الرد الجلي على الرافضي كمال الحيدري الدعي ( 1 )


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهدية ونعوذ بالله من الضلال المبين والدجل والتدليس والكذب على رب العالمين واصلى واسلم على النبي الأمين وآل بيته وأصحابه الميامين . ثم بعد
فتنه من فتن الزمان ظهرت هذه الأيام من قناه معروفة بأنها خاصة بفرقه الروافض ويظهر فيها رجل يحسبه عندهم من أهل العلم وهو عنه بعيد وتقوم الدنيا ولا تقعد بسبب أقوال له هي محض افتراء وتدليس
والمشكلة بأنه يشكك في معتقد أهل السنة والجماعة ويأتي بالضعيف والموضوع أو النصوص المبتوره لكي ينصر مله ويؤيد فكرته . ولكن قبل أن أناقش افتراءات هذا الدعي هل نسينا بما يعتقد في ديننا وقرآن ربنا وفي صحابة نبينا
إنهم يشككون في وحي ربنا والقرآن الذي بين ايدينا فأنا لهؤلاء أن يتورعوا في الكذب على نبينا وعلى الرواه من أهل السنة الذين هم لا يعترفون بهم أصلا . وسوف أقوم بالرد على هذا الدعي دجال هذا الزمان بالحجه والبرهان في سلسلة من الردود . والله المستعان ونسأل الله القبول.

يقول كمال الحيدري
يسألون إن كان الإمام موجود، إذا لماذا لا يظهر ؟ لماذا لا يعرف نفسه ؟ إذا كان الإمام حي و موجود لماذا لا يخرج ؟

يقصد أهل السنة والجماعة - انه سيولد، لماذا الله عز وجل الآن لا يخلقه ؟ لماذا لا يولد الآن؟ وهذا السؤال لا يجيبون عليه لهذا نسألهم، إن كان سيولد في أخر الزمان لماذا الله عز وجل لا يخلقه ؟

الجواب :

إن عقيدة الروافض في المهدى بخلاف عقيدة أهل السنة والجماعة والفرق بين الأثنين هو الذي يظهر الأجابة

عقيدة الروافض في الإمام الغائب :
الشيعة يقولون بأن ولد الحسن العسكري وُلِد وغاب وما زلنا ننتظره وهذا ما يسمى بالغيبة ، فمن أين أخذوا هذه العقيدة ، ومن أين جاءوا بها ؟
في كتاب " تثبيت دلائل النبوة " أن المجوس يدَّعون أن لهم منتظراً حيا باقيا من ولد ( بشتاسس) يقال له ( أبشاوثن ) ،
وأنه في حصن عظيم بين خرسان والصين .
والغيبة عند الشيعة أمر مجمع عليه لا خلاف فيه بينهم وهم يدعون أن عنده أولاداً وذرية في الجزيرة الخضراء ولكن أين الجزيرة الخضراء ؟ العلم عند الله .
هذه النقولات كما سمعتم نقلتها أو نقلت أكثرها من كتاب الكافي الذي هو العمدة عند الشيعة ، وهذا الكتاب نقلت أقوال أهل العلم فيه

وقد أفرده الطوسيّ بكتابه المسمى: ((كتاب الغيبة)).إن القول بالمهدي وانتظاره من عقائد الشيعة البارزة والأساسية، ذلك المهدي الذي يزعمون أنه غاب عنهم لأسباب مؤقتة، وسيرجع وسيملأ الأرض عدلاً ورخاءً كما ملئت ظلماً وجوراً)) .
ولهذا فهم يقيمون على سردابه بسامرا الذي زعموا أنه مقيم فيه دابة ترابط دائماً ليركبها إذا خرج من سردابه، ويقف جماعة ينادون عليه بالخروج يا مولانا اخرج، يا مولانا اخرج، ويشهرون السلاح، وفي أثناء مرابطتهم لا يصلون خشية أن يخرج وهم في الصلاة فينشغلون بها عن خروجه وخدمته، بل يجمعون الخمسة الفروض.
وليس هذا فقط عند السرداب، بل أحياناً يكونون في أماكن بعيدة عن مشهده ويفعلون هذا إما في العشر الأواخر من شهر رمضان، وإما في غير ذلك يتوجهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية، يطلبون خروجه مع أنه لا مهدي هناك. وإنما هي خرافة نفذ منها ومن غيرها أعداء الإسلام إلى الطعن في الإسلام وتجهيل حامليه، وإلا فما الداعي لمثل رفع هذه الأصوات وهذه المرابطة المضنية؟

