كشفت صحيفة "سياتل تايمز" عن انتحار خمسة من عناصر الجيش الأمريكي في قاعدة "لويس مكهورد" المشتركة وذلك منذ الأول من شهر يوليو الماضي، مؤكدةً أن حالات الانتحار تزايدت في الفترة الأخيرة في صفوف الجيش الأمريكي في مختلف الوحدات، وذلك على الرغم من الجهود المعلنة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
وقال "هيرو كيري" والد أحد الجنود المنتحرين والذي كان يبلغ من العمر 21 عامًا: "هذا العدد من حالات الانتحار مخيف جدًّا؛ لأنه حدث في وقت قصير للغاية، وهذا يدل على أن هناك شيئًا ما غير صحيح".
وفي الأسابيع الأخيرة، اجتمع قادة عسكريون مع جنود أمريكيين في الوحدات التي شهدت حالات انتحار بمعدل أكبر وقدموا وعودًا بأنه سيتم اتخاذ تدابير معينة لضمان تخفيض هذه الظاهرة.
وأوضحت الصحيفة أن معدلات الانتحار في الجيش الأمريكي تضاعفت خلال العقد الماضي بسبب حربيْ العراق وأفغانستان والانتشار المتكرر للمجندين الأمريكيين في مناطق الخطر وفي غضون فترات متقاربة.
وقالت الصحيفة: "أثناء السنتين الماضيتين، بدأ الجيش يبذل جهودًا على نطاق واسعة لتخفيض معدلات انتحار المجندين، وفي قاعدة "لويس مكهورد" المشتركة على سبيل المثال تضمنت هذه الجهود إجراء تقييم مستمر على الصحة العقلية للجنود، لكن على الرغم من ذلك فقد ازدادت معدلات الانتحار".
وأضافت "سياتل تايمز": "أثناء الشهور السبعة الأولى من عام 2011، تحرى الجيش عن 109 حالة انتحار مقارنة بـ91 حالةً خلال نفس الفترة من عام 2010".
وكان وزير شئون المحاربين القدامى الأمريكي "اريك شينسيكي" قد أبدى أسفه لارتفاع عدد حالات الانتحار في صفوف المحاربين الأمريكيين القدامى لاسيما من الشباب الذين خدموا في العراق وأفغانستان، واعترف في الوقت نفسه بعدم القدرة على تحديد عددهم.
وقال "شينسيكي" في مقابلة مع الإذاعة العامة "ان بي آر": "أعرف أن حالات الانتحار في ارتفاع، لكن كيف يتم تعدادها مع هذا العدد الكبير من السكان؟ لا يمكنني القيام بذلك".
وأضاف الوزير: "هناك 23 مليونًا من المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، بينهم ثمانية ملايين تتابع أوضاعهم أجهزة المحاربين القدامى (صحة وتعويضات ..)".
وكشفت عدة تحقيقات عن زيادة معدل الانتحار لدى الشباب الذين تركوا الجيش، وقال "شينسيكي": "ذلك يعكس الإرهاق والصدمات النفسية التي ترافق ما يحصل ميدانيًّا مع جيش يتم تقليص عديده ويتعين عليه القيام بالمزيد وحيث يخدم الجنود لفترات طويلة".