انتقد السفير الأوكراني لدي الاتحاد الأوروبي ما سماه تجاهل الاتحاد لجيرانه في شرق القارة الأوروبية نظرا لتحول اهتمامه إلي ثورات الربيع العربي في منطقة جنوب البحر المتوسط.
وقال السفير الأوكراني كوستيانتين يليسييف للصحفيين في بروكسل: هناك اختلال تام في التوازن فيما يتعلق بالسياسة( التي يتبناها الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقتين). الجنوبية والشرقية, مشيرا إلي أنه تم تجاهل دول أوروبا الشرقية.
وأضاف يليسييف: لقد عانت أوكرانيا... مثال بسيط للغاية علي ذلك هو أنه لا أعتقد أنه من الطبيعي ألا تزور( الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون) أوكرانيا علي مدار العام الماضي بأكمله.
وأوضح قائلا: في كل مرة أحاول فيها الضغط من أجل تنظيم زيارة, تكون هناك تبريرات مثل نأسف, إنها مشغولة للغاية بالبعد الجنوبي, ودول شمال أفريقيا.. إلخ.
وكانت أشتون قد زارت كييف في فبراير2010 لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش, الأمر الذي أثار حفيظة حكومات بعض دول الاتحاد الأوروبي, لا سيما فرنسا, نظرا لتغيب أشتون عن اجتماع متزامن لوزراء دفاع دول الاتحاد في إسبانيا.
وقال يليسييف إن هذه الزيارة لم تكن سوي زيارة بروتوكولية خلت من أي مناقشات حقيقية, معربا عن أمله في أن إعادة التوازن بين الشرق والجنوب في السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي أثناء فترة تولي بولندا الرئاسة الدورية للاتحاد, والتي بدأت أمس الأول لتستمر ستة أشهر. ويذكر أن هناك حدثا مهما تشهده فترة ولاية بولندا للاتحاد, وهو القمة التي تعقد في وارسو يومي29 و30 سبتمبر المقبل بين قادة من الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا ومولدوفا وأرمينيا وأذربيجان.
ومن المقرر أن يناقش هؤلاء القادة برنامج المشاركة الشرقية, وهي مبادرة بشأن تعاون الاتحاد الأوروبي مع دول الاتحاد السوفييتي السابق الست التي قال يليسييف إنها لا تزال نظرية للغاية حتي الآن.
وفي وارسو, قال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إن أي تكهنات حول وجود تعارض بين سياسة الجوار الجنوبية والمشاركة الشرقية.. لا أساس لها من الصحة علي الإطلاق, لافتا إلي أن بولندا ستعمل علي كلا الجبهتين. وأشار يليسييف إلي أن بلاده تريد استكمال المفاوضات حول اتفاقية انضمام للاتحاد الأوربي واتفاق خاص بالتجارة الحرة أثناء فترة الرئاسة البولندية للتكتل.