عقيدة أهل السنة والجماعة في المهدي :
ومن أخبار المهديِّ ما رواه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا تذهب الدنيا حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتى، يواطئُ اسمُه اسمي" وفي لفظ آخر: "حتى يَليَ رجلٌ من أهل بيتي".
وعن علي، رضي الله تعالى عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لو لم يَبقَ من الدهر إلا يومٌ لبَعَث اللهُ رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما مُلئَت جَورًا" أخرجه أبو داود.
وقال عليه الصلاة والسلام : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يُواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . رواه أبو داود .
وقال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة . رواه أبو داود وابن ماجه .
فعلى هذا يكون اسم المهدي : محمد بن عبد الله
ويكون معروف النّسب ، وان نسبه يرجع إلى آل البيت .
وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "المهديُّ منِّي، أجلَى الجبهة أقنَى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئَت ظلمًا وجَورًا، يملك سبع سنين" أخرجه أبو داود.
وهذا الحديث وإن كان في ظاهره انقطاعٌ، إلا أنه بالنسبة للأحاديث الواردة في وجود المهدي وولايته للمسلمين صحيحُ المتن، وهو بذلك يوجب على المسلمين التحرزَ من رفض ما جاء في المهدي من أخبار.
ونفهم من الأحاديث الواردة فيه أنه ليس خاصًّا ببقعة من الأرض كنيجيريا مثلاً أو غيرها وإنما قائداً للمسلمين، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يملأ الأرض عدلاً كما مُلئَت ظلمًا وجَورًا".
والجو العام لأحاديث المهدي يبشر بتحقيق الدولة العالمية التي تضم جميع أقطار الأرض تحت راية واحدة، وهي راية العدل والخير والحق، وهو أمل يسعى له كثير من الذين يريدون للإنسانية خيرًا ويظنون بها خيرًا، وهو حلم راود الكثيرَ من الفلاسفة، خطَّط له الفارابي مثلاً حينما كتب عن عالمية الحكم بمناسبة كتابته عن "المدينة الفاضلة".انتهى
أسـباب تـسـميته بالمهـدي:

ذكـر السـيوطي في الحاوي عـن رسـول الله صلى الله عـليه وسـلم : " إنما سـمي بالمهـدي لأنه يهـدي إلى جـبل من جـبال الشـام يسـتخـرج منه أسـفار التوراة يحاج بها اليهـود سـمي بالمهـدي لأنه يهـدي لأمـر قـد خـفى يسـتخـرج التابوت من أرض يقال لها أنـطاكـية على يد المهـدي يظهـر تابوت السـكـينة من بحـيرة طبرية حـتى يحـمل فـيوضع بين يديه بـبيت المقـدس من هذا كـله تـتضح رسـالة المهـدي أنه يهـدي لأمـر قـد خـفى فـيحاج اليهـود فـيخـرج الدجال.

مكان خروج المهدي:

أما عـن مكانه يقـول الرسـول صلى الله عـليه وسـلم : " يولد بالمدينة " وفي رواية " بـبلاد المغـرب " وفي رواية " من المغـرب الأقـصى " وفي رواية " في بلاد المغـرب وأنه يأتي من هـناك ويجـوز البحـر و يخـرج من قـرية يقال لها كـرعة
علامات كـونية قـبل ظهـوره : يقـول النبي صلى الله عـليه وسـلم : " لا يخـرج المهـدي حـتى تطلع مع الشـمس آية " ينكـسـف القـمر لأول ليلة من رمضان وتـنكـسـف الشـمس في النـصف منه ولم يكـونا منـذ خـلق الله السـماوات والأرض يخـرج نجـم له ذنب يضيء خروج المهدي:

