نسبت تقارير إلى ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان وباكستان الذي توفي مساء الاثنين، دعوته قبيل خضوعه لعملية جراحية طويلة في نهاية الأسبوع إلى وقف الحرب في أفغانستان.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء، فإن هولبروك قال لطبيبه الجراح الباكستاني قبيل دخوله إلى غرفة العمليات "يجب وقف هذه الحرب في أفغانستان"، كما ذكرت الصحيفة نقلاً عن مقربين من العائلة لم تكشف هوياتهم.
ونُقل هولبروك ظهر الجمعة إلى وحدة العناية المركزة بمستشفى جامعة جورج واشنطن، بعد أن سقط مغشيًا عليه داخل مكتبه بوزارة الخارجية الأمريكية، وقد خضع على إثرها لعملية جراحية في الشريان الأورطي، ثم خضع لعملية ثانية لاحقًا.
وعيّن هولبروك (69 عامًا) مبعوثا خاصا إلى أفغانستان وباكستان عندما تولى الرئيس باراك أوباما السلطة عام 2009، وقام برحلات متعددة إلى المنطقة خلال العامين اللذين كان فيهما المبعوث الخاص لوزارة الخارجية.
وكان هولبروك إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 20 يوليو في كابول خلال مؤتمر دولي لدعم مشروع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بضمان أمن البلاد بواسطة القوات الأفغانية بحلول نهاية العام 2014، ولمساندة الانفتاح الذي أبداه حيال "طالبان".
وصرح هولبروك بأن الولايات المتحدة المتحدة تقبل إمكانية مشاركة حركة طالبان "بعد إصلاحها" في الحكومة الأفغانية، ضمن حل سياسي ونهائي للوضع في أفغانستان، وبعد أن أقر بأنه لا يتوقع نصرا حاسما على مسلحي الحركة، الذين يقاتلون ضد القوات الدولية بأفغانستان.
واتهمت حركة "طالبان" في بيان أصدرته المبعوث الأمريكي بأنه كان يهدف إلى تنفيذ إستراتيجية تدفع إلى إشعال حرب أهلية في باكستان وأفغانستان.
غير أنها قالت إن الدبلوماسي الذي اكتسب شهرة، وعرف بـ "كيسنجر البلقان" لدوره في الاتفاق الذي أنهى حرب البوسنة في عام 1995 لم يستطع أن يحقق النجاح، "لكن بالعكس جميع مخططاته ومؤامراته حتى الآن أضرت بشعوب المنطقة ودولها حتى أنها أضرت بأمريكا نفسها وأصبحت فاشلة خائبة"، حسب تعبيرها.
وكان هولبروك صرح في أواخر سبتمبر الماضي، أن الاستقرار يتحقق في أفغانستان بوتيرة أبطأ من المتوقع لكن هذا لن يثني على الأرجح الرئيس باراك أوباما عن البدء في سحب قواته المقاتلة من هناك العام المقبل.
وأضاف آنذاك "الأمر الوحيد الذي يمكنني تصوره هو أن الرئيس سيفعل ما قال أنه سيفعله" ويبدأ سحب القوات "بطريقة حذرة ومسئولة"، وقال "كان الرئيس يتحدث عن القوات القتالية وسياسة لسحب القوات وفقا للظروف".