الغنوشي: مخطط لاستفزاز الإسلاميين وجرهم للعنف


نفى راشد الغنوشي رئيس حركة "النهضة" وقوف الحركة وراء الاحتجاجات الأخيرة في تونس، ردًا على تلميحات رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي في خطاب ألقاه الاثنين بالوقوف وراءها، ما فسره البعض على أنه إشارة إلى الحركة.
وقال الغنوشي في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إنه فوجئ بما جاء على لسان السبسي، وإن "النهضة" حركة سياسية تتمسك بالأمن وتدعو إلى التحرك السلمي، نافيًا أن تكون ساندت أو رعت الاحتجاجات والاعتصامات التي شهدتها تونس خلال الأيام الأربعة الماضية.
وأبدى تمسك "النهضة" بإجراء انتخابات "المجلس الوطني التأسيسي" في موعدها المحدد في 23 أكتوبر المقبل، حيث ستوكل للمجلس مهمة صياغة دستور جديد للبلاد. وأضاف: "نحن نشعر أن هناك تخطيطا محكما لاستفزاز الشباب الإسلامي واستدراجه للعنف ربما بهدف تأجيل الانتخابات".
ودعا رئيس أكبر الأحزاب الإسلامية بتونس، الشباب المتدين للابتعاد عن العنف، وانتقد الأسلوب الذي واجهت به الشرطة المتظاهرين، واستدرك: "لكني أقول لوزير الداخلية أيضا إن أسلوب قوات الشرطة في قمع الناس بوحشية لا يتماشى مع الثورة" مشيرا إلى أن الشرطة اقتحمت مسجد بلدة منزل بورقيبة (70 كلم شمال تونس) ومعها كلاب بوليسية لاعتقال بعض الأشخاص، بحسب موقع "الجزيرة نت".
وكان السبسي اتهم في خطابه الاثنين تيارات فكرية وأحزابا سياسية يمينية ويسارية بالوقوف وراء أعمال الشغب والفوضى في البلاد، ولم يحدد اسمها، لكنه قال إنها "معروفة لدينا وللشعب التونسي، وهي أطراف ثبت أنها تتعامل بخطابين مزدوجين"، وهو ما فُسر لدى البعض بأن المقصود بذلك هو "النهضة الإسلامية".
وشهدت عدة مدن تونسية ليل الأحد تظاهرات ليلية تخللتها مواجهات مع قوات الأمن، وأعمال حرق وتخريب شملت مقرات أمنية ومنشآت عامة وخاصة. وبحسب مصادر متطابقة، فإن هذه المواجهات جرت في مدينة جرجيس (500 كيلومتر جنوب شرق العاصمة تونس)، حيث أُحرق خلالها مركز للأمن، وكذلك في أحياء باب الجزيرة، وباب الجديد بوسط العاصمة تونس، وضاحية الكرم بشمالها.
وتأتي هذه التطورات فيما تشهد تونس عودة لافتة لأعمال العنف والشغب تفجرت ليل الجمعة في عدة مدن في شمال وغرب وجنوب البلاد، تخللتها مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن إصابة 6 من رجال الأمن بجروح متفاوتة، إلى جانب تخريب وحرق عدة مراكز أمنية ومنشآت عامة وخاصة.
وأشارت وزارة الداخلية التونسية الأحد إلى أن أعمال العنف والشغب شملت 6 مدن وبلدات في ست محافظات، بهدف ضرب مناخ الأمن والاستقرار الذي ساد البلاد خلال الفترة الماضية.
واتهمت في بيان "أطرافا سياسية ودينية متطرفة" بالوقوف وراء تلك الأحداث التي وصفتها بـ"الأعمال الإجرامية"، والتي بلغت ذروتها بمدينة منزل بورقيبة بمحافظة بنزرت (60 كيلومترا شمال العاصمة تونس)، حيث عمدت مجموعة "دينية متطرفة" إلى اقتحام مقر منطقة الأمن "بغاية الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة".
وقالت إنه "تم الاستيلاء على سلاحين حربيين من نوع "شتاير" وبعض التجهيزات الأخرى، فيما أشارت مصادر أخرى إلى مقتل أحد أفراد الحرس الوطني التونسي.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 20/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com