وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا:
اعلمي بأن الحسد منه المذموم ومنه الجائز
وأما المذموم:
فهوتمني زوال النعمة عن المحسود وهذا النوع محرم بالنصوص الشرعية وبإجماع الأمة
قال تعالى:( من شر حاسداً إذا حسد ) سورة الفلق
وقال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) النساء: 54
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ , فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ "
وأما الحسد الجائز:
وهو الذي يتمنى فضل موجود عند غيره مع عدم زواله ويسمى الغبطة
قال تعالى:( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين: 26
وقوله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً وسلّطه على هَلَكَته في الحق، ورجل آتاه الله الحِكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس»
وعليك بالصبر في مصيبتك وسوف يخلفك الله خيراً منها
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر: 10
يقول ابن عباس (يوم القيامة يحثى لهم من الأجر حثوا ,أي خذوا من الحسنات ما شئتم لاحساب)
وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يقول الله تعالى : (ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ، إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه ، إلا الجنة)
ثانيا:
أما سؤالك عن الحسد هل هو سبباً في الموت؟ يجب أن نعلم بأن الآجال مكتوبة عند الله في كتاب قبل خلق السموات والأرض وخلق الإنسان بخمسين ألف سنة
والحسد ممكن أن يكون سبباً في الموت :
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ بِالعَيْنِ". أخرجه الطيالسى والبخارى فى التاريخ الكبير والحكيم ، والبزار والألباني في السلسلة الصحيحة
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ" مرفوع رواه النسائي والطبراني والمستدرك
هذا والله أعلم
وصلى وسلم على النبي محمد
صلى الله عليه وسلم