التعليق :
من المقارنة السابقة بالفرق بين المهدي عند الروافض والمهدي عند أهل السنة والجماعة يبين بأن هذا الرجل يدعي على أهل السنة على ما لا يعتقده فهل يلزمنا أن نتبع الذين ضلوا.
أن سؤال آهل السنة و الجماعة كان بعدما ادعى الاثنى عشرية أن إتباع المهدي واجب، وانه من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فوجب أن نعرف من تبع، وكذلك أنهم يعتقدون انه حجة، فبما انه حجة فأين هو و قد اتفق العقلاء أن الحجة تكون ظاهرة لا مخفية، و الحجة تكون قطعية لا ظنية، والحجة تبنى بالحقائق لا بالأوهام.
أن الاثنى عشرية يكفرون من لا يعتقد بمهديهم لهذا كفروا كل الطوائف المخالفة لهم لأنهم لم يعتقدوا بالمهدي، فوجب أن نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم ونسألهم عن هذا الرجل الذي إتباعه من دين، فوجب عليهم أن يعرفوا أوامره و نواهيه أن سؤال أهل السنة والجماعة من باب إثبات وإلزام الاثنى عشرية أنهم يعتقدون بعقيدة باطلة لا يستطعون إثباتها.
لهذا فسؤال آيه الله كمال الحيدري ليس في محله ذلك أننا لا نعتقد بحجة مهدي أهل السنة و الجماعة الآن.
وسؤالي لهذا الضال ردا على سؤاله لماذا لم يخرج الله مهديكم المنتظر إلى الان من السرداب
ولماذا تنتظرون كل هذه المدة ؟


وهناك كثير من الإشكالات التي بدأت تورد على مسالة حياة الإمام و هو انه حي، هو انه ماذا يفعل و ما هي أهمية وجوده ؟ وماذا ينفع الناس منه ؟ و هنا نجد الروايات عن الرسول الأعظم أنه شبه وجوده بالشمس إذا غيبها السحاب كيف انه يمكن الانتفاع بها أيضا الانتفاع بالمهدي حاصل.

الرد من أوجه :
أولا : الحديث الذي استدل به لا تصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، الحديث رواه الكليني في كتابه الكافي الجزء1 صفحة336 باب في الغيبة و ضعفه المجلسي في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 4، ص: 34 و هنا حديث أخر رواه أيضا الكليني في كتابه الكافي الجزء1 صفحة338 باب في الغيبة، و قد ضعفه أيضا المجلسي في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 4، ص: 46
ثانيا : بعد أن تبين أن الحديث لا يصح نقلا أيضا لا يمكن الاستدلال به عقلا ذلك أن غياب المهدي كان لألف سنة، ولا يمكن أن نتخيل حياة على الأرض مع غياب الشمس لألف سنة، فالنباتات تحتاج إلى الشمس لنموها ولإنتاج الأوكسجين، و بدون أوكسجين لا يستطيع الإنسان العيش.
لهذا فتشبيه كمال الحيدري غيبة المهدي كغياب الشمس خلف السحاب تشبيه لا يصح لا نقلا و لا عقلا.

النص الثاني الذي بودي أن يلتفت إليه ما أشار إليه بن تيمية، قال في رده على ما احتج به العلامة الحلي من أحاديث في المهدي : الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف طائفة أنكروها.

أقول :
أن كمال الحيدرى لم يذكر كلام شيخ الإسلام بكامله بل بتر الكلام فاخذ منه ما يوافق عقيدته وترك ما لا يوافق عقيدته فشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى قال :
أن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل منى أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة وأيضا فيه المهدي من عترتي من ولد فاطمة ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد وفيه يملك الأرض سبع سنين ورواه عن علي رضي الله عنه أنه نظر إلى الحسن وقال إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض قسطا، وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف طائفة أنكروها واحتجوا بحديث ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا مهدي إلا عيسى بن مريم وهذا الحديث ضعيف وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه وليس مما يعتمد عليه ورواه ابن ماجه عن يونس عن الشافعي والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له محمد ابن خالد الجندي وهو ممن لا يحتج به وليس هذا في مسند الشافعي وقد قيل إن الشافعي لم يسمعه وأن يونس لم يسمعه من الشافعي
الثاني أن الاثنى عشرية الذين أدعوا أن هذا هو مذهبهم مهديهم اسمه محمد بن الحسن والمهدي المنعوت الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم اسمه محمد بن عبد الله ولهذا حذفت طائفة ذكر الأب من لفظ الرسول حتى لا يناقض ما كذبت وطائفة حرفته فقالت جده الحسين وكنيته أبو عبد الله فمعناه محمد بن أبي عبد الله وجعلت الكنية اسما وممن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سماه غاية السول في مناقب الرسول ومن أدنى نظر يعرف أن هذا تحريف صريح وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل يفهم أحد من قوله يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي إلا أن اسم أبيه عبد الله وهل يدل هذا اللفظ على أن جده كنيته أبو عبد الله .
وللحديث بقيه في السلسلة المهديه للرد على الدعي كمال الحيدري
ونسأل الله له الهدايا أو أن يطهر الأرض من شره
أنه ولي ذلك والقادر عليه


كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 21/12/2010
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com