديدة ترتب عليها نفى زعمائها إلى جزيرة سرنديب، وكان من بينهم أحمد عرابى
فى 27 رمضان عام 1373 : فى 27 من شهر رمضان المُبارك وفاة الكاتب الكبير "أحمد أمين"، صاحب كتاب "فجر الإسلام"، و"ضحى الإسلام"، وهو من رواد الباحثين فى الحياة العقلية الإسلامية، وقد بدأ حياته أزهريًا ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعى، وعُيِّن مدرسًا بها، ثم أصبح قاضيًا شرعيًا، وأطلق عليه اسم "العدل" لتحريه إياه والتحق بالجامعة أستاذًا فعميدًا فطبقت شهرته الآفاق، وكانت كلمته "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" عنوانًا على حياته العلمية الحافلة، وُلد أحمد أمين إبراهيم الطباخ فى (2 من محرم 1304هـ= 11 من أكتوبر 1886م) فى القاهرة، وكان والده أزهريا مولعا بجمع كتب التفسير والفقه والحديث، واللغة والأدب، بالإضافة إلى ذلك كان يحفظ القرآن الكريم ويعمل فى الصباح مدرسا فى الأزهر، ومدرسا فى مسجد الإمام الشافعى، وإماما للمسجد، كما كان يعمل مصححا بالمطبعة الأميرية؛ فتفتحت عيناه على القرآن الكريم الذى يتلوه أبوه صباح مساء.
واهتم والده به منذ صغره، وساعده فى حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجا شاقا فى تلقى دروسه وعوده على القراءة والاطلاع، كما كان الأب صارما فى تربية ابنه يعاقبه العقاب الشديد على الخطأ اليسير؛ وهو ما جعل الابن خجولا، وعُرف عنه أيضا إيثاره للعزلة، فاتجه إلى الكتب بدلا من الأصحاب؛ فنَمَتْ عقليته على حساب الملكات الأخرى.
ودخل أحمد أمين الكُتَّاب وتنقل فى أربعة كتاتيب، ودخل المدرسة الابتدائية، وأعجب بنظامها إلا أن أباه رأى أن يلحقه بالأزهر، ودرس الفقه الحنفى؛ لأنه الفقه الذى يعد للقضاء الشرعى.
أما شهرته فقامت على ما كتبه من تاريخ للحياة العقلية فى الإسلام فى سلسلته عن فجر الإسلام وضحاه وظهره؛ لأنه فاجأ الناس بمنهج جديد فى البحث وفى أسلوبه ونتائجه، فأبدى وجها فى الكتابة التحليلية لعقل الأمة الإسلامية لم يُبدِه أحدٌ من قبله على هذا النحو؛ لذلك صارت سلسلته هذه عماد كل باحث جاء من بعده؛ فالرجل حمل سراجًا أنار الطريق لمن خلفه نحو تاريخ العقلية الإسلامية.
غير أنه كتب فصلا عن الحديث النبوى وتدوينه، ووضع الحديث وأسبابه، لم يتفق معه فيه بعض علماء عصره العظام، مثل: الشيخ مُحَمّد أبو زهرة، والدكتور مصطفى السباعى؛ فصوبوا ما يحتاج إلى تصويب فى لغة بريئة وأدب عف، وقرأ أحمد أمين ما كتبوا وخصهم بالثناء، إلا أن البعض الآخر قال: إنه تلميذ المستشرقين، واتهموه بأنه يشكك فى جهود المحدثين.
والواقع أن كتابا كـ "فجر الإسلام" يقع فى عدة أجزاء كبار عن تاريخ الحياة العقلية فى الإسلام منذ ظهوره وحتى سقوط الخلافة العباسية، تعرّض فيه كاتبه لآلاف الآراء، ومئات الشخصيات، لابد أن توجد فيه بعض الأمور والآراء التى تحتاج إلى تصويب، دون أن يذهب ذلك بفضله وسبقه وقيمته.
وقد وجد أحمد أمين صعوبة كبيرة فى تحليل الحياة العقلية العربية، ويقول فى ذلك: "لعل أصعب ما يواجه الباحث فى تاريخ أمته هو تاريخ عقلها فى نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب.
وفى كتابه "ضحى الإسلام" تحدث عن الحياة الاجتماعية والثقافية ونشأة العلوم وتطورها والفرق الدينية فى العصر العباسى الأول، وأراد بهذه التسمية (ضحى الإسلام) الاعتبار الزمنى لتدرج الفكر العلمى من عصر إلى عصر، واستطاع بأسلوب حر بليغ أن يمزج السياسة بالفكر عند الحديث عن الظواهر الجديدة فى المجتمع الإسلامي، وكذلك تدرّج اللهو بتدرَج العصور؛ إذ بدأ ضئيلا فى العهد الأول، ثم استشرى فى العصور التالية، وحلل الزندقة وأسباب ظهورها وانتشارها وخصائص الثقافات الأجنبية من فارسية وهندية… إلخ، وهذا الكتاب من أَنْفَس ما كتب، وهو من ذخائر الفكر الإسلامى دون نزاع. أما كتابه "زعماء الإصلاح فى العصر الحديث" فاشتهر اشتهارا ذائعا؛ لأنه قُرِّر على طلاب المدارس عدة سنوات، فكثرت طبعاته وتداولتها الأيدى على نطاق واسع. وكتاب "فيض الخاطر" جمع فيه مقالاته المختلفة فى "الرسالة" و"الثقافة"... وغيرهما، وبلغت حوالى 900 مقالة فى عشرة أجزاء. وكتاب "حياتى" الذى دوّن فيه سيرته الذاتية، ويقول عن هذا الكتاب: "لم أتهيب شيئا من تأليف ما تهيبت من إخراج هذا الكتاب"، ونشر قبل وفاته بأربع سنوات. أما كتبه الأخرى فهى: "ظُهر الإسلام"، و"يوم الإسلام"، و"قاموس العادات والتقاليد المصرية"، و"النقد الأدبى"، و"قصة الأدب فى العالم"، و"قصة الفلسفة"... وغيرها. وتعاون مع بعض المحققين فى إصدار كتاب "العقد الفريد" لـ "ابن عبد ربه"، و"الإمتاع والمؤانسة"، لـ "أبى حيان التوحيدي"، و"الهوامل والشوامل"، و"البصائر والذخائر"، و"خريدة القصر وفريدة العصر".
النهاية
وقد أصيب أحمد أمين قبل وفاته بمرض فى عينه، ثم بمرض فى ساقه فكان لا يخرج من منزله إلا لضرورة قصوى، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والبحث حتى توفاه الله فى (27 من رمضان 1373هـ= 30 من مايو 1954م)؛ فبكاه الكثيرون ممن يعرفون قدره. ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام فى فهم هذه الشخصية الكبيرة.