النظام الليبي: لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار


رفضت الحكومة الليبية إجراء محادثات لبحث سبل الخروج من الأزمة قبل أن يتوقف حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن شن غاراته التي يشنها على  أهداف للنظام الليبي منذ نهاية مارس بموجب قرار مجلس الأمن لحماية المدنيين، وأكدت في الوقت ذاته أن دور العقيد معمر القذافي غير قابل للتفاوض، في الوقت الذي يصر فيه الثوار المدعومون من الغرب على ضرورة تنحيه عن السلطة.
وقال الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي في تصريحات عقب مباحثات أجراها مع مبعوث الأمم المتحدة عبد الإله الخطيب بطرابلس الثلاثاء، إن الهجمات الجوية يجب أن تتوقف على الفور وبغير ذلك لا يمكن إجراء أي حوار أو حل أي مشكلة في ليبيا.
ورد بالإيجاب حين سئل عما إذا كان أبلغ المبعوث الأممي بأن وضع القذافي غير مطروح للتفاوض، فيما قالت الأمم المتحدة في بيان بنيويورك إن الجانبين ما زالا متباعدين بشأن إيجاد تسوية سياسية، لكنهما يريدان مواصلة السعي لإيجاد مخرج من الأزمة من خلال المنظمة الدولية.
وكان الخطيب وصل طرابلس قادما مباشرة من محادثات أجراها مع قادة الثوار الليبيين بمعقلهم في بنغازي شرقي ليبيا. وناقش الخطيب إمكانية إطلاق "عملية سياسية" تنهي الحرب التي فشلت في الإطاحة بالقذافي رغم أشهر من هجمات مقاتلي المعارضة التي تدعمها الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي.
وفي وقت لاحق قال المبعوث الأممي إنه لم تتشكل بعد مبادرة نهائية في هذا الشأن. وأضاف لوكالة "رويترز" انه لم يضع خطة أمامهم وإنه بحث الأفكار والآراء بشأن كيفية إطلاق عملية سياسية تحقق حلا سياسيا. وأضاف إن أفكاره تتضمن التوصل لهدنة، بالتزامن مع إنشاء آلية لإدارة فترة انتقالية، دون أن يذكر تفاصيل.
لكن محمود جبريل العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي قال عقب محادثاته مع الخطيب إن المعارضة لن تقبل أي مبادرة لا تتضمن خروج القذافي من السلطة كخطوة أولى نحو السلام، وإن كان قادة الثوار أعطوا إشارات متضاربة في الأسابيع القليلة الماضية حول تقبلهم فكرة بقاء القذافي وأسرته في ليبيا إذا تنازل عن السلطة.
في المقابل، يتمسك القذافي برفضه الإقدام على أية خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تنحيه عن السلطة التي وصلها قبل 42 عامًا، واصفًا الثوار في أحدث تسجيل صوتي منذ تواريه عن الأنظار قبل نحو شهرين بأنهم "عملاء"، وقال إنه ليس لهم أي شرعية.
وأضاف خلال التسجيل الذي بثه التلفزيون الليبي في مظاهرة شارك فيها الآلاف من أنصاره بمدينة الخمس 120 كيلومترا شرق طرابلس الذين كانوا يرددون شعارات تطالبه بالبقاء في الحكم "هل هناك من يدعي أنه يمثل الشعب الليبي بعد أن ظهرت الملايين وقالت لا للعملاء".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 27/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com