2012
أثارت خدمة الخرائط التي يقدمها موقع "جوجل" غضب الإيرانيين، حيث لا تحوي الخدمة الاسم الذي يطلقه الإيرانيون على "الخليج العربي"، وهو "الخليج الفارسي".
ونشر ناشطون إيرانيون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رابطا خاصا بخرائط جوجل متسائلين " أين الخليج الفارسي"؟.
وردا على الشكوى الإيرانية، صرح مسؤول في "جوجل" لـ"بي بي سي" بأن موقع جوجل لم يغفل وضع اسم على هذا الخليج فقط ولكن هناك أماكن أخرى حول العالم لم تعرِّفها جوجل دون أن يذكر مثالا على ذلك.
وأضاف المسؤول أن مؤسسة جوجل لا تريد أن تتخذ خطوة قد تتسب في حدوث موقف سياسي معين استجابة للغضب الإيراني.
ويعكس تجاهل جوجل تسمية هذا المسطح المائي المدى الذي وصل إليه الخلاف بين إيران ودول الخليج العربي في الوقت الراهن.
وفي يونيو 2004، تعرضت صحيفة ناشونال جيوغرافيك لهجوم وغضب من قبل الإيرانيين عندما أوردت، في طبعتها الثامنة من أطلس العالم، اسم "الخليج العربي" بين قوسين وبأحرف صغيرة تحت اسم "الخليج الفارسي". فقامت السلطات الإيرانية بمنع المجلة وصحافييها من دخول البلاد.
وفي يونيو 2006، دفعت مجلة "ذي إكونوميست" بدورها ثمن هذا الجدل لأنها اكتفت باستعمال كلمة "الخليج" بدون أن تُقرنها بأي صفة.
وفي مقابل ذلك، لم يقف العرب مكتوفي الأيدي؛ ففي يناير 2010، أقدم الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، ومقره الرياض، على إلغاء بطولة ألعاب القوى التي كانت ستستضيفها إيران في أبريل لأن الميداليات التي كان سيوزعها الإيرانيون تحمل عبارة "الخليج الفارسي".
وقد سارعت السلطات الإيرانية في الردّ على هذا الإلغاء فأعلنت في فبراير 2011 أنها ستمنع كل شركة طيران أجنبية لا تستعمل عبارة "الخليج الفارسي" من دخول مجالها الجوّي.
وبداية مايو 2011، أغلق الإيرانيون الجناح المصري في معرض طهران الدولي للكتاب بعد مصادرة أحد الكتب التي ذكرت اسم "الخليج العربي".
وقد بلغت الأزمة ذروتها عندما وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في 10 مايو 2011، الإصرار على تسمية لخليج العربي بـ"الخليج الفارسي" "بالضحك على التاريخ"؛ لأن "الوجود العربي على الساحل الشرقي للخليج العربي مستمر ومثبت تاريخيًا منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام بينما الوجود الفارسي هناك مستحدث ولا يعود لأكثر من الدولة الصفوية (1501 – 1736)".
ومؤخرًا، واصلت إيران استفزازها للإمارات من خلال كتابة جملة (الخليج الفارسي) في أرض ملعب جزيرة "أبوموسى" الإماراتية التي تحتلها إيران.
وقامت إيران بكتابة كلمة (الخليج الفارسي) في الملعب الرئيس في جزيرة أبوموسى، التي تحتلها إيران منذ سنوات، لعلمها أن الكتابة سيتم تصويرها عبر خرائط جوجل، وتظهر الكلمة جليًّا في الملعب الذي يبدو من الصور أنه في حالة مهترئة، معتبرة أن هذا يأتي في إطار سياسة الاستفزاز التي تقوم بها إيران.