مواجهات ليلية عنيفة بطرابلس وأنباء عن تحرير "تاجوراء"


سُمع ليل السبت دويُّ انفجاراتٍ وإطلاق للنار بطرابلس، مع اندلاع مواجهات في بعض أحياء العاصمة الليبية التي شهدت انتفاضة للثوار المنهاضين لحكم العقيد معمر القذافي معلنين هجومًا نهائيًّا لإسقاطه، بعد وصول حرب بدأت قبل ستة أشهر إلى أطراف العاصمة.
واندلع إطلاق نار بشكل كثيف بعد حلول الليل، وقال مراسلون لوكالة "رويترز" في قلب العاصمة: إن اطلاق النار هدأ إلى حد ما بعد عدة ساعات، لكن استمر سماع أصوات إطلاق زخات من نيران الأسلحة الآلية وانفجارات قبيل الفجر مما يشير إلى وجود قتال في عدة أحياء.
وقال أحد ناشطي المعارضة: إن القتال ظل محتدمًا بعد منتصف الليل حول قاعدة "معتيقة" الجوية في منطقة "تاجوراء" بطرابلس وهي منطقة أكدت وسائل إعلام تابعة للثوار أنها "تحررت بالكامل" لكن تعذر التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وأضاف: إن المعارك خلفت عددًا من القتلى في صفوف المعارضين في ضاحية "قعدة" ومناطق أخرى، بالإضافة إلى ثلاثة جنود على الأقل من كتائب القذافي في منطقة زاوية الدهمانية بطرابلس.
ودعا رجال الدين في بعض مناطق العاصمة الناس إلى الانتفاض عبر استخدام مكبرات الصوت بالمساجد، بحسب أحد سكان طرابلس، مضيفًا أن هذا النداء بُثَّ مع آذان المغرب ولحظة الإفطار. وقال آخر: "بإمكاننا سماع إطلاق النار في مناطق مختلفة"، وأشار إلى أن "معظم مناطق المدينة خرجت وفي معظمهم الشبان.. إنها الانتفاضة.. خرجوا بعد الإفطار، وكانوا يهتفون الله أكبر".  
وقال "عبد الحفيظ غوقة" نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي: إن ساعة الصفر بدأت وإن الثوار نهضوا، في الوقت الذي ظهر فيه "عبد السلام جلود" الرجل الثاني سابقًا في ليبيا، والذي انضم إلى الثوار قبل يوم على شاشات التلفزيون في روما داعيًا سكان العاصمة إلى الثورة ضد "الطاغية" وقال: "اليوم تعلنون النصر على الخوف".
والتقدم الذي سجلته المعارضة الليبية نحو طرابلس - آخر معقل كبير للزعيم الليبي معمر القذافي - أحدث تحولاً في الحرب المستمرة منذ شهور، وذلك من خلال عزل العاصمة عن الطريق الرئيس الذي يربطها بالعالم الخارجي، كما يمثل ضغوطًا لم يسبق لها مثيل على القذافي.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية "موسى إبراهيم" حصول "مواجهات صغيرة" مع "بعض المسلحين الذين دخلوا من هنا وهناك" في أحياء مثل تاجوراء وسوق الجمعة وابن عاشور قرب وسط العاصمة.
لكنه أكد أن المتطوعين والقوات الليبية صدوا الثوار الذين "تسللوا" إلى العاصمة وأن المواجهات استمرت نصف ساعة فقط. وأضاف في تصريحات عبر التلفزيون الليبي أن "طرابلس آمنة والسيطرة كاملة لقوات الشعب المسلح والمتطوعين وأهالي طرابلس الشرفاء".
وبعيد ذلك، دعا الزعيم الليبي معمر القذافي أنصاره إلى "الزحف بالملايين" لإنهاء "مهزلة" النزاع الذي يدمر ليبيا منذ فبراير. وتابع في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي "يجب إنهاء هذه المهزلة. عليكم أن تزحفوا بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي يسيطر عليها الثوار.
وقبيل الفجر عرض التلفزيون الرسمي "سيف الإسلام" نجل القذافي وهو يلقي كلمةً أمام ما وصفه بمؤتمر شبابي، وكانت قاعة مليئة بالأنصار تضج بالهتافات والتصفيق بين الحين والآخر لدى إعلان سيف الإسلام أنه سيتم دحر الثوار.
وأكد نجل القذافي أن نظام طرابلس "لن يسلم ولن يرفع الراية البيضاء"، داعيًا في الوقت نفسه الثوار إلى الحوار. وأضاف: "نفسنا طويل. نحن على أرضنا وبلدنا. سنقاوم ستة أشهر، سنة، سنتين وسننتصر".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 21/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com